الحلم هو ما يراه الإنسان في المنام، وغالبه انعكاس لما يحدث له من أحداث في يومه، أو ما يشغله من أمور أو مشكلات
الحلم هو ما يراه الإنسان في المنام، وغالبه انعكاس لما يحدث له من أحداث في يومه، أو ما يشغله من أمور أو مشكلات، والحقيقة منه قليل، لذلك كان من حديث الناس إذا أرادوا بيان عدم صدق الحديث يقولون: بأن ذلك حلم، أو أن تلك أوهام وأحلام، يريدون بأن ذلك منافٍ للواقع وللحقيقة، والأمنية هو ما يتمناه المرء في المستقبل، وقد تتحقق الأمنية أو لا تتحقق، ولكنها مالم تتحقق فلا تسمى حقائق، بل تظل في حكم الأمنيات، والدنيا كما يقسمها الإمام ابن القيم ما هي إلا أحلام وأماني، إذ يقول: «ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أماني، والوقت ضائع بينهما»(1). والوقت لا يضيع إلا إذا عاش الإنسان بين أمرين ليسا بواقعين (أحلام وأماني)، والذي يحولهما إلى حقائق هو جهد الإنسان لترجمة الأحلام والأماني إلى واقع، بما يبذله من جهد وتخطيط وهمة عالية، مع بذل الأسباب والتوكل على الله، في تنفيذ ما خطط له؛ ليصل إلى تلك الأحلام والأماني، وإلا فهو يضيع وقته بين الأحلام والأماني، وهذا حال معظم الناس يريد أن يتنزل عليه النجاح، وتمطر عليه الأمنيات، وهو جالس في مكانه، متكأ على أريكته، قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ {11})(الرعد). الهامش (1) الفوائد ص63، طبعة دار النفائس.