تناول نبتة “القات” قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية ومزاجية عند الاستجابة للضغوط الحادة والانفعالات
المصدر” وكالة أنباء “إينا”
كشفت دراسة علمية حديثة أن 98% من اليمنيين القابعين في المصحات النفسية هم ممن يتناولون نبتة “القات” المخدرة.
وقال أمين عام مؤسسة “يمن بلا قات” د. حميد زياد في ندوة نظمتها المؤسسة الإثنين الماضي عن أضرار “القات” وآثاره السلبية والاقتصادية على المجتمع: إن هذا يمثل خطراً كبيراً على النسيج المجتمعي للبلد.
ودعا جميع مكونات الشعب اليمني إلى محاربة هذه النبتة الخبيثة والتي تؤثر سلباً على المجتمع والثروة والوطن بشكل عام.
وكان آخر بحث علمي دولي حول “القات” قام به فريق من العلماء من جامعة منسوتا الأمريكية يقوده البروفيسور اليمني مصطفى العبسي، أكد أن تناول نبتة “القات” قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية ومزاجية عند الاستجابة للضغوط الحادة والانفعالات.
وكشفت نتائج البحث الذي نشرته المجلة الأمريكية للإدمان الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي والإدمان عن وجود اضطرابات بدنية وهرمونية لها علاقة بالاستجابة للضغوط العقلية الحادة والانفعالات، حيث قارن البحث العلمي بين مفحوصين يتناولون “القات” بشكل منظم ومفحوصين لا يتناولون “القات”، وتم قياس استجاباتهم للضغوط النفسية الحادة.
وشملت المجموعة التي جرى قياسها على مدار 24 ساعة خلال جلسات مختبرية 152 مشاركاً منهم 58 من النساء في صنعاء، وتم خلال الجلسات المختبرية قياس ضغط الدم ونبض القلب وهرمون الكورتيزول الذي له علاقة باستجابات الضغط العقلي الحاد.
ووجد الباحثون أن متعاطي “القات” أبدوا اضطراباً في استجابات القلب والضغط وكذلك في الاستجابات الهرمونية.
وكانت استجابات متعاطي “القات” غير متلائمة مع طبيعة الضغوط التي كانوا يواجهونها، بل أنها أحياناً كانت تبدو مختلفة كثيرا ًعما عبر عنه هؤلاء المفحوصون.
وبينت نتائج البحث الدولي حول “القات” أنه في الوقت الذي كانت الاستجابات البدنية للضغوط النفسية مضطربة وضعيفة مقارنة بغير متعاطي “القات”، فقد كانت الاستجابات النفسية أشد عند متعاطي “القات”.
وأظهر متعاطو “القات” تغييرات مزاجية سلبية شديدة وانزعاجاً واضحاً أثناء التعرض للضغوط النفسية.
كما كشف باحث يمني مؤخراً أن 20 مليون ساعة عمل يومياً تضيع نتيجة مضغ اليمنيين لنبتة “القات” المخدرة في ظل توسع زراعته على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى كالبن الذي اشتهر به اليمن على مر العصور.
وقال الباحث إبراهيم السلمي: إن مكافحة “القات” في بلاده بحاجة إلى ثورة، كون تناوله يخلف أضراراً صحية واقتصادية ونفسية واجتماعية.
وأوضح أن رقعة زراعة “القات” في اليمن زادت لتصل إلى 136 ألف هكتار خلال عام 2012م، وهو ما تسبب بارتفاع أسعار المحاصيل الأخرى كـالحبوب والخضار، مشيراً إلى أن في اليمن 260 مليون شجرة “قات” بمعدل 10 شجيرات لكل مواطن.
وكان وزير الزراعة والري اليمني المهندس فريد مجور، أكد أن زراعة “القات” في بلاده آفة اجتماعية يعاني منها اليمن، وللأسف هي في نمو مستمر.
وأكدت دراسات بحثية أن زراعة “القات” في اليمن تستنزف مخزون المياه الجوفية على حساب زراعة المحاصيل الغذائية اللازمة لتوفير الأمن الغذائي.