ليلة دامية شهدها مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، حيث استشهد صحفي، وأصيب 11 شابًا في مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني، استمرت حتى فجر اليوم الثلاثاء، وسجل خلالها إصابة 5 جنود صهاينة واحتراق جيب عسكري.
وقال مركز قلنديا الإعلامي: إن الشاب إياد عمر سجدية (22 عاما) استشهد وأصيب 11 شابا آخرين بالرصاص الحي، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، فيما أصيب البقية بالرصاص الحي في الأطراف، خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم الذي استمر منذ مساء أمس حتى فجر اليوم الثلاثاء.
الشهيد سجدية، طالب في كلية الإعلام بجامعة القدس في سنته الرابعة وأحد أعضاء مركز قلنديا الإعلامي، وصل إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله شهيدا.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بنحو 1500 جندي معززة بعشرات الآليات وناقلات الجند والجرافات، تساندها مروحيات مقاتلة من طراز “أباتشي”، المخيم، عند الساعة العاشرة مساء أمس الاثنين، ودارت اشتباكات مسلحة بينها وبين شبان المخيم، استمرت حتى الساعة الثانية والنصف فجر اليوم، استخدمت خلالها تلك القوات الرصاص الحي بكثافة، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، بحجة البحث عن “جنديين إسرائيليين مستجدين” ضلا طريقهما ودخلا إلى المخيم.
وفي تفاصيل الحادثة اقتحم جيب من نوع “تويوتا” يستقله جنديان صهيونيان إلى مخيم قلنديا، حينما اكتشف الشبان أمرهما فأمطروه بالحجارة وأحرقوا الجيب؛ ما دعاهما للفرار إلى مقبرة المخيم والاختباء هناك، قبل أن تصل على الفور تعزيزات احتلالية كبيرة وتخرجهما من المخيم على الفور” – بحسب رواية الاحتلال.
وفرضت قوات الاحتلال خلال العملية العسكرية طوقا أمنيًّا مشددًا على المخيم، وحولته إلى منطقة عسكرية مغلقة.
كما شوهدت سيارات إسعاف صهيونية تابعة لنجمة “داود الحمراء” تنقل مصابين في صفوف الجنود الذين اقتحموا المخيم.
وأقرت الناطقة باسم شرطة الاحتلال الصهيوني، لوبا السمري، بإصابة 5 جنود في المواجهات، بجروح بين متوسطة وطفيفة، وجرى نقلهم للمشافي الصهيونية.
كان قد أعلن عند منتصف الليلة الماضية إصابة ثلاثة جنود صهاينة بجروح، واشتعال النيران في جيب عسكري لقوات الاحتلال الصهيوني، في وقتٍ متأخرٍ مساء الاثنين؛ بعد استهدافه بالزجاجات الحارقة، خلال مواجهات شديدة، في مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة.
ونشر مركز قلنديا الإعلامي، صورًا للنيران وهي تشتعل في الجيب، فيما شهدت أزقة المخيم مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت أعيرة نارية ومعدنية وقنابل مسيلة للدموع، كما أطلقت قنابل مضيئة في سماء المخيم.
وذكر سكان محليون أن عملية الاقتحام تركزت في منطقة السوق وسط المخيم، وتخللها إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال، فيما حلقت في سماء المنطقة مروحية صهيونية.
وقال مصدر محلي: إن التطورات بدأت باقتحام جيب عسكري على متنه جنديان صهيونيان، فاستهدفه شبان الانتفاضة بالحارقات وأصابوه بشكل مباشر، إلا أن الجنديين تمكنا من الترجل منه، قبل أن تصل تعزيزات من قوات الاحتلال.
ووفق إلياس كرام، مراسل قناة “الجزيرة” الفضائية، فإن الاتصال انقطع بالجنديين الصهيونيين، لبعض الوقت ثم تمكن أحدهما من الاتصال بقيادته التي دفعت بتعزيزات كبيرة للمكان، وبدأت بأعمال تمشيط واسعة عن الجندي الآخر، استخدمت فيها طائرات مروحية.
وأضاف إن عملية البحث تعقدت باندلاع اشتباك مسلح بين قوات الاحتلال ومقاومين في المخيم، قبل أن تعلن تلك القوات في نهاية العملية تمكنها من إخلاء الجنديين، فيما أعلن عن إصابة 3 جنود صهاينة، واثنين من الشبان الفلسطينيين في المواجهات الدائرة.
ووصف الإعلام العبري ما جرى بالدراما الليلية التي كادت تنتهي بكارثة أمنية في المخيم.