وجهت صحيفة أمريكية شهيرة انتقادات حادة لسياسات الرئيس باراك أوباما في سورية، ووصفتها بالكارثية.
وقال محرر افتتاحيات صحيفة “واشنطن بوست” بالإنابة جاكسون ديل: إن تكلفة سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية باهظة جداً، وواضحة للجميع إلا هو، مشيراً إلى أن هذه التكلفة تشمل التدهور المريع للأوضاع في الشرق الأوسط، وتنمُّر الصين وروسيا.
وذكر ديل أنه عندما اختار أوباما عام 2013م ألا ينفذ وعيده ويهاجم سورية بشأن استخدام السلاح الكيميائي، ويعقد صفقة للتخلص من مخزون هذه الأسلحة، كان يعتقد – أي الكاتب – أن الرئيس تعثر في انتصار تكتيكي، لكنه بدّل اعتقاده ذلك بعد أن استمع لعشرات وزراء الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين حول العالم من حلفاء الولايات المتحدة حول فداحة ذلك التراجع.
وأوضح أنه سمع من يابانيين وكوريين وسنغافوريين ومن مسؤولين هنود بأنهم على قناعة تامة بأن تراجع أوباما عن تنفيذ تهديده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس 2013م كان سبباً مباشراً في تنمر الصين وبروز نزعتها العدوانية بشأن النزاعات الحدودية في بحر جنوب الصين.
وأضاف أن البولنديين والليتوانيين والفرنسيين قالوا نفس الشيء عن روسيا فيما يتصل بغزو أوكرانيا، وقال العرب السُّنة والأتراك أيضاً: إن قرار أوباما سرّع تفاقم الكارثة في سورية والشرق الأوسط ككل، بالإضافة لتسببه في أزمة اللاجئين بأوروبا وفي تعزيز وضع الأسد و”تنظيم الدولة”.
وأعرب ديل عن دهشته لقول أوباما مؤخراً لمجلة “أتلانتيك” الأمريكية: إنه فخور بقراره ذلك حول سورية، ووصف الكاتب عبارة الرئيس تلك بأنها “مجرد عجرفة للدفاع عن النفس”، وتشير أيضاً إلى “جهل أصيل” مصاب به أوباما أو حالة نكران لنتائج قرار من المؤكد أن يعتبره المؤرخون لاحقاً واحداً من أخطائه المصيرية الحاسمة.
وقال أيضاً: إن الدول الحليفة لأمريكا مقتنعة بأن الأخيرة دمرت قدرتها الولايات المتحدة على الردع، وشجعت النزعات العدوانية لدى الخصوم، وإن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يفكرون في تعديل سياساتهم وفقاً لذلك.
وأضاف بأنه ليس مهماً أن يحاجج أوباما بأن بكين وموسكو لم تتنمرا بسبب سياسته تجاه سورية، بل المهم هو أن كل قادة الدول الحليفة لأمريكا وكذلك المفكرين بمراكز البحث الأمريكية مقتنعون بذلك، وأنه هو وحده يخالف الجميع.
واختتم ديل مقاله بأن نتيجة ذلك القرار أن أوباما حالياً ملزم بمحاربة “تنظيم الدولة” وهجماته المتزايدة بمنطقة الشرق الأوسط دون أي أمل في وجود دولة قابلة للاستمرار قادرة على أن تحل محل “تنظيم الدولة”، وأن الرئيس الأمريكي القادم سيرث مستنقعاً عميقاً تغوص فيه البلاد دون حلفاء ودون إستراتيجية للخروج.