قال المرصد العراقي لحقوق الانسان: إن المدنيين في حي الزنجيلي بساحل الموصل الأيمن، يعيشون أوضاعاً إنسانية أقل ما يُقال عنها، مأساوية، فهم أصبحوا أرقاماً تُضاف إلى أعداد الضحايا الذين سقطوا على يد تنظيم “داعش” أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سيطرته.
وفي تقرير نشره المرصد العراقي لحقوق الإنسان أشار إلى أن تنظيم داعش ما زال يمنع المدنيين الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرته، بل يذهب أبعد من ذلك، فعندما تصله معلومة عن أشخاص يحاولون الهروب أو القبض عليهم أثناء هربهم، فإن مصيرهم الإعدام المباشر.
ونقل المرصد عن شاهد عيان من حي الزنجيلي تمكن من الوصول للقوات الأمنية العراقية قوله: “في الساعة الثالثة من فجر يوم السبت، رصد عناصر تنظيم داعش الممر الآمن الذي سلكته العوائل بإتجاه القوات الأمنية، ويقع هذا الممر بالقرب من معمل البيبسي في الزنجيلي”.
وقال أيضاً: إن “التنظيم ألقى قنابل يدوية على تجمعات المدنيين الذين حاولوا الهرب، بعدها إستخدم الأسلحة الرشاشة لقتل الذين حاولوا النجاة بأنفسهم. بعضهم عاد إلى داخل الزنجيلي”.
وقال آخر: إن “عناصر التنظيم أعطوا الأوامر عبر مكبر صوت من إحدى سياراتهم بقتل كل الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرته، وحرض قناصته بصوتٍ عالٍ على قتل العوائل التي تسلك الطريق القريب من معمل البيبسي”.
كما نقل المرصد عن مصدر مسؤول في حكومة نينوى المحلية: إن “المجزرة التي بدأت في الساعة الثالثة فجراً وإنتهت بعد سبع ساعات (الساعة العاشرة صباحاً)، راح ضحيتها أكثر من 250 مدني، حيث ما زالت جثثهم ملقاة على الطريق، وبإنتظار الخطة التي ستكون خاصة بعملية إنتشالها”.
وأوضح المرصد في تقريره أن “التنظيم تمادى في تنفيذ عملياته الإجرامية بحق المدنيين، وهو يحاول أيضاً أن يقتل أكبر عدد منهم كرد فعل على خسارته المستمرة لمناطق نفوذه التي سيطر عليها قبل ثلاثة أعوام”.
ودعا المرصد القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي فعل كل ما يُمكنهم للحفاظ على سلامة المدنيين ومنع تعرضهم للقتل على يد عناصر التنظيم. وقال: “ربما الأيام المقبلة ستشهد مجازر أخرى ما لم يتم التعامل مع جرائم التنظيم بطرق عاجلة”.
وقال مصدر طبي في مشفى العذبة بمدينة الموصل: إن “القصص التي يرويها الجرحى الذين وصلوا للمشفى عن ما حدث في الزنجيلي مروعة ومخيفة بعضهم لا يُصدق كيف نجى من الموت”.
المصدر الطبي نقل عن إمرأة قولها: “أسمع أصوات الرصاص تمر من فوق رأسي. حاولت الإختباء خلف جدار كونكريتي وبقيت أسمع الرصاص. فهم أطلقوا النيران علينا من عدة جهات. الحمد لله أن إصابتي بقدمي وكتفي ولم تأتِ برأسي”.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان: إن “هناك أكثر من 75 ألف مدني في ما تبقى من مناطق سيطرة “داعش” في منطقة الساحل الأيمن من مدينة الموصل، هؤلاء جميعهم يواجهون خطر الموت والإعدام على يد تنظيم “داعش”.
وكشف عضو مجلس نينوى، حسام العبار، السبت، أن طيران التحالف الدولي قصف مواقع خالية من المدنيين ويتحصن بها “داعش” بصواريخ ذكية تحمل الفوسفور الأبيض في الموصل، إلا أن شهود عيان أكدوا إصابة مدنيين إثر القصف بالفوسفور.
وقال العبار بحسب موقع “السومرية نيوز” العراقي: إن “طيران التحالف الدولي قصف، مبنى ابن سينا والمجمع الطبي بصواريخ ذكية تحمل الفوسفور الأبيض”، وأوضح أن “هذه المواقع خالية من المدنيين ويتحصن بها داعش”.
من جهتها أكدت مصادر من داخل الموصل أن العديد من مناطق الجانب الغربي للموصل التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم، والتي تشهد قتالاً بين القوات العراقية وتنظيم الدولة، شهدت قصفاً باستخدام الفوسفور الأبيض.
وأضافت المصادر أن المجمع الطبي في حي الشفاء والمناطق المحيطة به تعرض اليوم لقصف بالمدفعية، تم فيه استخدام الفوسفور الأبيض؛ وهو ما تسبب في وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.