– الصين بعد أحداث 11 سبتمبر استغلت الحرب على الإرهاب وحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح
– لو انتهجت الصين سياسات عادلة لحل مسألة الأويجور لحصلت على نتائج إيجابية
– الظلم والقمع الشديد أجبرا بعض الأويجور على الانضمام إلى الجماعات الراديكالية
– الصين تحاول ربط الكثير من الأويجور في الخارج بـ«تنظيم القاعدة»
– الصين تستغل دعوات محاربة الإرهاب في العالم لممارسة المزيد من القمع ضد الأويجور
نظمت جامعة هادسن بواشنطن ندوة تحت عنوان «القمع الصيني والمسلحون الأويجور في ممرات أوراسيا»، تحدث فيها المشاركون عن القمع الذي تمارسه الصين على المسلمين الأويجور في تركستان الشرقية، وتأثير ذلك على انضمام الأويجور للجماعات المسلحة والجهادية.
شارك في الندوة «شان روبرتس»، من جامعة جورج واشنطن، و«قليج قانات» (من أصل أويجوري)، من جامعة بينسلوانيا، ورئيس جمعية قوة الشعب «يانج جيان لي» (معارض صيني)، وتحدثوا عن السياسة القمعية والخاطئة التي تمارسها الصين في تركستان الشرقية والأزمات الناتجة عنها، وحضر الندوة مستمعاً «عمر قانات»، مدير مشروع حقوق الإنسان للأويجور، وغيره من الشخصيات الأويجورية، ومسؤولون من الحكومة الأمريكية، وطلاب مهتمون بالشؤون الأويجورية في أمريكا.
ترأس الندوة «إريك براون»، وتحدث في مقدمة تعريفية قصيرة عن الأويجور، وقال: إن المنطقة التي تظهر في الأخبار بشينجيانج في الحقيقة هي وطن الأويجور، وتسمى تركستان الشرقية، وكانت في وقت من الأوقات لهم دولة مستقلة تسمى جمهورية تركستان الشرقية، الأولى سنة 1933م، والثانية سنة 1944م.
وأضاف أن الصين ضمتها ضمن خططها التوسعية سنة 1949م، ومنذ ذلك الحين وضعت الصين سياسة جلب العمال والمليشيات الصينية (تسمى «بينج توان») من الداخل الصيني؛ ونتج عن ذلك هضم حقوق المسلمين وأزمات سياسية واجتماعية واختلال ديموجرافي.
وأوضح أن الصين بعد أحداث 11 سبتمبر استغلت الحرب على الإرهاب وحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح ومنطقة بوليسية بالكامل، تزامن ذلك مع انضمام بعض اللاجئين الأويجور للجماعات المسلحة، وقيام بعض من تعرضوا للظلم بأعمال انتقامية في بعض المدن الصينية، ولكن الصين تتحكم بشدة في الصحافة والإعلام والمعلومات، فلا يتسنى لنا التأكد من حقيقة هذه الأحداث.
وختم حديثه قائلاً: من أجل فهم مسألة الأويجور في تركستان الشرقية يجب أولاً فهم الأسباب التي أدت للأزمة هناك، وطلب من «قليج قانات» الحديث في هذا الأمر.
ليست وليدة اللحظة
أما «قليج قانات»، المتخصص في الشؤون الأويجورية، بدأ حديثه قائلاً: إن الأزمة الأويجورية ليست وليدة لحظة أو حديثة، وبرأيه أن السلطات الصينية تتجاهل عمداً إدراك أو فهم أصل الأزمة؛ لذلك تفاقمت أزمة الأويجور مع السلطات الصينية.
وأضاف: بعد الحرب الباردة رأينا القلق المتزايد لدى الصين من تفكك الدولة أو انفصال بعض مناطقها، ولذلك سنة 1990م ركزت الصين جهودها بشكل تعسفي على قمع ما كانت تراه أعمالاً انفصالية، نتج عن ذلك ظلم وقهر وتمييز عرقي ضد الأويجور، وهم بدورهم رداً على الممارسات الصينية القمعية والتمييزية قاموا ببعض الحركات الاحتجاجية، ولكن بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي ونشوء جمهوريات تنتمي للعرقية التركية التي هي نفس عرقية الأويجور زاد قلق الصين أكثر.
ولكن لو كانت الصين بادرت بوضع سياسات عادلة لحل مسألة الأويجور، ورفع الظلم والتعسف الواقع عليهم؛ لحصلت على نتائج إيجابية في هذا الشأن، ولكنها سلكت سياستين خاطئتين أدتا إلى تفاقم الأزمة أكثر وأكثر.
تم استغلال خطط التطوير الاقتصادي لدمج المنطقة بالداخل الصيني وتسريع عملية «التصيين» (عن طريق جلب ملايين الصينيين من الداخل الصيني وتوطينهم في تركستان الشرقية وإعطائهم أراضي الأويجور بعد مصادرتها وإعطاء المهاجرين الصينيين امتيازات لا تتوافر للأويجور).
وكانت نتيجة ذلك أن تعرض الأويجور للإجحاف والظلم أكثر، وأما الذين ينتقلون إليها من داخل الصين فيحصلون على امتيازات، ورفع ذلك من شعور الأويجور بالدونية؛ فارتفاع نسب الوفيات في الأويجور من أطفال ونساء، وارتفاع البطالة عند الشباب، وعدم انتفاع الأويجور اقتصادياً من احتياطيات النفط والمعادن الطبيعية الهائلة في تركستان الشرقية وعدم انعكاسها في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية؛ كل ذلك أدى إلى شعور الأويجور بأنهم مواطنون من الدرجة الأدنى، وأنهم الخاسرون في كل الأحوال.
الأويجور والحركات المسلحة
ثم أخذ الكلمة البروفيسور «شان روبيرتس، متخصص في الشؤون الأويجورية منذ سنة 1990م، حيث تحدث عن مسألة برزت منذ عدة سنوات؛ ألا وهي ظاهرة «انضمام الأويجور للحركات المسلحة»، وقال: إن الظلم والقمع الشديد أجبرا بعض الأويجور على الانضمام إلى الجماعات الراديكالية، ولكنه أبدى شكوكه حيال كل ما يقال من مبالغات عن هروب الأويجور إلى خارج الصين وانضمامهم إلى الحركات الإرهابية.
وقال: حسب ما نعلم، ما تعرضه الصين على أنها أدلة على انضمام الأويجور للجماعات المسلحة في سورية أو الحركات الجهادية العالمية ترمي إلى إثبات أن الصين تتعرض للتهديد الإرهابي، وتستخدم هذه الأدلة كذلك لتصوير ما يقع من أحداث عنف واحتجاج في تركستان الشرقية على أنها أحداث إرهابية تقع بتحريض من المهاجرين الأويجور في الخارج.
ولكن الحقيقة أن الصين تحاول ربط الكثير من الأويجور في الخارج، خاصة الناشطين السياسيين السلميين منهم بـ«تنظيم القاعدة»، في مثل هذه الاتهامات لا نستطيع أن نتأكد من تلك الأدلة؛ لأنه لا شيء يربط هؤلاء الناشطين بتلك الجماعات (لأنهم أصلاً ضد الحركات المسلحة، وفي المقابل تلك الحركات المسلحة أو الجهادية تعارض أيضاً أعمال هؤلاء الناشطين السياسية والسلمية).
ومن جهة أخرى، ما تسميه الدوائر الصينية بـ«الهجمات الإرهابية» لا يمكن وصفها بذلك؛ فمثلاً تقع مظاهرة احتجاجية ما ثم تتطور لصدام أو عنف ويخرج الأمر عن السيطرة؛ فلا يمكن وصف ذلك بالإرهاب، لا يمكننا التأكد من أن الأمر حقاً – كما تقول الصين – أعمال إرهابية بالفعل.
على كل حال، وفي الوقت الذي يعلو فيه صوت «الحرب على الإرهاب» في العالم، ربط الأويجور بالجماعات الإرهابية واتهامهم بالانضمام للحركات الجهادية، يبدو للكثير أمراً حقيقياً، لا سيما من لا يملك معلومة واضحة عن تركستان الشرقية.
والخلاصة: أن ربط الأويجور بالإرهاب يخدم الصين من جهتين:
الأولى: وصف كل أعمال احتجاج أو تظاهرة تقع في تركستان الشرقية بأنها نتيجة تحريض من القوى الخارجية والحركات المتطرفة؛ ونتيجة لذلك لا يمكننا توضيح وشرح ما يعانيه الأويجور هناك للآخرين.
الثانية: فتح الطريق واسعاً للصين لممارسة المزيد من القمع على الأويجور تحت حجة محاربة الإرهاب.
سجن «إلهام توختي»
ثم تحدث «د. يانج جيان لي»، فقال: يمكننا رؤية ما يعانيه الأويجور مما وقع على الناشط والمثقف الأويجوري والأستاذ السياسي «إلهام توختي»، وعرّف الحضور عن خلفيات سجن الأستاذ إلهام وقال: إن الصين بوضع «إلهام» في السجن قضت على آمال الأويجوريين لترجيح الطريق السلمي في نضالهم تماماً.
وأضاف: «إلهام توختي» هو الشخص الوحيد الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد بسبب إبداء رأيه وأيديولوجيته الخاصة به منذ أن بدأت الصين سياسة «الانفتاح للخارج»، ويمكننا مقارنته بصاحب نوبل للسلام «ليو شياو بو»، فهو من قومية الهان الصينية حُكم عليه بالسجن عشر سنوات بسبب مشروعه للانتقال بالصين إلى الحكم الديمقراطي؛ ولذلك يمكننا أن نقول: إن ما وقع لـ«إلهام» ظلم شديد جداً؛ لأنه من الأويجور، ومن المنادين بالطريق الوسط والحل السلمي.
وأضاف «د. يانج جيان»: لو نظرنا للأحداث منذ سنة 1990م نرى أن العلاقة بين شعب الأويجور وقومية الهان، والعلاقة بين الأويجور والدولة الصينية استمرت في التفاقم على مدار تلك الفترة، وبالفعل الحكومة الصينية تستغل دعوات محاربة الإرهاب في العالم لممارسة المزيد من القمع والترهيب على الأويجور؛ لذلك يعيش الأويجور حالياً في خوف لم يسبق له مثيل؛ لأنهم عرضة للسجن والاختفاء القسري في أي لحظة، وأحكام بالسجن لمدة طويلة، ودفع ثمن ثقيل لأمور تافهة جداً، ويتزامن ذلك مع ارتفاع خطاب عدواني ضدهم في كل أنحاء الصين متمثلاً في سياسات وقوانين وبيانات مجحفة ضدهم وتحريض في مواقع التواصل الاجتماعي.
(*) طالب علم شرعي من الأويجور.
ندوة بجامعة هادسن في واشنطن تناقش:
القمع الصيني.. والمسلحون الأويجور في ممرات أوراسيا
الصين بعد أحداث 11 سبتمبر استغلت الحرب على الإرهاب وحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح
لو انتهجت الصين سياسات عادلة لحل مسألة الأويجور لحصلت على نتائج إيجابية
الظلم والقمع الشديد أجبرا بعض الأويجور على الانضمام إلى الجماعات الراديكالية
الصين تحاول ربط الكثير من الأويجور في الخارج بـ«تنظيم القاعدة»
الصين تستغل دعوات محاربة الإرهاب في العالم لممارسة المزيد من القمع ضد الأويجور
موللا ثابت
طالب علم شرعي من الأويجور
نظمت جامعة هادسن بواشنطن ندوة تحت عنوان «القمع الصيني والمسلحون الأويجور في ممرات أوراسيا»، تحدث فيها المشاركون عن القمع الذي تمارسه الصين على المسلمين الأويجور في تركستان الشرقية، وتأثير ذلك على انضمام الأويجور للجماعات المسلحة والجهادية.
شارك في الندوة «شان روبرتس»، من جامعة جورج واشنطن، و«قليج قانات» (من أصل أويجوري)، من جامعة بينسلوانيا، ورئيس جمعية قوة الشعب «يانج جيان لي» (معارض صيني)، وتحدثوا عن السياسة القمعية والخاطئة التي تمارسها الصين في تركستان الشرقية والأزمات الناتجة عنها، وحضر الندوة مستمعاً «عمر قانات»، مدير مشروع حقوق الإنسان للأويجور، وغيره من الشخصيات الأويجورية، ومسؤولون من الحكومة الأمريكية، وطلاب مهتمون بالشؤون الأويجورية في أمريكا.
ترأس الندوة «إريك براون»، وتحدث في مقدمة تعريفية قصيرة عن الأويجور، وقال: إن المنطقة التي تظهر في الأخبار بشينجيانج في الحقيقة هي وطن الأويجور، وتسمى تركستان الشرقية، وكانت في وقت من الأوقات لهم دولة مستقلة تسمى جمهورية تركستان الشرقية، الأولى سنة 1933م، والثانية سنة 1944م.
وأضاف أن الصين ضمتها ضمن خططها التوسعية سنة 1949م، ومنذ ذلك الحين وضعت الصين سياسة جلب العمال والمليشيات الصينية (تسمى «بينج توان») من الداخل الصيني؛ ونتج عن ذلك هضم حقوق المسلمين وأزمات سياسية واجتماعية واختلال ديموجرافي.
وأوضح أن الصين بعد أحداث 11 سبتمبر استغلت الحرب على الإرهاب وحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح ومنطقة بوليسية بالكامل، تزامن ذلك مع انضمام بعض اللاجئين الأويجور للجماعات المسلحة، وقيام بعض من تعرضوا للظلم بأعمال انتقامية في بعض المدن الصينية، ولكن الصين تتحكم بشدة في الصحافة والإعلام والمعلومات، فلا يتسنى لنا التأكد من حقيقة هذه الأحداث.
وختم حديثه قائلاً: من أجل فهم مسألة الأويجور في تركستان الشرقية يجب أولاً فهم الأسباب التي أدت للأزمة هناك، وطلب من «قليج قانات» الحديث في هذا الأمر.
ليست وليدة اللحظة
أما «قليج قانات»، المتخصص في الشؤون الأويجورية، بدأ حديثه قائلاً: إن الأزمة الأويجورية ليست وليدة لحظة أو حديثة، وبرأيه أن السلطات الصينية تتجاهل عمداً إدراك أو فهم أصل الأزمة؛ لذلك تفاقمت أزمة الأويجور مع السلطات الصينية.
وأضاف: بعد الحرب الباردة رأينا القلق المتزايد لدى الصين من تفكك الدولة أو انفصال بعض مناطقها، ولذلك سنة 1990م ركزت الصين جهودها بشكل تعسفي على قمع ما كانت تراه أعمالاً انفصالية، نتج عن ذلك ظلم وقهر وتمييز عرقي ضد الأويجور، وهم بدورهم رداً على الممارسات الصينية القمعية والتمييزية قاموا ببعض الحركات الاحتجاجية، ولكن بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي ونشوء جمهوريات تنتمي للعرقية التركية التي هي نفس عرقية الأويجور زاد قلق الصين أكثر.
ولكن لو كانت الصين بادرت بوضع سياسات عادلة لحل مسألة الأويجور، ورفع الظلم والتعسف الواقع عليهم؛ لحصلت على نتائج إيجابية في هذا الشأن، ولكنها سلكت سياستين خاطئتين أدتا إلى تفاقم الأزمة أكثر وأكثر.
تم استغلال خطط التطوير الاقتصادي لدمج المنطقة بالداخل الصيني وتسريع عملية «التصيين» (عن طريق جلب ملايين الصينيين من الداخل الصيني وتوطينهم في تركستان الشرقية وإعطائهم أراضي الأويجور بعد مصادرتها وإعطاء المهاجرين الصينيين امتيازات لا تتوافر للأويجور).
وكانت نتيجة ذلك أن تعرض الأويجور للإجحاف والظلم أكثر، وأما الذين ينتقلون إليها من داخل الصين فيحصلون على امتيازات، ورفع ذلك من شعور الأويجور بالدونية؛ فارتفاع نسب الوفيات في الأويجور من أطفال ونساء، وارتفاع البطالة عند الشباب، وعدم انتفاع الأويجور اقتصادياً من احتياطيات النفط والمعادن الطبيعية الهائلة في تركستان الشرقية وعدم انعكاسها في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية؛ كل ذلك أدى إلى شعور الأويجور بأنهم مواطنون من الدرجة الأدنى، وأنهم الخاسرون في كل الأحوال.
الأويجور والحركات المسلحة
ثم أخذ الكلمة البروفيسور «شان روبيرتس، متخصص في الشؤون الأويجورية منذ سنة 1990م، حيث تحدث عن مسألة برزت منذ عدة سنوات؛ ألا وهي ظاهرة «انضمام الأويجور للحركات المسلحة»، وقال: إن الظلم والقمع الشديد أجبرا بعض الأويجور على الانضمام إلى الجماعات الراديكالية، ولكنه أبدى شكوكه حيال كل ما يقال من مبالغات عن هروب الأويجور إلى خارج الصين وانضمامهم إلى الحركات الإرهابية.
وقال: حسب ما نعلم، ما تعرضه الصين على أنها أدلة على انضمام الأويجور للجماعات المسلحة في سورية أو الحركات الجهادية العالمية ترمي إلى إثبات أن الصين تتعرض للتهديد الإرهابي، وتستخدم هذه الأدلة كذلك لتصوير ما يقع من أحداث عنف واحتجاج في تركستان الشرقية على أنها أحداث إرهابية تقع بتحريض من المهاجرين الأويجور في الخارج.
ولكن الحقيقة أن الصين تحاول ربط الكثير من الأويجور في الخارج، خاصة الناشطين السياسيين السلميين منهم بـ«تنظيم القاعدة»، في مثل هذه الاتهامات لا نستطيع أن نتأكد من تلك الأدلة؛ لأنه لا شيء يربط هؤلاء الناشطين بتلك الجماعات (لأنهم أصلاً ضد الحركات المسلحة، وفي المقابل تلك الحركات المسلحة أو الجهادية تعارض أيضاً أعمال هؤلاء الناشطين السياسية والسلمية).
ومن جهة أخرى، ما تسميه الدوائر الصينية بـ«الهجمات الإرهابية» لا يمكن وصفها بذلك؛ فمثلاً تقع مظاهرة احتجاجية ما ثم تتطور لصدام أو عنف ويخرج الأمر عن السيطرة؛ فلا يمكن وصف ذلك بالإرهاب، لا يمكننا التأكد من أن الأمر حقاً – كما تقول الصين – أعمال إرهابية بالفعل.
على كل حال، وفي الوقت الذي يعلو فيه صوت «الحرب على الإرهاب» في العالم، ربط الأويجور بالجماعات الإرهابية واتهامهم بالانضمام للحركات الجهادية، يبدو للكثير أمراً حقيقياً، لا سيما من لا يملك معلومة واضحة عن تركستان الشرقية.
والخلاصة: أن ربط الأويجور بالإرهاب يخدم الصين من جهتين:
الأولى: وصف كل أعمال احتجاج أو تظاهرة تقع في تركستان الشرقية بأنها نتيجة تحريض من القوى الخارجية والحركات المتطرفة؛ ونتيجة لذلك لا يمكننا توضيح وشرح ما يعانيه الأويجور هناك للآخرين.
الثانية: فتح الطريق واسعاً للصين لممارسة المزيد من القمع على الأويجور تحت حجة محاربة الإرهاب.
سجن «إلهام توختي»
ثم تحدث «د. يانج جيان لي»، فقال: يمكننا رؤية ما يعانيه الأويجور مما وقع على الناشط والمثقف الأويجوري والأستاذ السياسي «إلهام توختي»، وعرّف الحضور عن خلفيات سجن الأستاذ إلهام وقال: إن الصين بوضع «إلهام» في السجن قضت على آمال الأويجوريين لترجيح الطريق السلمي في نضالهم تماماً.
وأضاف: «إلهام توختي» هو الشخص الوحيد الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد بسبب إبداء رأيه وأيديولوجيته الخاصة به منذ أن بدأت الصين سياسة «الانفتاح للخارج»، ويمكننا مقارنته بصاحب نوبل للسلام «ليو شياو بو»، فهو من قومية الهان الصينية حُكم عليه بالسجن عشر سنوات بسبب مشروعه للانتقال بالصين إلى الحكم الديمقراطي؛ ولذلك يمكننا أن نقول: إن ما وقع لـ«إلهام» ظلم شديد جداً؛ لأنه من الأويجور، ومن المنادين بالطريق الوسط والحل السلمي.
وأضاف «د. يانج جيان»: لو نظرنا للأحداث منذ سنة 1990م نرى أن العلاقة بين شعب الأويجور وقومية الهان، والعلاقة بين الأويجور والدولة الصينية استمرت في التفاقم على مدار تلك الفترة، وبالفعل الحكومة الصينية تستغل دعوات محاربة الإرهاب في العالم لممارسة المزيد من القمع والترهيب على الأويجور؛ لذلك يعيش الأويجور حالياً في خوف لم يسبق له مثيل؛ لأنهم عرضة للسجن والاختفاء القسري في أي لحظة، وأحكام بالسجن لمدة طويلة، ودفع ثمن ثقيل لأمور تافهة جداً، ويتزامن ذلك مع ارتفاع خطاب عدواني ضدهم في كل أنحاء الصين متمثلاً في سياسات وقوانين وبيانات مجحفة ضدهم وتحريض في مواقع التواصل الاجتماعي.>