يحظى الكيان الصهيوني، وفقاً لدراسات استقصائية، بدعم واسع جداً بين المواطنين الأمريكيين، ولكنه بدأ يفقد بعض الدعم بين مجموعات متزايدة من السكان، وبما أن المدافعين المؤيدين للكيان يروجون لـ”القيم المشتركة” بين الولايات المتحدة وبين الكيان الصهيوني، فإن عدداً أقل من الأمريكيين يعتقدون فعلاً أنهم يفكرون في نفس ما يفكر به الصهاينة.
وقال سون أوبنهايم، أحد مؤسسي مجموعة مؤيدة للكيان: إن القيم المشتركة هي حجر الأساس لعلاقتنا، ولكن الأمريكيين الشباب لا يعتقدون أن الكيان الصهيوني يتقاسم قيمنا، هذه مسألة ضخمة، وعلينا أن نتعرف عن قرب على قلب وروح وإنسانية الصهاينة.
وقد أجري الاستطلاع في سبتمبر وأكتوبر 2016م من قبل مجموعة تسمى “مجموعة الإستراتيجية العالمية” على عينة من 2600 أمريكي من مجموعات ديمجرافية متنوعة.
المعرفة بالكيان زادت.. ولكن أفضليتها انخفضت
العدد الذي يقول: إنه يعرف “الكيان الصهيوني” الآن أكبر مما كانت عليه الحال في عام 2010م، ففي حين قال 23% فقط من الأمريكيين: إنهم يعرفون قدراً كبيراً عن الكيان الصهيوني في عام 2012م، ارتفع العدد إلى 37% في عام 2016م، وقد نمت معرفة الكيان الصهيوني بين كل المجموعات السكانية باستثناء طلاب الجامعات، حيث انخفض العدد بشكل سريع من 50 إلى 34%.
ولكن يبدو أن المزيد من الأمريكيين بدؤوا يعرفون الكيان الصهيوني، وقل من يحبونه، ففي عام 2010م اعتبر 76% من الأمريكيين الكيان الصهيوني كياناً إيجابياً، وفي عام 2016م انخفض العدد إلى 62%، وانخفضت مستويات الدعم أيضاً، وفي عام 2010م وجدت الدراسة أن 22% من الأمريكيين كانوا من المؤيدين “الأساسيين” للكيان الصهيوني، وانخفضت النسبة إلى 15% بحلول عام 2016م.
الكيان الصهيوني يخسر دعم السكان اللاتينيين وجيل الألفية
وقالت الدراسة: إن المجموعات ذات المستويات العالية نسبياً من الدعم للكيان الصهيوني بين الرجال والجمهوريين وكبار السن الأمريكيين، والجماعات الأقل حباً للكيان الصهيوني هم المرأة والديمقراطيون وجيل الألفية، جنباً إلى جنب مع الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين.
ولكن لا تزال غالبية هذه المجموعات تدعم الكيان الصهيوني، ولكن الأرقام تنخفض، وقد انخفض الدعم بين الديمقراطيين بمعدل 13 نقطة من 73 إلى 60%، وانخفضت نسبة النساء من 74% إلى 57%.
ومن بين الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين، انخفضت النسبة المؤيدة لـ”إسرائيل” 20 نقطة لكل منهما، من حوالي ثلاثة أرباع لكل منها إلى أكثر بقليل من النصف، ويعتقد أقل من نصف الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين أن الكيان الصهيوني يشاطرهم قيمهم.
أغلب طلاب الجامعات لم يسمعوا بالكيان الصهيوني على الإطلاق
الكليات هي بؤر من الحماس المناهض للكيان الصهيوني، أليس كذلك؟ ليس كثيراً وقد وجدت الدراسة انخفاضاً في النتائج المؤيدة الكيان الصهيوني بين طلاب الجامعات، ولكن الأغلبية لا تزال ترى الكيان بشكل إيجابي، وعلاوة على ذلك، خلافاً لبعض المجموعات المؤيدة، فإن معظم طلاب الجامعات بالكاد يدخلون في جدال من أجل الكيان الصهيوني.
وانخفض تفضيل الكيان الصهيوني بمقدار 17 نقطة بين طلاب الجامعات بين عامي 2010 و2017م، لكنها لا تزال 54%، وكان جميع طلاب الجامعات اليهود تقريباً ينظرون إلى الكيان الصهيوني بشكل إيجابي، ولكن حتى هؤلاء انخفضوا 13 نقطة، ولكن نسبة تفضيلهم للكيان لا تزال 82%.
ومع ذلك، أشار أوبنهايم إلى صورة متغيرة بين طلاب الجامعات اليهود، ففي حين اتجه 84% من طلاب الجامعات اليهود نحو الجانب الصهيوني من الصراع في عام 2010م، مازال 57% فقط مع الكيان الآن، ومن ناحية أخرى، ارتفع الدعم المقدم للجانب الفلسطيني بمقدار 6 أضعاف من 2% إلى 13%.
والجدير بالذكر أن ما يقرب من ثلث طلبة الجامعات اليهود قالوا: إنهم يعانون من معاداة السامية في الحرم الجامعي، وقال أكثر من 40%: إن معاداة السامية ليست مرتبطة بالكيان الصهيوني.
ولكن ما يمكن أن يتفق عليه طلاب الجامعات فيما يتعلق بالكيان الصهيوني هو أنهم بالكاد يسمعون عنه، وقال أكثر من ثلاثة أرباع أطفال المدارس: إن الكيان الصهيوني نادراً ما يأتي ذكره في المناهج وقد لا يأتي أبداً، وفي الجامعات التي يوجد فيها حضور منظم مؤيد للفلسطينيين، ينخفض العدد قليلاً، ليصل إلى 70%.
الأمريكيون يرون أن الكيان الصهيوني دولة متدينة مزقتها الحرب
أمضي الكيان الصهيوني سنوات وأنفق ملايين الدولارات محاولاً تصوير نفسه على أنه أرض التقدم العلمي والتكنولوجيا الأحدث.
وقد أثرت إنجازات الكيان في صناعة التكنولوجيا والمناخ وأغذية البحر الأبيض المتوسط كثيراً على الأمريكيين الذين يعتبرون “إسرائيل” مبتكرة بنسبة 78%، ويعتبرها 63% جيدة، لكن ما يقرب من ثلاثة أرباع الأمريكيين ما زالوا يرون أن الكيان تهيمن عليه الصراعات، وعلى الرغم من أن 10% فقط من اليهود في الكيان هم أرثوذكس، فإن 73% من الأمريكيين يعتبرون الكيان دولة متدينة للغاية.
وفي حين أن قادة اليهود الأمريكيين احتجوا هذا الأسبوع على أن أقلية هاريدي الصغيرة تسيطر على الكيان، فإن تلك الأقلية، بالنسبة للعديد من الأمريكيين، هي صورة الدولة اليهودية.