أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة، عن تضاعف معدلات سوء التغذية الحاد بين أطفال الروهنجيا اللاجئين بمخيم “كوتوبالونغ”، في منطقة “كوكس بازار”، جنوب شرقي بنجلاديش.
ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية “مجازر وحشية” بحق أقلية الروهنجيا المسلمة في إقليم راخين، أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة 820 ألفاً إلى بنجلادش، بحسب الأمم المتحدة.
وأجرت “يونيسف” استطلاعاً عن سوء التغذية الحاد في مخيم “كوتوبالونغ”، بين 22 و28 أكتوبر الماضي، شمل نحو 405 أسر.
وأفادت المنظمة، في بيان، بانتشار سوء التغذية الحاد بين أطفال المخيم بنسبة 7.5%، وهي نسبة تبلغ على الأقل ضعف ما أظهره استطلاع أجري في مايو الماضي، حسب “الأناضول”.
وقال ممثل المنظمة في بنجلاديش، إدوارد بيغبيدر: إن أطفال الروهنجيا في المخيم الذين نجوا من الفظائع (يعني الإبادة الجماعية) في ولاية راخين الشمالية بميانمار، قد أصيبوا بالفعل بكارثة، وهم معرضون حالياً لخطر الموت جراء سبب يمكن الوقاية منه تماماً ويمكن علاجه.
وأضافت “يونيسف”، في بيانها، أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال راخين أعلى بكثير من حالات الطوارئ، وزاد تدهور حالة الأطفال بسبب الرحلة الطويلة (إلى بنجلاديش) عبر الحدود والظروف السائدة في المخيمات”.
ويعيش نحو 26 ألف لاجئ في مخيم “كوتوبالونغ”، الذي يعاني نقصاً حاداً في الأغذية والمياه وظروفاً غير صحية، وارتفاعاً بمعدلات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، إضافة إلى الإبلاغ عن حالات إصابة بالحصبة.
ومن المقرر إجراء استطلاعين إضافيين عن سوء التغذية في مواقع أخرى ببنجلاديش، خلال نوفمبر الجاري، لتحديث العدد المتوقع للأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتوجيه الاستجابة لحالات الطوارئ.
وتعالج “يونيسف” وشركاؤها أكثر من ألفي طفل من الروهنجيا يعانون من سوء التغذية الحاد، في 15 مركزاً للعلاج، ويجري حالياً إنشاء 6 مراكز إضافية.
وتعمل المنظمة أيضاً مع الشركاء في مجال الصحة لتحديد ومعالجة الإسهال والالتهاب الرئوي، وستجري حملات تحصين وتطعيم جماعية الشهر الجاري.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنجيا “مهاجرين غير شرعيين” من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم”.