تحقق السلطات الأمريكية في مقتل ثلاثة شبان مسلمين، في مدينة فورت واين الأمريكية في ولاية إنديانا. وبدأ الناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاش حول الموضوع وإعلان استيائهم من طريقة تعامل السلطات كما الإعلام الأمريكي معه.
واستغرب العديد موقف السلطات الأمريكية المحلية، والتي تستبعد حتى الآن وبشدة أن يكون الدافع وراء عملية القتل عنصرياً أو دينياً، مع أن الشبان الثلاثة من أصول أفريقية ومسلمين كذلك، دون أن تفسر الأسباب وراء استبعادها احتمال كون السبب وراء قتل الشباب الثلاثة متعلقاً بإثنيتهم أو دينهم، على الرغم من إعلانها أن عملية القتل نفذت بطريقة “الاغتيال”.
وبحسب الشرطة، فإن كل واحد من الضحايا الثلاثة قتل بأكثر من طلقة، ولم تعط تفاصيل أكثر حول الموضوع. وترجح كذلك أن يكون أكثر من شخص قد اشترك في عملية الاغتيال، أو كان حاضراً في مكان الحادث، كما تستبعد كذلك أن يكون القتل نابعاً عن “اقتتال عصابات“.
وينحدر الضحايا الثلاثة من شرق أفريقيا، وهم مهند آدم طيرب وعمره 17 عاماً، وآدم كامل مكي وعمره 20 عاماً، ومحمد طه عمر وعمره 23 عاماً. واكتشفت الجثث في أحد البيوت المهجورة، التي يتردد عليها عادة الشباب من المنطقة، بحسب تقارير شهود عيان للوسائل الإعلامية المحلية.
موقع “العربي الجديد” سلط الضوء على هذه القضية وقام بنشر مجموعة من ردود أفعال ناشطين أمريكيين حول القضية، فالإعلامي والناشط الأمريكي الفلسطيني، علي أبو نعمة، قال في إحدى تغريداته على “تويتر”: “شرطة إنديانا لا تحقق بإعدام ثلاثة شبان أفارقة مسلمين على خلفية عنصرية”، وفي تغريدة ثانية رداً على إعلان الشرطة أنها لا ترى سبباً للتحقيق في تلك الجرائم كجرائم كراهية، كتب أبو نعمة، مستغرباً، “بجد؟ لا يوجد سبب للتحقيق بعملية الاغتيال على خلفية دينهم أو قوميتهم؟” وأضاف:”عندما يكون المتهم مسلماً فإن الافتراض (الحتمي) أن العملية تمت بدافع الإرهاب، ولكن عندما يكون المسلمون هم الضحايا فإن الموضوع يختلف…”.
وكتبت مغردة أخرى: “لقد حدث هذا بالقرب من حيث أسكن. إنني أشعر بالإشمئزار لأنني غير متفاجئة (من حدوث عملية القتل)”.
وتأتي حادثة القتل هذه في فترة من التوتر تشهدها الولايات المتحدة، وخاصة في ما يتعلق بالأقلية العربية والمسلمة وموجة من التحريض ضدهم، وعلى وجه التحديد من قبل دونالد ترامب، المتنافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري على سباق الرئاسة الأمريكية.
وتخشى الكثير من المنظمات العربية والمسلمة الأمريكية أن تؤدي تلك التصريحات، وغيرها، إلى زيادة العداء تجاه المسلمين.
كما سجلت العديد من تلك المنظمات ارتفاعاً في نسبة اعتداءات عنصرية تنفذ بحق أبناء الجالية المسلمة والعربية، تعد الأعلى منذ هجمات الحادي عشر من سبتمر 2001. كما رصدت منظمات حقوقية ازدياد التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين “الإسلاموفوبيا”، والأقليات عامة، بمن فيهم الأمريكيون من أصول أفريقية والمنحدرون من دول أمريكا الجنوبية والوسطى.
وتعيد هذه القضية وعدم اهتمام الإعلام بها إلى الأذهان جريمة قتل أخرى ارتكبت بحق ثلاثة عرب مسلمين أمريكيين، كانوا يدرسون الطب، وهم ضياء بركات، وزوجته يسر، وأختها رزان محمد أبو صالحة، في جامعة ساوث كارولينا، في فبراير من العام الماضي.
ويرى العديد من القيادات بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة والمنظمات المدنية، أن كون الضحايا في هذا الحادث كذلك من السود والمسلمين، فإن الاهتمام الإعلامي غائب، ولو كان الجاني من المسلمين لتصدر الخبر العاجل والقضية جميع التغطيات في وسائل الإعلام المحلية والرئيسية الأمريكية.