لطالما جسدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التزامها العميق بالمقاومة عبر تقديم قادتها في مقدمة الصفوف، شهداء على درب الدفاع عن فلسطين والأمة، محققة بذلك مقولة: «نحن نقدم قبل الجند قادتنا».
فمنهم من ارتقى في ميادين القتال في عملية «طوفان الأقصى» مدافعًا عن الأرض والعرض، ومنهم من استُشهد في عمليات اغتيال صهيونية استهدفت رموزًا من قيادات الحركة.
ورغم هذه التضحيات، تتعاظم عزيمة الحركة، حيث يتولى قادة جدد المسيرة بكل ثبات، مستكملين نهج من سبقهم نحو الحرية والنصر.
ومن أبرز قادة «حماس» الذين تصدروا قائمة شرف الشهادة:
يحيى عياش.. مهندس المقاومة
اغتيل يحيى عياش، مهندس «كتائب القسام»، في 5 يناير 1996م، إثر تفجير هاتف محمول زرع فيه «الشاباك» الصهيوني متفجرات بواسطة عميل.
وقال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الصهيوني (شاباك) آفي ديختر، في مقابلة إذاعية: إن التخطيط لعملية الاغتيال استغرق 8 أشهر من العمل الاستخباري الشاق، وعلى مدار الساعة.
إبراهيم المقادمة.. مدرسة فكرية
استُشهد إبراهيم المقادمة، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، في 8 مارس 2003م، بعد قصف «إسرائيلي» استهدف سيارته وسط مدينة غزة بـ5 صواريخ، وصفه الاحتلال بأنه أحد أخطر القادة الفلسطينيين، معتبراً إياه مدرسة فكرية ألهمت المقاومة الفلسطينية.
إسماعيل أبو شنب.. مهندس الانتفاضة الأولى
يوصف بأنه مهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقد عينه مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين نائباً له، وكلفه بإدارة المقاومة في قطاع غزة قبل اشتعال الانتفاضة بها، في ثمانينيات القرن الماضي.
اغتيل أبو شنب، في 21 أغسطس 2003م، عندما استهدفت طائرات «الأباتشي» الصهيونية سيارته قرب مقر «الأونروا» في غزة؛ ما أدى إلى إصابة مواطنين كانوا في الموقع.
الشيخ أحمد ياسين.. مؤسس «حماس»
مؤسس حركة «حماس»، اعتقل عدة مرات، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، حتى أطلق سراحه بصفقة تبادل عام 1997م.
اغتيل في 22 مارس 2004م، وهو عائد من صلاة الفجر بقصف صهيوني استهدفه على كرسيه المتحرك، كان عمره 68 عامًا، وأشرف على اغتياله رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرييل شارون.
عبدالعزيز الرنتيسي.. أسد فلسطين
ملقب بـ«أسد فلسطين» أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور عام 1992م، واعتقلته مرارًا حتى عام 1997م، وتعرض لمحاولة اغتيال في عام 2003م.
استُشهد في 17 أبريل 2004م في غارة استهدفت سيارته شمال غزة، بعد أن أعلن رئيس وزراء الاحتلال حينها أرييل شارون إدراج قادة «حماس» على قائمة الاغتيال.
جمال سليم.. خطيب مفوه
اشتهر بخطاباته في مساجد نابلس، وكان نائباً سابقاً لرئيس رابطة علماء فلسطين.
في 31 يوليو 2001م، استشهد سليم بقصف من «أباتشي» على مكتب إعلامي للحركة في نابلس.
جمال منصور.. مصمم شعار «حماس»
يعد من جيل التأسيس في حركة «حماس»، وبرز مع بداية انتفاضة الحجارة عام 1987مم، وأول من رسم شعار حركة «حماس».
استشهد منصور، في 31 يوليو 2001م، بقصف صهيوني من «أباتشي» استهدفت مكتبه في المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وكان الناطق الرسمي باسم وفد «حماس» للحوار مع السلطة وحركة «فتح».
صلاح شحادة.. مؤسس الجهاز العسكري لـ«حماس»
اغتيل صلاح شحادة، في 23 يوليو 2002م، بقصف من مقاتلة «إف-16»؛ مما أدى إلى استشهاد 12 آخرين وتدمير حي الدرج المكتظ بالسكان.
ووصف الاحتلال شحادة بأنه المسؤول عن مئات العمليات ضد قواتها.
أحمد الجعبري.. رئيس أركان المقاومة
اغتيل أحمد الجعبري، القائد العسكري البارز في الحركة، في 14 نوفمبر 2012م، بقصف صهيوني استهدف سيارته قرب مجمع الخدمة العامة في غزة، وكان اغتياله مقدمة للعدوان على القطاع، الذي دام حوالي 10 أيام.
وكان الجعبري قد نجا من محاولة اغتيال عام 2004م عندما قصفت الاحتلال منزله؛ مما أسفر عن إصابته واستشهاد ابنه وشقيقيه.
وقالت «كتائب القسام» في بيان نعيه: إنه «رئيس أركان المقاومة في فلسطين».
صالح العاروري.. مهندس «طوفان الأقصى»
استُشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، في 2 يناير 2024م، إثر هجوم بطائرة مسيرة استهدف مكتبه في بيروت، واستشهد معه اثنان من قادة «كتائب القسام».
واحتفى سفير الاحتلال بالأمم المتحدة بهذه العملية، فيما أوصت رئاسة الوزراء الصهيونية وزراءها بعدم التعليق الرسمي على الحدث.
إسماعيل هنية.. دبلوماسي «حماس»
في 31 يوليو 2024م، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في غارة صهيونية على مقر إقامته في طهران أثناء زيارته للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني.
تعرض هنية لمحاولات اغتيال متكررة، أبرزها في سبتمبر 2003م حين أصيب بغارة استهدفت قياديي «حماس» من بينهم الشيخ أحمد ياسين، كما قصف الاحتلال منزله في غزة مرات عديدة خلال حروبها على القطاع.
يحيى السنوار.. قائد «طوفان الأقصى»
استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024م، في اشتباك مع قوات الاحتلال في حي السلطان برفح، حيث ارتقى شهيدًا برفقة اثنين من مجاهدي «القسام».
كان السنوار يتنقل بين مختلف المواقع القتالية، صامدًا ومرابطًا على أرض غزة العزة، مدافعًا عن فلسطين ومقدساتها، لقد شكلت تضحياته وإصراره مصدر إلهام يعزز روح الصمود والصبر والرباط والمقاومة في نفوس الجميع.