لا تخَف من التخلي عن طرقك القديمة والبدء من جديد اليوم، إنها فرصة جديدة لإعادة بناء ما تريد بناءه حقاً
منذ حوالي عقد من الزمن، تحدثت مع جدتي وكنت قلقاً حول إجراء بعض التغييرات الكبيرة في حياتي، فقالت لي جدتي: “هل تعرف ما أكبر ما آسف عليه؟ عدم انتهاز المزيد من الفرص وإجراء التغييرات اللازمة عندما كنت في مثل سنك”.. وقد لصقت كلماتها في لا شعوري منذ ذلك الحين، وهي التي ساعدتني في اتخاذ الكثير من الخيارات الإيجابية في الحياة.
ويبرز هذا عندما يحدث شيء ما في حياتي أو يتعطل ولا يعمل، عندها أقفز بجرأة شديدة لإجراء بعض التغييرات اللازمة.
إذا كنت تواجه الآن حقيقة واقعية مشابهة، اسأل نفسك: “ما الشيء الذي ما زلت أركز عليه وهو لا يعمل؟”.
فجزء كبير من حياتك ما هو إلا نتيجة ما اخترت التركيز عليه، فإذا كنت لا تحب شيئاً، فقد حان الوقت للاختيار بشكل مختلف.
لا تخَف من التخلي عن طرقك القديمة والبدء من جديد اليوم، إنها فرصة جديدة لإعادة بناء ما تريد بناءه حقاً.
وها هي تسعة أشياء قمت أنا بتطهير حياتي منها.. وهي بعض الفخاخ العاطفية الموجودة عند أكثر الناس والتي من الأفضل أن نتوقف عن المبالاة بها حالاً:
1 ـ ندم قديم:
يجب ألا تكون أنت عبارة عن مجموعة من الأشياء التي فعلت أو لم تفعل في الماضي، لا تدع الأسف والندم يسيطر عليك، تخلص من الندم الذي يمكن أن يعوقك عن القيام أو عدم القيام بأي شيء.
قم كل ليلة بعملية تطهير لقلبك من هذا الندم الضار.
فمثلما يحتاج جسمك للغسيل كل يوم للتخلص من الأشياء القذرة، كذلك يحتاج قلبك للتطهير اليومي، لأنه قد يساء إليك كل يوم وقد يصيبك ضرر، فلا شك أن هناك من نساك ومن تجاهلك ومن دفعك ومن رفضك ولم يقبلك.. فإذا اخترت أن تغفر لهؤلاء الناس ونسيان هذه الأمور قبل أن تذهب إلى النوم، فقد اخترت تنظيف وتطهير قلبك، عندها ستستيقظ في الصباح التالي منتعشاً وخالياً من السلبية، ارفض حمل أطنان الندم القديمة، لتعيد الانطلاق من جديد في كل يوم جديد.
2 ـ الأعذار التي كنت تقدمها لنفسك:
في الحياة لديك دائماً واحد من خيارين، إما أن تختار أن تحقق ما تقدر على تحقيقه، أو أن تختار ترديد المبررات التي تمنعك من تحقيق ذلك.
الكسل جذاب، ولكن التفاني في العمل هو الذي يؤدي إلى تحقيق السعادة على المدى الطويل، إذا كنت تريد حقاً أن تفعل شيئاً، عليك أن تجد الوسيلة، وإذا لم تقم بذلك، فسوف تجد الذريعة.
والواقع بصدق، أن كل شيء تقريباً ممكن إذا كان لديك ما يكفي من الوقت والأعصاب لإنجازه، كل ما نحتاجه هو أن نتذكر أن الوقت يمضي سريعاً، ولا توجد ظروف مثالية لإنجاز ما نريد، كل ما تحتاجه هو ببساطة أن تجرؤ على القفز.
ولا تقل: لم يكن لديك ما يكفي من الوقت.. لديك بالضبط نفس عدد الساعات في اليوم التي أعطيت لـ”هيلين كيلر، باستور، ميكلانجيلو ، ليوناردو دا فينشي، توماس جيفرسون، ألبرت آينشتاين.. إلخ”.
3 ـ ما لم تمتلكه في يوم من الأيام:
لن تمتلك أبداً ما يكفي من الوقت، ولا ما يكفي من الموارد، أو ما يكفي من المال للقيام بهذا الشيء المثالي الذي تتخيله، ولكن المدهش حقاً هو ما يمكن تحقيقه من دون “كل هذه المتطلبات” المفترضة، وعاجلاً أو آجلاً سوف تدرك أن المعول عليه ليس ما تفقد بل ما تفعله بما لديك، وبما تمتلك.
أن تكون مستاءً بسبب ما ليس لديك دائماً مضيعة لما لديك.. أسعد وأنجح الناس ليسو هم الأوفر حظاً، وليسوا هم عادة الأفضل في كل شيء؛ لكنهم هم الذين لديهم القدرة علي الاستفادة من أي شيء قد يأتي في طريقهم. وسبب استسلام الكثير من الناس أنهم يميلون إلى النظر إلى ما هو مفقود، وإلى أي ما تبقي من طريق طويل للوصول لأهدافهم، بدلاً من النظر إلي ما هو حاضر، وإلى ما حققوا بالفعل.
4 ـ وجوب الشعور دائماً بالأمن والراحة:
أن تلعب في أمان تام أخطر الخيارات التي يمكن أن نختارها، فمن خلال ترك منطقة الراحة الخاصة بك وراءك واتخاذ قفزة الإيمان إلى شيء جديد، تستطيع أن تكتشف ما الذي تقدر حقاً علي إنجازه.. العقبات توضع في طريقك لمساعدتك على تحديد ما إذا كان ما تريده هو حقاً ما يستحق القتال من أجله.
5 ـ الخوف من الفشل:
إذا كنت خائفاً جداً من الفشل، فلن تستطيع أن تفعل ما يجب القيام به لتكون ناجحاً.. رغبتك في تحقيق النجاح يجب أن تتغلب علي خوفك من الفشل.
تعلم قبول ما هو كائن، وترك ما كان، والثقة في ما يمكن أن يكون، فقط استمر في التحرك والتفكير.. “قد لا أكون هناك حتى الآن، ولكني أقرب مما كنت عليه بالأمس!” حتماً، سوف تقع في الكثير من الأخطاء وسوف تشعر بالكثير من الألم، ولكن تعلم أن في الحياة أخطاءً تجعلك أكثر ذكاءً وآلاماً تجعلك أقوى.
وخلاصة القول: لا تقلق كثيراً بشأن الأخطاء، لأن أجمل الأشياء في الحياة تأتي من التغييرات التي نجريها بعد الفشل.
6 ـ أنت السبب في العلاقات الفاشلة:
لا تستهلك نفسك، ولا تضيع الكثير من وقتك في الندم على شخص لا قيمة له.
إن العلاقة الجيدة هي التي لا تسحبك لأسفل، بل التي ترفعك.. استمع للإيجابيين وتجاهل السلبيين، الذين لا يقدمون لك ما تستحق من الاحترام والتقدير والاهتمام لا يستحقون وقتك ولا اهتمامك.. الحياة تكون أسهل عندما تقوم بحذف الناس الذين يجعلونها صعبة.. كل العلاقات الفاشلة ضارة، وفقدان شخص لا يقدرك ولا يحترمك هو في الواقع مكسب، وليس خسارة.
الوحدة على المدى الطويل أفضل بكثير من أن تكون مع شخص لا يقدر قيمتك.. تعرف على قيمتك وقدرها حق قدرها.. تعرف على الفرق بين ما لديك وما تستحقه.. وسيأتي الوقت الذي ستتوقف فيه عن عبور المحيطات من أجل الناس الذين يستكثرون عبور الجداول من أجلك.
7 ـ أن تكافأ لأجل كل عمل صالح تعمله:
الذين يريدون أكثر مما يحتاجون غالباً ما ينتهون في نهاية المطاف بفقدان كل شيء.. فالجشع والأنانية لا توصل لأي مكان في الحياة.. فالأسعد والأنجح يبحثون دائماً عن طرق لمساعدة الآخرين.. و الأتعس، والأفشل يتساءلون دائماً:”ما فائدة ذلك بالنسبة لي؟”.
الحياة مليئة بأفعال المحبة و حسن الخلق.. وأولئك الذين ألهمتهم وتقاسمت معهم الحب والحنان سوف يتذكرون ذلك يوما ما، لذلك انحت اسمك على القلوب، وليس علي الحجر.. فما قمت به لنفسك وحدها يموت معك؛ ولكن ما قمت به من أجل الآخرين والعالم لا يموت.
8 ـ الأحكام الضحلة:
من المستحيل أن نعرف بالضبط ما هو شعور شخص آخر أو أي نوع من المعارك العاطفية يخوضها، وأحياناً تخفي أوسع الابتسامات رقة خيوط الثقة بالنفس والأمل، وأحياناً يملك “الغني” كل شيء عدا السعادة.. ندرك هذا ونحن نتفاعل مع الآخرين، فكل ابتسامة أو علامة على القوة تخفي صراعاً داخلياً كالحرب المعقدة وغير العادية التي تشعر أنت بها أحياناً.
إنها حقيقة حكمة الحياة، حقاً، أن كل واحد منا يشمل مجموعة عميقة وفريدة من نوعها من الأسرار والألغاز التي لا يمكن اكتشافها على الإطلاق من قبل شخص آخر، ولذلك تبسم في وجوه الناس الذين يبدو أنهم يواجهون يوماً عصيباً اليوم، احنُ عليهم، فاللطف هو الاستثمار الوحيد الذي لا يفشل أبداً.
9 ـ هاجس النتيجة النهائية:
الإنجاز ليس تحقيق هدف محدد، وإنما هو التمتع بالعملية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.. فالانجاز يبدأ من تركيز حياتك حول نوايا محددة وأفكار وأنشطة تتواكب بصدق مع الغرض الخاص بك، وعندما تكون هذه النوايا واضحة ومتسقة و ذات مغزى، تتوفر لديك الوسائل الكافية لتحقيق الانجاز والسرور في حياتك، بصرف النظر عن تحقيق كامل الهدف المنشود أولا.
وبعبارة أخرى، إنها عملية السير في المسار الخاص بك وهذا هو المهم، وليست السرعة التي تسير بها.. وسيتم العثور على السعادة أثناء الرحلة، وليس عند الوصول.. أبطأ حتى تتمكن من أن تقدر الغابة بكل أشجارها.. لديك فرصة أفضل لرؤية أين أنت عند التوقف عن إنفاق كل لحظة من أجل الوصول لمكان آخر.
خذ الوقت الكافي للاحتفال بالخير المحيط بك والمدى الذي وصلت إليه، بدلاً من التركيز حصراً علي ما يتعين القيام به.
(*) المصدر:
http://www.marcandangel.com/2013/11/03/9-things-you-need-to-stop-caring-about/