الذين يحملون نظرة متفائلة للحياة عادة ما يكونون أكثر صحة وأكثر إنتاجية من نظرائهم المتشائمين
الذين يحملون نظرة متفائلة للحياة عادة ما يكونون أكثر صحة وأكثر إنتاجية من نظرائهم المتشائمين، فهم أقل إصابة بنزلات البرد، ويتعاملون بشكل أفضل مع نضالات الحياة اليومية، وربما يعيشون لفترة أطول نظراً لانخفاض مستويات الإجهاد والتوتر لديهم.
فماذا عنك؟ هل يمكن أن تصبح متفائلاً؟
الجواب هو: نعم! فالتفاؤل ليس منحة فطرية لعدد قليل من المحظوظين، ولكنه مهارة يمكن تعلمها، وها هنا ستة أشياء يفعلها المتفائلون كل بطريقته وبعض الأفكار حول كيفية تقفّي واتباع طريقتهم:
1- المتفائلون يحصلون على الاستفادة المثلى من جميع الخيارات المتاحة:
معظم الناس ينزعجون من أولئك الذين يبدون «متفائلين جداً»، وهذا سوء فهم مؤسف يميز الفرق بين المتفائل والمثالي.
المتفائل ليس ساذجاً، أو رافضاً للواقع، ولا غافلاً عنه.
المتفائل يفكر في الاستخدام الأمثل لجميع الخيارات المتاحة، بغض النظر عن مدى ضيق العرض؛ ونتيجة لذلك، فالأكثر تفاؤلاً أكثر قدرة على رؤية الصورة أكبر وأفضل، وأكثر قدرة على تصور أكثر دقة للاحتمالات الحالية، وبعبارة أخرى، فإن المتفائل هو مجرد واقعي إيجابي.
ولغرض المقارنة: المثالي يركز فقط على أفضل جوانب الصورة بشكل مطلق، ويتجاهل السلبيات في حسابه الإجمالي للواقع، بينما لا يرى المتشائم أي إمكانيات على الإطلاق، ولكن المتفائل يسعى لمعرفة كل الاحتمالات حتى يتمكن من العثور على أفضل خيار ممكن فيما بينها.
ولذلك، فعند اختيار ليمون من شجرة الليمون، يصل المثالي إلى ما لا نهاية في البحث عن ليمون ناضج، والمتشائم يكتفي بقطف الأقرب، في حين يختار المتفائل كل الليمون البادي في الأفق ويعمل منه عصير الليمون.
2- المتفائلون يحترمون أنفسهم على ما هم عليه:
عندما كنت طفلاً، وكنت تحمس نفسك وتلهمها على أساس يومي.. تجري، تقفز، تتأرجح، تغني وترقص علناً دون رعاية من أحد في هذا العالم، وبدون أن تقلق من نظرة أي أحد إليك، لم تكن تحتاج إلى أي استحسان أي شخص آخر، لأنك في أعماقك كنت تعرف بأنك مدهش.
عندما كبرت، بدأ الضغط من الأقران، ووسائل الإعلام الشعبية، والمجتمع يؤثر عليك، وبدأت تقارن نفسك بكل من حولك.
تقيم وتقيس جسمك، ونمط حياتك، وحياتك المهنية، وعلاقاتك بحياة الناس الآخرين، وعندما أدركت أن العديد من هؤلاء الناس لديهم أشياء ليست لديك، بدأت تحس بالمرارة وتوقفت تدريجياً عن تقدير كل الأشياء العظيمة في حياتك.
المتفائلون يقومون بالدفاع عن أنفسهم ضد كراهية الذات بطريقتين:
أولاً: الثقة في حدسهم الخاص فيما يتعلق بأنشطتهم اليومية، وبالتوقف عن طلب موافقة الجميع وهم ببساطة يفعلون ما يشعرون من قلوبهم أنه الحق.
ثانياً: المتفائلون لا يحكمون على أنفسهم بمنظومة غير واقعية، ويقومون بالتخلي عن المثاليات المبالغ فيها، وبدلاً من ذلك يبقون على الاعتقاد بأنهم دائماً جيدين بما فيه الكفاية، وأنهم دائماً يتحولون لنسخة أكثر حكمة أقوى منهم هم شخصياً.
3- المتفائلون يقتطعون سعادتهم من إنجازاتهم:
من أجل أن تكون متفائلاً، عليك أن تكون قانعاً بحياتك، ومن أجل العثور على هذه القناعة، لابد من أن تنظر داخل نفسك، فالسعادة، على أي حال، هي عمل داخلي.
فإذا كنت تبحث عن السعادة خارج نفسك، من خلال ربطها بإنجازات محددة فستكون لديك مشكلتان كبيرتان:
أ- قد لا تنجح أبداً: إذا كنت تشعر بأن هناك شيئاً خطأً فيك وأنت بحاجة إلى إصلاحه، ولكنك تفشل باستمرار في إصلاحه، ولسوف تبدأ في دوامة الفشل كل مرة في إصلاحه ومن ثم يزداد الأمر سوءاً، وفي نهاية المطاف لن تكون قادراً على تحقيق النجاح ببساطة؛ لأنك لم تعد تؤمن بقدرتك على القيام بذلك.
ب- قد تنجح وتقرر أنك تريد المزيد: إذا كنت تشعر بأن فيك شيئاً خاطئاً ونجحت في إصلاحه، فمن المحتمل أن تجد شيئاً جديداً، وتعيش في دوامة لا تنتهي في محاولات إصلاح أخطاء موهومة لأنك تبحث عن السعادة من خلال إنجازات خارجية.. السعادة لا تأتي إلا من الداخل لذلك لا تبحث عن مصادر أخرى.
المتفائلون يفصلون بين الإنجاز والسعادة، ويعطون أنفسهم إذناً بأن يكونوا ويعيشوا سعداء، في كل لحظة، دون الحاجة إلى أي شيء أكثر من ذلك.
4- المتفائلون يتجنبون السلبيين ويصنعون الإيجابية:
أنت جيداً بقدر جودة أصدقائك، فإذا كنت تضيع الكثير من الوقت مع السلبيين، فهناك احتمال كبير لكي لا تكون سعيداً.
ارفق بنفسك وتفادِ سلبية الآخرين، وأحط نفسك بالإيجابيين، بالأصدقاء الذين يدعمونك عاطفياً، واقضِ معهم بعض الوقت في فعل الأشياء التي تجعلك تبتسم.
التفاؤل عادة مكتسبة، ومعدية بشكل إيجابي؛ ولذلك أحط نفسك بالناس الذين يمكن أن يصيبوك بالإيجابية.
خلاصة القول هو أن الحياة مذهلة وقصيرة للغاية، فتجنب إضاعة الوقت مع الذين لا يعاملونك بشكل جيد، وأحط نفسك بالذين يرفعونك عندما تهبط.
5- المتفائلون يتوقعون أن تكون الحياة سلسلة من الصعود والهبوط:
مجرد أنك متفائل لا يعني أنك لن تكون سيئاً يوماً، وهذا هو الواقع.. الحياة ليست دائماً أقواس قزح وفراشات.. مؤسسة الواقعية تُبقي الأمور في نصابها، وتساعد على منع تضخيم الأمور إلى حد كبير.
ومن يتوقع أن تكون الحياة رائعة في كل وقت كمن يريد أن يسبح في محيط ترتفع فيه الموجات صعوداً فقط ولا تنخفض، ومع ذلك، فعند الاعتراف بأن موجات الارتفاع والانخفاض جزء من نفس المحيط، ستصبح قادراً على أن تحيا الواقع في سلام صعوداً وهبوطاً.
وخلاصة القول: قم بالتحضير للهبوط مع الاستفادة القصوى من الصعود، فالأول يجعلك حساساً، والثاني يجعلك متفائلاً.
6- المتفائلون يستخدمون لغة وإيماءات إيجابية:
ليس دائماً ما يحدث هو ما يحدد حالتك المزاجية، ولكن كيفية تعبيرك عما يحدث هي التي تحدد.
فعلى سبيل المثال: عندما يواجه المتفائل نوبة من نجاح فقد يقول: «هذا هو تماماً ما كان متوقعاً، فلقد درست بجد»، في حين أن المتشائم قد يقول: «لقد كنت محظوظاً في الحصول على درجة جيدة في الاختبار»، ولا يعطي لنفسه أي فخر وينتزع لنفسه هزيمة من أيدي النصر الذي حققه.
إذا واجه متفائل صعوبة في مشروع ما يقول: «إما أن التعليمات التي أتبعها غير واضحة، أو أن هذا المشروع يتطلب جهداً أكثر قليلاً مما كنت أعتقد، أو ربما إنني أواجه يوماً صعباً»، «وبعبارة أخرى، يستخدم المتفائل حديث نفس إيجابياً مثل الإرشادات، محددة (المزيد من الجهود)، ومؤقتاً (يوم عصيب)، في حين أن المتشائم من المرجح أن ينكص على عقبيه ويقوم بتفسير نفس الصراع لنفسه كما لو كان صراعاً أبدياً.
قم بالمضي قدماً والسير على خطى المتفائلين من خلال التحدث إلى نفسك بطريقة أكثر إيجابية، بغض النظر عما إذا كنت تنجح أو تفشل، وسوف تصبح تدريجياً أكثر تفاؤلاً.
لغة الجسد المادية مهمة أيضاً.
ابتسامتك تؤثر تأثيراً فعالاً في مزاجك بطريقة إيجابية.
عندما تشعر بالهبوط النفسي، يقول عقلك لوجهك: كن حزيناً، وتستجيب عضلات الوجه عن طريق وضعه في وضع العبوس، والذي بدوره ينقل رسالة إلى الدماغ تقول: «نعم، أشعر بالتعاسة».
يمكنك تبديل هذا التفاعل الداخلي عن طريق ضبط عضلات الوجه على الابتسامة؛ حتى لا تتوافق مع ما تشعر به.. هذه وسيلة ذكية لإرسال رسالة مختلفة إلى الدماغ تقول: «مهلاً، الحياة لا تزال جيدة جداً، وأنا على ما يرام»، وسوف يقوم دماغك بالرد بتغيير مزاجك تدريجياً وفقاً لذلك.
بقلم: مارك أند أنجيل
المصدر: http://www.marcandangel.com/2013/06/06/6-things-optimists-do-differently/