على خلفية اعتقال الشرطة البلجيكية صلاح عبدالسلام، عضو تنظيم “الدولة الإسلامية” المتهم الرئيس في هجمات باريس في نوفمبر الماضي، وما اعتبره رئيس الوزراء شارل ميشيل نجاحاً كبيراً في المعركة ضد الإرهاب، علقت الكاتبة ياسمين براون أن هذا التفاخر هو نموذج للقادة الغربيين الذين يحتفلون بانتصاراتهم، ولا يفكرون أبداً في السبب الذي يجعل الكثير من الشباب المسلم الذين ولدوا بأوروبا يتحولون إلى “التطرف العنيف”.
وحذرت الكاتبة، في مقالها بصحيفة “إندبندنت”، من أن أوروبا تخسر المعركة ضد “الإرهاب”؛ لأن قادتها لا يزالون يتساهلون مع “الراعين للإرهاب”، ويساعدون ويحرضون بلا تفكير دعاة “تنظيم الدولة”، ويولدون العداوة والبغضاء في جيل جديد من المسلمين.
وانتقدت حكومات الاتحاد الأوروبي بأنها لا تتأسف أبداً عما تفعله، وتبدو عاجزة عن التفكير بشمولية ولا تتفاعل مع التاريخ وتقوض القيم الديمقراطية، وكل ما يمكنها فعله هو التفاعل فقط مع الأحداث وقت حدوثها، وبالتالي تشكل خطراً على حياة ملايين المواطنين.
ورأت الكاتبة أن السياسيين الأوروبيين على مر العقود هيؤوا الظروف للتعصب لينمو ويكبر، وأن ردود الأفعال الرسمية الكثيرة على تدفقات اللاجئين تؤدي إلى حالات غضب جديدة معادية للغرب.
وأضافت براون أن الحملات الأوروبية التي هاجمت العراق وليبيا وتقوم بمناورات حربية سرية في سورية لم تُقر أبداً بمسؤوليتها عن حالة الارتباك والفوضى والغضب والعنف الذي خلفته وراءها.
وختمت الكاتبة مقالها بأن النخبة السياسية بحاجة لأن تكون صادقة وذكية وأخلاقية، ويجب عليها أن تمتنع عن النزعة العسكرية المتهورة، وتمد يدها إلى المسلمين الذين يشعرون بالغربة؛ لأن الأسلحة والقوانين القمعية والخطاب العنصري لن يدحر “الإرهاب الإسلامي”، بل اللين والقوة الذكية قد تفعل ذلك.