هناك أشياء تعتبر جزءاً من تاريخك، ولكنها ليست جزءاً من قدرك، لا يمكنك أبداً أن تتغير إذا تمسكت بالواقع القائم، وللمضي قدماً في الحياة، عليك أن تترك بعض الأشياء وراءك وتتخلى عنها تماماً، وتقوم ببناء نموذج جديد للحياة التي تجعل من النموذج الحالي نموذجاً عفا عليه الزمن.
عليك أن تقوم باتخاذ قرار حازم وأنت تتحرك لإجراء التغيير، وذلك يستحيل أن يحدث دائماً بشكل طبيعي أو تلقائي، وأحياناً ستضطر للوقوف عكس التيار وتردد: «لن أبالي بالصعوبات مهما اشتدت، ولن أستسلم للإحباط، ولن أدع هذا ولا ذاك يسلبني أفضل ما أملك، سأترك كل هذا ورائي وأمضي قدماً في حياتي».
مستعد..؟
إذا كنت مستعداً فابدأ من اليوم، فقد حان الوقت لتترك هذه الأشياء وراءك.
1- تخلَّ عما كان يمكن أن يكون، أو ما كان ينبغي أن يحدث ولم يحدث:
قبل أن تتمكن من العيش علي ما يرام اليوم، عليك أولاً أن تعدم جزءاً منك، يجب أن تتخلي تماماً عن أشياء كان ينبغي أن تكون، وعن سلوكيات كان ينبغي أن تسلكها، وماذا كنت تتمنى أن يقع بشكل مختلف، يجب عليك أن تقبل حقيقة أنه لا يمكنك تغيير تجاربك السابقة، ولا آراء الآخرين التي تكونت عنك في وقت ما، أو النتائج الفورية التي نتجت من خياراتهم أو خياراتك.
عندما تعتنق هذه الحقيقة ستبدأ في فهم الصفح والشعور بقوته من حيث صلته بك وبالآخرين، ومن هذا الوعي الجديد سوف تكون حراً في اتخاذ أفضل خطوة تالية إلى الأمام.
2- توقف عن عادة تقديم الأعذار بدلاً من اتخاذ القرارات:
هناك دائماً أكاذيب تعتبر أجزاء لا تتجزأ من وعود قدمتها لنفسك، وأعذار تبرر عدم الوفاء بها، والتسرع في تعليل أي شيء يعتبر دائماً علامة على الضعف.
قف بقوة وبصلابة وإصرار، فالحياة عبارة عن رياضة مستمرة لإيجاد حلول للمشكلات، والخطأ أو التأخير لا يصبح فشلاً إلا عندما ترفض تصحيحه؛ وبالتالي، فإن معظم حالات الفشل على المدى الطويل ما هي إلا نتائج لأناس يختلقون الأعذار بشكل مستمر بدلاً من اتخاذ قرارات، على الرغم من أنهم يعرفون أن اتخاذ القرارات هو الأفضل، لا تكن واحداً من هؤلاء.
قرر أن تقوم بفعل ما عليك القيام به، لنفسك، صدقني وثق، أنك في غضون عام من الآن، سوف تتمنى أن تكون قد بدأت اليوم.
3- تخلَّ عن العلاقات التي تحط من قدرك وتحد من قدراتك:
يجب أن تعترف أنك، إلى حد ما قد قضيت الكثير من حياتك في محاولة لتقليص نفسك، في محاولة لتصبح أصغر حجماً، أكثر هدوءاً، أقل حساسية، أقل عناداً، أقل من نفسك؛ لأنك لا تريد أن تكون أكثر من اللازم، أو لا تريد أن تدفع الناس بعيداً، أردت أن تتوافق، أردت أن يحبك الناس، أردت أن تترك انطباعاً جيداً، أردت أن تكون مرغوباً.
ولسنوات كنت تضحي بنفسك من أجل جعل الآخرين سعداء، وقد عانيت لسنوات، لتكون هذه دعوتك الخاصة للاستيقاظ من جديد.
واعلم أن السبب الرئيس الناتج عن علاقة سامة تجذبك للخلف له علاقة ضعيفة مع ما يفعله الآخر مباشرة معك، أنت الذي تقلص نفسك باستمرار لتتوافق مع الوضع، فالألم والسم يعششان فيك أنت فقط، عندما تختار أن تتقلص.
عندما تختار التراجع تختار التقليل من الكلام، أو كبح جماح روعتك الخاصة بك في الخروج من الخوف، من المنطق، أو من ذكاء الإبقاء على علاقة ما تكون قد اخترت المتاعب، فالقضية بحق لا تتعلق بالآخرين بقدر ما تتعلق برد فعلك تجاههم.
ولذلك عليك في الفرصة القادمة أن تقضي بعض الوقت مع هذا الشخص (بصرف النظر عن الضرورة واللزوم والراحة المبتغاة من ذلك)، واسأل نفسك: هل يجب أن أتقلص لمصلحة العمل، أم أن هذا الوضع فرصة للنمو؟
استجمع الشجاعة والمنطق عند الإجابة عن هذا السؤال، وأعط لنفسك بعض المساحة إذا كان هذا هو ما تحتاجه لتنمو.
4- تخلَّ عن الأكاذيب القديمة التي ما زلت تتمسك بها وتعيش عليها:
لا توجد أبداً أي ضمانات بأن الناس سيبادلونك صدقاً بصدق، وأمانة بأمانة، وإخلاصاً بإخلاص، أحياناً تخسر ما كان لديك، وأحياناً لا تكسب الحب والثقة رداً على حبك وثقتك، وأحياناً تجني أخطاءك على علاقاتك، وأحياناً ينكسر قلبك، وأحياناً تزل قدمك وتضل طريقك، وأحياناً ينتهي بك الأمر لشعور أسوأ حالاً مما كنت عليه من قبل، ولكن خطوة أو خطوتين إلى الوراء، بعد اقتراف خطأ تكون خطوة في الاتجاه الصحيح، ابتعد عن كل عمل خالٍ من الصدق تحصل على قلب خالٍ من الأكاذيب والندم، قد تحس بالإغلاق، بطريقة أو أخرى، ولكن هذا سيساعدك على المدى الطويل.
ومع مرور الوقت، ستتعافى وتجد نفسك تعيش حياة أبعد ما تكون عن غرفة التعذيب النفسية التي وضعت نفسك فيها، فالطريق إلى الحرية والسعادة هو الطريق الأكثر رعباً، ومع ذلك فإنه هو المسار الذي ينقذ حياتك في نهاية المطاف.
5- تخلَّ عن فكرة أن تظل مثالياً وعلى ما يرام للأبد:
أحياناً تكون حالتنا الراهنة هي كل ما يمكن أن نرى ونشعر عندما نكون في خضم أحداث الحياة الصعبة، وفي بعض الأحيان يكون ثبات حالنا على غير ما يرام هو كل ما يمكن تسجيله داخل عقولنا المتعبة وقلوبنا المتألمة، هذا الشعور طبيعي، وهذه هي العاطفة الإنسانية.
والحقيقة أنه ليس من المناسب أن تحب من لم يعد على قيد الحياة يتنفس، ويقدم عطاياه للعالم عندما ينهار كل شيء، ويدفن على عمق كبير تحت الأنقاض.
ليس من الحكمة أن تظل تحتفظ بدفتر البنك عندما يصبح الرصيد صفراً، مع عدم وجود أمل أو فرصة لوجود دخل، ليس من الحكمة أن تثق بمن خانك وكسر قلبك، ليس من الحكمة أن تنهك نفسك لدرجة عدم القدرة على الاستيقاظ والخروج من السرير في اليوم التالي، وليس من العقل السباحة في الفشل أو الخجل أو الحزن وكأنك لم تتعلم شيئاً.
مهما كانت التحديات التي تواجهك، في بعض الأحيان، تستطيع أن تكون على ما يرام.
نعم، كن على ما يرام رغم أنك لست على ما يرام في كل وقت، فالذين لديهم القدرة على تحقيق النجاح على المدى الطويل هم الذين يضعون أساساً متيناً للنمو رغم أحجار الحياة التي ألقيت وتُلقى عليهم.
لا تخف من الانهيار لبعض الوقت، لأنه عندما يحدث سيفتح لك فرصة جديدة للنمو وإعادة بناء نفسك كإنسان رائع قادر على الوجود.