غير مكترثة بحقهم في العمل بحرية وأمان وفق ما نص عليه القانون الدولي، يواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استهداف الصحفيين الفلسطينيين وحتى الأجانب الذي يعملون على تغطية الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل على حدود غزة، وقد أسفرت عمليات الاستهداف للكوادر الصحفية خلال الأيام الماضية عن إصابة العشرات من الصحفيين بالرصاص وحالات اختناق، في محاولة من الاحتلال لطمس الحقيقة، ومنع الصحفيين من تغطية الأحداث.
بدورها، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عملية استهداف الكوادر الصحفية من الاحتلال خلال تغطيتها لمسيرات العودة التي تنظم عل طول حدود قطاع غزة، وإصابة نحو 22 صحفياً، بالإضافة إلى العشرات بحالات اختناق.
وفي ظل الاستهداف المباشر للصحفيين في ساحات المواجهة رصدت مجلة “المجتمع” حالات الاستهداف على حدود غزة من خلال توثيق ذلك بالصوت والصورة لفضح جرائم الاحتلال بحق الصحفيين.
معركة صورة وكلمة
ويقول محمود الهمص، مصور “وكالة الأنباء الفرنسية” لـ”المجتمع” وكان يرتدي درعاً واقية، ويقف على بعد أمتار من الحدود شرق مدينة غزة: “يفترض أن يتم منح الصحفيين الحرية في العمل، لأن الصحفي ينقل الحقيقة والأحداث، وحمايتهم مكفولة في القانون الدولي”.
من جانبه، يقول سامر الزعانين، وهو صحفي فلسطيني الذي أصيب في المواجهات الأخيرة على حدود غزة لـ”المجتمع”: “إن استهداف الاحتلال للكوادر الصحفية الفلسطينية والأجنبية هو لطمس الحقيقة، ومن أجل إخفاء جريمته بحق المدنيين العزل”.
وأكد الزعانين أنه يعمل مصوراً صحفياً وإصابته خلال المواجهات لن تمنعه عن مواصلة عمله لأن المعركة مع الاحتلال هي معركة صورة وكلمة، فالصحفي يؤدى دوراً مهماً في فضح ممارسات الاحتلال البشعة.
وأشار الزعانين إلى أن الاحتلال تعمد إصابته، وكان يعرف أنه يستهدف كوادر صحفية، لأنه لا يخاف من ملاحقة العالم له على جرائمه ضد الصحفيين.
جريمة
في السياق، قال الإعلامي ومدير “إذاعة الرأي” الحكومية في غزة محمد حبيب لـ”المجتمع”: “بالدم نكتب لفلسطين، جرائم الاحتلال لن تمنعا من مواصلة فضح الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، الصحفي الفلسطيني لا يخاف الاحتلال ويتقدم الصفوف الأولى على الرغم من استهدافه لأنه صاحب حق ويدافع عن قضيته”.
وأشار حبيب إلى أنه خلال المواجهات مع الاحتلال على طول حدود قطاع غزة سقط العديد من الزملاء الصحفيين برصاص الاحتلال على حدود غزة، وهذه جريمة تستوجب من المجتمع الدولي الصامت عليها أن يتحرك فوراً لتوفير حماية لهؤلاء الصحفيين.
ويشار إلى أن قوات الاحتلال تمارس استهدافاً كذلك واضحاً للصحفيين في الضفة الغربية حيث تعتقل نحو 29 صحفياً وتغلق 158 مؤسسة إعلامية في الضفة الغربية المحتلة.
ووثقت نقابة الصحفيين مئات الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين من قبل الاحتلال في الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية في انتهاكات واضحة للقانون الدولي.