ما لك يا لساني؟!
أورثتني غماً وهماً عند انطلاقك غير غاضّ لطرفك عن المخازي!
ما لك يا لساني؟!
ألا تحتشم من أجلي وتسترحم الناس حتى يرقوا مسامعهم لك؟!
ما لك يا لساني؟!
ألا تبتعد عن القيل والقال وكثرة الكلام الذي لا تحتاجه؟!
ما لك يا لساني؟!
لا تحبس نفسك عن غيظ، ولا تسكن من غضب، ولا يرتد جماحك!
ما لك يا لساني؟!
مُقدماً على الشر، ومكشفاً للعداوة ومصرحاً بها!
ما لك يا لساني؟!
تسقطني من أعين القوم بكلمة أو مزحة أو عبارة بسبب عجلة في الكلام!
ما لك يا لساني؟!
فاجأت نُظرائي وأقراني وأكفائي ومن هم أدنى مني بغثّك ومنطقك وركاكتك وتشدُّقك وثرثرتك وهُرائِك وتنطّعك!
ما لك يا لساني؟!
تنطلق دون تبصرة بمواضع الحق، ودون حكمة، ودون حجة، ودون بيّنة ولا براهين قيّمة!
ما لك يا لساني؟!
ألا تستحيي من الله عز وجل، الذي أنعم عليك بالنطق واللفظ وجعل عليك رقيباً عتيداً؟!
مالك يا لساني؟!
ألا تخشى الكرام الكاتبين الذين يعلمون ما نقول وما نفعل؟!
يا نعمة من الله عليَّ أُختَبرُ بها، لو عرفت ووعيت أيضًا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَمَتَ نَجَا»(1)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ»(2)، لربما كنت من الفالحين!
_____________________
(1) أخرجه الترمذي وأحمد.
(2) أخرجه البخاري ومسلم.