كلما اقترب موعد إنهاء التواجد الأجنبي في أفغانستان وسحب القوات الأمريكية والغربية منها المقرر في نهاية عام2014م؛ زاد التحريض على الانفصال في إقليم بلوشستان
يبدو أن الغرب والقوى الدولية لا يريدون وقف دعمهم للانفصال في باكستان، فكلما اقترب موعد إنهاء التواجد الأجنبي في أفغانستان وسحب القوات الأمريكية والغربية منها المقرر في نهاية عام2014م؛ زاد التحريض على الانفصال في إقليم بلوشستان.
ففي العاشر من مارس 2014م، نظمت ندوة بعنوان “وضع حقوق الإنسان في إقليم بلوشستان” جرى تنظيمهاً في المقر الرئيس لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، شارك فيها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووزارة الداخلية الأمريكية، إلى جانب مسؤول لجنة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وشارك فيها عن الانفصاليين البلوش “ميران بلوش” من “جبهة تحرير بلوشستان”، وممثلون حقوقيون عن كل من الهند وأمريكا وبريطانيا وأمريكا.
وقدم المشاركون وجهات نظرهم في منع تدهور حقوق الإنسان في بلوشستان، والمقترحات التي تساعد على وقف تعرض البلوش للانتهاكات، وجرى التوصل إلى أن الحل الأمثل لإنهاء معاناة البلوش هو في منحهم الاستقلال عن باكستان، والعمل على تمكينهم من نيل حريتهم ورؤية دولتهم المستقلة التي تضم جزءاً من إيران وأفغانستان.. لم تكن هذه الندوة هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة؛ إذ إن الأمريكيين وبالتنسيق مع الأمم المتحدة وعواصم غربية والجهود التي تقوم بها الهند، استمروا في تنظيم ندوات كانت أولها في منتصف عام 2013م في الكونجرس الأمريكي، حيث شارك فيها ممثلون عن الانفصاليين البلوش على رأسهم “حربيار مري”، و”برامداخ بوكتي”.
وجرى تنظيم ندوة مماثلة في العاصمة البريطانية لندن، شارك فيها قادة الانفصال، وقدموا رؤيتهم أمام مجلس النواب البريطاني، وقدموا خلالها رؤيتهم للخروج من الأزمة وتحقيق حلمهم.
وفي العام نفسه، نظمت ندوة في جنيف حول وضع حقوق الإنسان في إقليم بلوشستان واستمعوا إلى شهادات الانفصاليين البلوش التي اتهموا فيها باكستان بارتكاب خروقات خطيرة في حقهم، وقتلهم خارج القانون، واتباع سياسة تصفيتهم الجسدية.. وكانت آخر ندوة يتم تنظيمها حول مطالب الانفصاليين في 10 مارس 2014م؛ حيث لوحظ اهتمام غير مسبوق من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووزارة الداخلية الأمريكية، والأمن القومي الأمريكي، إلى جانب خبراء من دول غربية.
ويقول المراقبون: إن حضور الهند في هذه الاجتماعات يؤكد الهدف من ورائها؛ إذ إن الهند تريد الانتقام من دور باكستان المحرض في إقليم كشمير، وتتهمها بأنها تقف وراء ما تواجهه في كشمير، وتريد أن ترد عليها بتحريض البلوش على الانفصال عن باكستان، وتحريضهم على عدم التراجع في الدعوة إلى الانفصال، وتحقيق دولتهم الخاصة بهم في إقليم بلوشستان، كما يشير الاهتمام الذي تعطيه أمريكا للانفصاليين مدى تحمسهم لفكرة تحقق الانفصال عن باكستان.