نور الدين خصر: الكيان الصهيوني سرطان جثم على أرضنا وأخذ يتوسع ويتمدد
ابحيص: ما يجري الآن هو مشهد مركب من عدوان مستمر مقابله صمود مستمر
عطون: ضرورة الحفاظ على المكون الأساسي وهو المسجد الأقصى
شدد باحثون في شؤون القدس على ضرورة الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك في ظل المخططات الصهيونية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وأكد الباحثون خلال ندوة حوارية نظمها “ملتقى القدس” و”القدس أمانتي” بعنوان “القدس بين واقع التحدي واحتياجات الصمود”، عقدت مساء الأربعاء، في جمعية المعلمين الكويتية، على أن القدس ستظل عاصمة فلسطين، مطالبين باستمرار الغضب والحراك الجماهيري دفاعاً عن مدينة القدس وللضغط على أمريكا بالتراجع عن قرارها.
الندوة أدارها الباحث في شؤون القدس نور الدين خضر، الذي أشار في بداية حديثه إلى أن عدد اقتحامات المسجد الاقصى عام 2017 بلغت ما يقارب 25627 اقتحاما يهوديا يمينيا متطرفا زيادة بنسبة 75 في المائة عن عام 2016م، حيث بلغ عدد المقتحمين 2436 اقتحاماً.
وقال خضر: إن الكيان الصهيوني سرطان جثم على أرضنا وأخذ يتوسع ويتمدد ومن يغذيه من جهات خارجية باتت الآن تعمل بشكل علني وواضح فختم ترمب بقراره باعترافه أن القدس عاصمة للاحتلال.
وحول توقيت القرار الأمريكي وتداعياته وكيفية مواجهته، أشار الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص إلى أنه منذ 1917م حاول الاستعمار الغربي فرض هوية الاحتلال الصهيوني إلا أنه وبعد مرور 100 سنة من الصراع لم يتمكن الاستعمار من حسم هوية مدينة القدس، مبيناً أن 100 عام من المحاولة لإنهاء الهوية العربية الإسلامية لكنها لم تنتهي.
وبين أن القرار الأمريكي هو بمثابة تأشيرة للصهاينة أن يحاولوا تهويد المسجد الأقصى مرة أخرى وأن المعركة لم تنتهي.
وأوضح بحيص بأن القرار الأمريكي جاء بعد أن اثبتت هبة باب الأسباط الأخيرة أن الاحتلال لا يستطيع أن يفرض هويته على المسجد الأقصى المبارك.
ولفت إلى أن الخلاف الأمريكي ليس على الحق الصهيوني في القدس إنما على التوقيت المناسب لفرض ذلك.
وبين أن ما يجري الآن هو مشهد مركب من عدوان مستمر مقابله صمود مستمر، وهذه المحصلة هي التي أنتجت عدم القدرة على فرض هزيمة نهائية في القدس.
وأشار إلى أن القرار الأمريكي فاقد للمشروعية القانونية والدولية واتخذ تعويلاً على عدة تداعيات وهي: وأن يكون القرار رأس قاطرة بحيث تنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وبعدها تنقل باقي السفارات، منح الصهاينة قدرة على التغيير السريع للبقاء على الأرض، وهناك تعويل آخر وهو أن تمر الغضبة العربية سريعاً دون أن ينبني عليها أي تغيير.
وأوضح أن مواجهة القرار الأمريكي يأتي من خلال الإفشال الميداني واستمرار الحراك الجماهيري الخارجي واستمرار عزل الموقف الأمريكي و”الإسرائيلي”.
وحول مآلات القرار وما قد ينجم عنه، قال ابحيص: أن تمر الغضبة العربية والإسلامية على مدى شهر أو شهرين وأن تكون قابلة للاحتواء ويمرر إعلان ترمب وينفذ وبالتالي الوصول الى الحل النهائي لتصفية القضية الفلسطينية، والذهاب إلى مواجهة مؤقتة تشعر الولايات أن الثمن غالي ويتراجع بعدها عن القرار، والذهاب إلى انتفاضة شاملة مستمرة، ومواجهات متتالية مدروسة.
وحول كيفية تخفيف معاناة المقدسيين وطرق دعمهم، تحدث رئيس جمعية إرادة العالمية للشباب في إسطنبول المحرر الفلسطيني محمود عطون عن أربع مقومات لصمود المقدسيين وهي وجود المسجد الأقصى، والعائلات المقدسية التي تصل إلى نحو 750 عائلة مقدسية أصلية، والقوى الحية كالاحزاب السياسية والفصائل، إضافة إلى الذاكرة وهي الخلفيات العقائدية والتاريخية عند المقدسيين.
وأشار إلى أن المطلوب من الأمة لكي تعزز من صمود المقدسيين، أولاً الحفاظ على المكون الأساسي وهو المسجد الأقصى والاهتمام بمشاريعه والقيام على خدمته وإبقائه في ذاكرة كل عربي مسلم، ثانياً إعمار البلدة القديمة وتجذير المقدسيين بأرضهم، وثالثاً إبقاء جذوة النضال والمقاومة.