تعد المثلية الجنسية إحدى المشكلات الأخلاقية الكبرى التي تهدد العالم الآن؛ نتيجة للانتشار الإعلامي، ومحاولات فرضها كثقافة بين المجتمعات عبر آلة الإعلام للمستفيدين من هذه الأفكار الخبيثة، ووفقاً لبعض الإحصاءات؛ فإن العالم به 240 مليون شخص يقعون تحت ممارسات شاذة في العالم من أصل 7 مليارات؛ أي ما يمثل 3% من سكان العالم.
وبرغم المحاولات المستميتة من قبل المدافعين عن هذا السلوك المشين، فإن 76 دولة في العالم تعتبر أن المثلية جريمة، وبعض هذه الدول يعاقب من يقوم به بالإعدام، وتعتبر الدنمارك أول دولة أطفت الشرعية على العلاقات المثلية، كما أن هولندا أول دولة سمحت للمثليين بالزواج عام 2001م.
ويعتبر الكيان الصهيوني أحد أبرز الأماكن التي يلجأ إليها المثليون جنسياً، حيث يتم سنوياً تنظيم فعاليات مناصرة لهم، ومن ذلك المسيرة التي تنظم سنوياً وعنوانها “مسيرة الفخر”، وقد شارك فيها مؤخراً أكثر من 5 آلاف شخص، كما أن عاصمة الكيان تصدرت عام 2011م قائمة الدول الجاذبة للسياحة المثلية.
المثلية والجينات
أحد أهم الادعاءات التي سوقت للترويج لمن يقومون بهذه الأفعال أنها مرتبطة بتركيب جيني؛ مما يبرئ الشخص الذي يقع تحت طائلة هذه الممارسات؛ بمعنى أدق أن العيب لا يرتبط بالشخص بقدر ما هو جينات لا يملك قراراً فيها، وسميت هذه بنظرية “جين الشذوذ”، لكن مع تطور الدراسات ثبت فشل وكذب هذه النظرية، ففي عام 1993م قام عالم الجينـات الأمريكي دين هامر Dean Hamer بدراسة المؤشر الجيني Xq28 الموجود على الكروموسوم X، وهذا المؤشر الجيني كان يُعتقد حتى وقت قريب أن له علاقة بالشذوذ الجنسي، وقام بالبحث في محاولة لإثبـات ذلك، وبعد تجارب كثيرة تبين فشل الأمر، وأنه لا توجد علاقة بين الشذوذ الجنسي والجينـات، وذلك بحسب “ويكيبيديا”.
كما أعلنت الجمعية الأمريكية للطب النفسي أنه لا يوجد تأثيـر للتربية على الشذوذ الجنسي، فالغالبية العظمى من الشواذ جنسياً ذوو آباء عاديين، والغالبية العظمى من الآباء الشواذ جنسياً ينجبون أبناء عاديين.
وكتب الباحث والناشط في القضايا الإنسانية الطبية د. عبدالحميد قضاة عن إحدى المعلومات الخاصة بمرض نقص المناعة المكتسب (الأيدز) قائلاً: إن مركز ضبط العدوى في أمريكا أطلق (CDC) على الأيدز في بداية ظهوره الاسم الحقيقي له وهو “سرطان الشذوذ”، ثم أعاد تسميته لاحقاً بـ “نقص المناعة المرتبط بالشذوذ الجنسي”، ولكن بعد قصة الممثل الشهير روك هدسن الذي فضحه المرض الجديد بأنه شاذ جنسياً، ونقل القضاة عن البروفيسور الفرنسي لوك مونتنيه قوله: إن روك هدسن جاء إلى معهد باستور في باريس سراً، وتبرع للمعهد بثلاثين مليون فرنك فرنسي، شريطة البحث الدؤوب عن علاج لإنقاذه بسرعة حتى لا يُفتضح أمره، ولكن لا الأبحاث ساعدته ولا المرض أمهله، فما لبث وأن مات، فزادت اللعنات على الشذوذ والشاذين!
أسباب المشكلة
من أهم الدراسات التي تناولت الأسباب الحقيقية للمرض ما نشره موقع “الناس يمكن أن يتغيروا”، وهو موقع يستهدف مساعدة من وقعوا في هذه الأعمال على العودة إلى حياتهم الطبيعية، الدراسة شملت استطلاع 200 شخص، وكانت النتائج أن:
– 97% من العينة اعتبرت أن السبب الرئيس مشكلات بين الأب والأم.
– النزاع بين الأصحاب (الصحبة السيئة) كان السبب الثاني من حيث الأكثر تعرضاً.
– بينما حلت طبيعة العلاقة بين الأم والأبناء في المرتبة الثالثة وخاصة الذكور، الذين اعتبروا وجودهم مع الأم دون اهتمام الأب جعلهم في كثير من الأحيان لا يعرفون كيف يتصرف الرجال.
– الاستماع للمواد الجنسية وسماع القصص والحكايات كان من الأسباب القوية، حيث إن 93% من العينة قالت: إنها وقعت في ذلك.
إن القراءة المتأنية في الأمر والبحث فيه يجعل التساؤل الذي يكون حاضراً فيما كتبه المفكر المسلم أبو الحسن الندوي بعنوان “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟”، هو السؤال والجواب.