فقدت سيريلانكا واحداً من أعلام الدعوة الإسلامية والفكر يوم الجمعة الماضي، وقد قدر الله له خاتمة مباركة في الشهر المبارك، فقد قضى الراحل حياته في سبيل دعوة الحق.
فقد توفي الشيخ محمد إبراهيم حسن لبي، يوم الجمعة 29 مارس الماضي، نسأل الله أن يرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى.
وقد أقامت الجالية السريلانكية المسلمة بدولة الكويت بالتنسيق مع مكتب التعاون الإسلامي بجمعية الإصلاح الاجتماعي استقبال التعازي في الشيخ يوم الأحد الموافق 31 مارس، في ديوانية الجمعية، وقدم خلالها الشيخ أغار محمد، رئيس الجامعة النظيمية الإسلامية بسريلانكا، ضيف الجالية في العشر الأواخر من رمضان، خاطرة عن المرحوم بإذن الله إبراهيم حسن لبي الذي عايشه سنوات طويلة في الدعوة والإرشاد.
ولد الشيخ إبراهيم عام 1937م في أويانوات، وبدأ تعليمه في مدرسة القرية ثم التحق بكلية مهراجاما غفورية العربية، وأقام علاقات مع الجماعة الإسلامية في سريلانكا.
التحق بمهنة التدريس في وزارة التربية والتعليم، ودرس اللغة العربية على يد س.أ إمام في جامعة بيرادينيا.
وبعد حصوله على الدرجة العلمية، تم تعيينه محاضراً في الحضارة العربية والإسلامية في جامعة الكيلانية، ثم في جامعة بيرادينيا.
وانضم الشيخ إبراهيم إلى الجماعة الإسلامية السريلانكية عام 1957م، وعين أميناً عاماً لها عام 1958م، وشغل عدة مناصب مهمة في الجماعة، منها أمير الجماعة من عام 1976 إلى 1982م.
ثم بعد التقاعد تولى منصب نائب الأمير وتفرغ لإنشاء مؤسستين تعليميتين مهمتين.
والشيخ إبراهيم، يرحمه الله، كان عضواً مؤسساً للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (IICO)، وعمل كمستشار طلابي لبرنامج المنح الدراسية للبنك الإسلامي للتنمية في سريلانكا، بالإضافة لشغله منصب نائب رئيس جمعية علماء عموم سيلان، وهي المنظمة الجامعة لعلماء الدين المسلمين في البلاد.
ساهم في مناهج التعليم الجامعي والوطني المتعلقة بالإسلام والحضارة الإسلامية، وشغل منصب الممتحن الرئيس لهذه المواد في امتحان «G.C.E» امتحانات المستوى المتقدم والمستوى العادي التي تجريها إدارة الامتحانات التابعة لوزارة التربية والتعليم.
كان الفقيد رائداً في قطاع التعليم الديني الإسلامي في سريلانكا؛ ما أدى إلى إنشاء مؤسسات مثل كلية مادامبي الإصلاحية العربية، وكلية بوتالام الإصلاحية للسيدات، وأكاديمية التنوير.
وقام بإنشاء معهد سيرنديب للبحث والتطوير (SIRD) وتولى رئاسته لعدة سنوات، وترأس تحرير النشرة الشهرية لجماعة «الحسنات»، وقاد تشكيل منظمة جامعة لمنظمات المجتمع المدني الإسلامية تسمى اتحاد المسلمين.
وعلى الرغم من ارتباطه الطويل بالجماعة الإسلامية، فإنه لم يقبل أي أجر مقابل خدماته.
ومجلة «المجتمع» تقدم تعازيها في الفقيد، وتسأل الله تعالى أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يسكنه فسيح جناته.