أثار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، موجة انتقادات ومطالبات بإقالته، اليوم الأربعاء، إثر تصريحه بأن ليبيا يمكن أن تصبح وجهة جاذبة للمستثمرين خصوصا البريطانيين، إذا تمكنت من “التخلص من الجثث”.
وخلال المؤتمر العام لحزب المحافظين، أمس الثلاثاء، قال جونسون أن الشركات البريطانية “لديها رؤية رائعة لتحويل سرت إلى دبي (الإماراتية) أخرى”، في إشارة إلى تطويرها.
وأثار هذا التصريح عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في بريطانيا، إذ رأى منتقدو الوزير، أن الحديث عن جثث قتلى الصراع الدائر داخل ليبيا بهذه الطريقة فيه إهانة للإنسانية، ووصل الأمر ببعض المنتقدين إلى مطالبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالته.
ونقل موقع قناة “ITV” البريطانية الرسمية اليوم عن إيميلي ثورنبيري وزيرة الخارجية في حكومة الظل قولها إن “حديث جونسون عن هؤلاء الموتى كمزحة، يعتبر مصدر إزعاج، وهو أمر فظ وعديم الشفقة وقاس بشكل لا يصدق”.
أما جو سويتسون، النائب عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، فذهبت في انتقادها لجونسون أبعد من العمالية ثورنبيري، وقالت إن “هذا التعليق الفظ بشكل لا يصدق (..) هو دليل إضافي على أن بوريس ليس أهلا بهذا المنصب”، بحسب المصدر نفسه. وأضافت “يجب على رئيسة الوزراء أن تقيله”.
وجونسون الذي زار ليبيا في أغسطس الماضي، أكد خلال تصريحه هذا أن “هناك شركات بريطانية ترغب في الاستثمار في سرت، المدينة الساحلية الواقعة غرب البلد الغارق في الحرب والفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011”.
وقال أمام المؤتمر العام لحزب المحافظين في مانشستر، إن الشركات البريطانية “لديها رؤية رائعة لتحويل سرت إلى دبي أخرى”.
وأشار إلى “المميزات العديدة للمدينة الليبية الساحلية من الرمال البيضاء، والبحر الجميل، والشباب الرائع”، لكنه استطرد بالقول “الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم (الليبيين) القيام به هو التخلص من الجثث”.
إلا أن جونسون الذي اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل وشخصيته الخلافية سارع إلى الرد على منتقديه والتخفيف من وطأة تصريحاته، قائلًا إنه قصد بحديثه عن الجثث في سرت، جثث عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر “عار على الذين ليست لديهم معرفة أو فهم لليبيا ويريدون أن يلعبوا سياسيا مع الواقع الخطير للغاية في سرت”.
وأكد أن “عملية تنظيف سرت من جثث مقاتلي تنظيم داعش أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدًا بسبب العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة”.
وتابع قائلًا “لهذا السبب تلعب بريطانيا دورا رئيسيا في إعادة الإعمار، ولهذا السبب قمت بزيارة ليبيا مرتين خلال العام الجاري دعما لها”.