ألم يحن الوقت بعد لأخذ قسط من الراحة لإعادة ترتيب الأولويات؟ ولنسأل أنفسنا الأسئلة المخيفة التي كنا نتجنبها
غالباً ما ننسى أن نسأل أنفسنا الأسئلة الصحيحة؛ لأننا عادة ننشغل بما نفعله بالدرجة التي تجعلنا نفقد المسار الذي نتجه إليه.. الانهماك في الأعمال الروتينية أكثر راحة لنا من مواجهة تحديات ومتطلبات أحلامنا، ثم نرفع رؤوسنا، في نهاية المطاف؛ لندرك أن البيئة المستقرة التي صنعناها نحن قد تؤدي إلى استجابات لحلم شخص آخر!
ألم يحن الوقت بعد لأخذ قسط من الراحة لإعادة ترتيب الأولويات؟ ولنسأل أنفسنا الأسئلة المخيفة التي كنا نتجنبها:
1- استناداً على الروتين والإجراءات اليومية، ماذا تتوقع أن تكون في غضون خمس سنوات؟
هذه هي قصة حياتك التي لا يكتبها سواك.
إذا كنت تشعر وكأنك ستظل عالقاً في نفس المكان لفترة طويلة جداً، فقد حان الوقت للبدء في كتابة فصل جديد من حياتك، وبنية الحبكة بسيطة: عدم القيام بأي شيء معناه أن لا تحصل على أي شيء.
فعل أشياء خاطئة يؤدي إلى إنتاجات خاطئة.. فعل نفس الأشياء يؤدي لإنتاج نفس النتائج القديمة.
تتغير قصة حياتك فقط عندما تقوم أنت بإجراء تغييرات.
إذا كانت لديك فكرة عما تريد أن تكون في الفصل التالي من حياتك، فعليك أن تفعل الأشياء التي تسند وتدعم هذه الفكرة.
الفكرة، مهما كانت لن تفعل أي شيء بالنسبة لك حتى تحولها إلى عمل وإنتاج.
والواقع أن الفكرة مهما كانت فكرة عظيمة فمجرد بقائها في رأسك ربما يجعلها تضر أكثر مما تنفع.
عقلك الباطن يعرف أنك تماطل في الأشياء الهامة بالنسبة لك، والعمل الضروري الذي تظل تؤجله يكون سبباً من أسباب التوتر، والقلق، والخوف، وعادة ما يدخلك المزيد من التسويف في حلقة مفرغة لاتزال تتفاقم حتى يقطعها العمل.
ويقاس التقدم في الحياة دائماًً من خلال حقيقة أنك قد اتخذت إجراءات جديدة، فإذا لم يكن هناك عمل جديد، فمن أين يأتي التقدم؟
2- هل الناس من حولي يساعدونني أم يؤلمونني؟
جزء كبير من كينونتك في الحياة له علاقة بالذين اخترت أن تحيط نفسك بهم، ومعلوم أنه من الأفضل أن تكون وحدك بدلاً من الشراكة أو الصداقة السيئة.. وببساطة لا يمكنك أن تتوقع أن تعيش حياة إيجابية، وحياة مرضية إذا كنت تحيط نفسك بأناس سلبيين.
إبعاد نفسك عن هؤلاء الناس ليس من السهل أبداً، لكن الأمر يزداد صعوبة عندما يكون هؤلاء أصدقاء مقربين أو من أفراد الأسرة.
والحظ إلى حد ما، قد يتحكم في أجزاء من حياتك، وبخاصة ما يتصل بعائلتك وأصدقاء طفولتك، ولكن عليك أن تقرر مع من ستقضي معظم وقتك.
إذا كان هناك شخص قريب منك يستنزفك فعليك أن تصارح نفسك بذلك، كن لطيفاًً، لكن لابد أن توصل له وجهة نظرك.. قل له أنك تحبه، وأنك تريد أن تظل معه، ولكنك بحاجة إلى مساعدته، وتذكر أن معظم المشكلات، كبيرها وصغيرها، داخل الأسرة والأصدقاء المقربين، تبدأ من التواصل السيء.
المهم يجب أن تحيط نفسك بمن يجعلك أحسن، وتبتعد عمن يؤذيك أو يعطلك أو يثبطك.
3- كيف أقوم باستنزاف سعادتي؟
في هذه الحياة، يصبح المرء ما يفكر فيه مراراًً وتكراراً، فإذا لم تساعدك الأفكار والسلوكيات التي تمارسها، فإنها لا يجب أن تؤذيك.
قد يؤثر فيك أشخاص وأحداث من الخارج، ولكن السعادة تنبع من داخلك في نهاية المطاف.
عليك فصل التأثيرات والإنجازات الخارجية عن سعادتك؛ إذن تكون وتظل سعيداً، في كل لحظة، دون الحاجة إلى أي شيء يأتيك من الخارج، هذا لا يعني أنه يجب أن نكون راضين عن كل شيء.
لابد أن تستمر في تحديد الأهداف، والعمل الجاد، والتفاعل مع الآخرين، والنمو، ولكن يجب أن تعلم أنك تنغمس بفرح في رحلة، وليس في مكان الوصول.
أنت بحاجة إلى أن تكون على وعي بأفكارك في اللحظة الراهنة.
الأفكار متشابهة جداً، والاختلاف فقط في التفاصيل. إذا كنت تقول شيئاًً مثل: «لو كان لدي أكثر مما لدي الآن، كنت سأكون أكثر سعادة»؛ للأسف هذا خطأ؛ لأنه إذا لم تكن سعيداً بما لديك الآن، فلن تكون أكثر سعادة إذا كان لديك ضعف ما معك الآن.
خلاصة القول: هي أن لديك كل ما تحتاجه لتكون سعيدًا أو غير سعيد الآن.
فالسعادة تعتمد فقط على الطريقة التي نفكر بها.. إذا كنت ممتناً بما لديك، فستشعر بالمتعة، ولكن إذا كنت ستركز على ما ليس لديك، فلن تشعر أبداًًًً بالسعادة، والخيار لك.
4- ما الأعذار التي تصنعها والمبررات التي تقدمها؟
قال «جورج واشنطن» ذات مرة: «فمن الأفضل عدم تقديم أي عذر بدلاً من تقديم مبرر رديء».
والحق يقال: إذا كنت جيداً في صنع الأعذار، فلن تكون جيداً في أي شيء آخر، ومهما كانت العقبات التي تراها أمامك، فالشيء الوحيد الذي يقف حقاً بينك وبين ما تريد هو الأعذار المصنوعة وأن تبقي تبرر لنفسك لماذا لم تتمكن من تحقيق ذلك؟
عندما تكون هناك أولوية، يجب أن تقوم بها فوراً، والأولوية ليست هي ما ندعي أنها أولوية، ولكن كيفية قضاء الوقت يومياً هو الذي يكشف الحقيقة.. يمكنك تقديم الأعذار، يمكنك دائماً محاولة انتظار لحظة الكمال، الكمال هو هذا، والكمال هو ذاك، لكنه لن يصل بك لأي مكان.
لتصل إلى حيث تريد أن تذهب عليك أن تبدأ في العمل، فإنه هو الذي يصنع الفرق.
تقديم الأعذار يأخذ نفس المقدار من الوقت الذي يستغرقه تحقيق التقدم.
5- ما الأخطاء التي تخشاها أكثر؟
قال «المهاتما غاندي» ذات مرة: «الحرية ليست قيمة إذا لم تشمل حرية ارتكاب الأخطاء».
عندما تجد المسار الخاص بك، وتعرف ما يجب القيام به، يجب ألا تكون خائفاً.
عليك أن تجد الشجاعة لارتكاب الأخطاء.
الأخطاء تؤدي إلى خيبة أمل في المدى القصير، ولكنها تعلمك ما تحتاج إلى معرفته في المدى الطويل، الأخطاء هي أدوات الحياة التي تستخدم لتظهر لك الطريق إلى الأمام.
يوماً ما عندما تنظر إلى الوراء على حياتك ستدرك أن جميع همومك ومخاوفك لم تؤت أكلها؛ لأنها لا أساس لها، فلماذا لا تستيقظ وتدرك هذا الحق الآن؟
عندما تنظر إلى الوراء على مدى السنوات القليلة الماضية، وكيف أن العديد من فرص الفرح دمرها الخوف الغير مبرر من ارتكاب الأخطاء، وعلى الرغم من أنه ليس هناك من شيء يمكنك القيام به حيال تلك الأفراح التي فاتت، فهناك الكثير الذي يمكنك القيام به حيال الأفراح القادمة.
وبعد، فإن الحياة مملوءة بالأسئلة التي لم يتم الرد عليها، ولكن من الشجاعة أن نسأل أنفسنا ما يكفي من تلك التي تؤدي في النهاية لفهمك لنفسك ولأهدافك.
يمكنك قضاء حياتك تتمرغ فيها في الخوف عن طريق تجنب ما هو واضح، أو طرح الأسئلة السلبية مثل: «لماذا أنا؟»، ويمكنك أن تكون ممتناً أنك قوي بما يكفي للتنفس، والمشي والتفكير لنفسك، وعليك بعد ذلك أن تسأل نفسك: «أين أريد أن أذهب في المرة القادمة؟».
(*) المصدر:
http://www.marcandangel.com/2013/08/18/5-questions-you-are-too-scared-to-ask/