ينير النجاح في العمل حياة صاحبه، ويرشحه للمزيد من النجاحات في باقي جوانب حياته؛ لذا نقدم إليك هذه النصائح العملية والمجربة وسهلة التنفيذ لتفوز بأفضل ما يمكنك، ولتنتصر على مشكلات العمل، وليكون إضافة لحياتك تسعدك:
1- ابتسم في عملك حتى مع من لا تحبهم؛ لتفوز بثواب التبسم بوجه أخيك، ويفرز مخك هرموناً يهدئك وتتحسن علاقاتك بالجميع وتحمي نفسك من الضيق والغضب عند رؤيتهم، وتدخر طاقاتك لما يفيدك.
أما العبوس فيكدرك، ويرسل لهم رسالة بأنك لا تطيقهم، وسيحاولون مضايقتك، وتدخل في دائرة منهكة فتجنبها.
2- لا تتدخل في مشكلات الزملاء، ولا تفرض رأيك أو قناعاتك الشخصية عليهم، وتجنب مقاطعة أي زميل أثناء حديثه حتى لو رفضت ما يقوله؛ انتظر حتى ينتهي تماماً من حديثه، وتحدث بهدوء، ولا تقل: إنه مخطئ حتى لو كان كذلك، وابدأ بأي نقاط اتفاق -ولو قلت- ثم قل: ما رأيك هناك من يقول كذا وكذا، واشرح وجهة نظرك ولا تقل: أنا أرى ذلك؛ حتى لا تدفعه للتشبث برأيه، وكثف كلامك ثم قل بلطف: أثق أنك ستتدبر أمورك جيداً، ثم غيّر موضوع الحديث أو غادر المكان بلطف.
3- أما الأمور الخلافية غير المهمة فمن الأفضل تجاوزها، فلن تصنع الناس وفقاً لرغباتك، وإذا اعترضت على كل اختلاف ولو كان بسيطاً فستوغر صدورهم ضدك، وعندما يكون هناك أمر مهم «يجب» تنبيههم إليه سيرفضون الاستماع إليك؛ لأنهم اعتادوا على «رفضك» لهم دائماً، وستصنع خسائرك من العلاقات السيئة بيديك.
أنت المستفيد الأول
4- تذكر أن العمل ليس مجرد وسيلة لكسب العيش؛ فلا تعمل لتحصل على الراتب فقط؛ فالعمل يجدد الحيوية ويزيد تقدير النفس، وهو طاعة للرحمن وتعمير الحياة وفائدة لوطنك.
5- لا تنتظر كمرؤوس لتشجيع أو لتأكيد على تميزك من رئيسك، فأنت المستفيد الأول من تميزك ونجاحك، ولا تهتم بتوقعات رئيسك منك، وساعد نفسك لتنجح ولترضى عنها تعطيها حقها، وقدم أفضل ما يمكنك في حدود المتاح، ولا تنتظر تحسن الظروف لتكون إيجابياً، وساهم بنشاطك بتحسينها ولو قليلاً.
6- اعمل جيداً حتى إذا لم تكن راضياً عن رئيسك بالعمل أو زملائك، ولا تعاقب نفسك؛ لأن رئيسك سيئ أو زملاءك غير متعاونين، وأحب عملك واهتم به لأنه جزء مهم من حياتك، ومن المفيد نفسياً شعور الإنسان بأنه يحقق إنجازاً، وأن وجوده بالعمل يصنع فارقاً إيجابياً.
7- لا تبالغ بالتألم من مشكلات العمل، فوجودها أمر طبيعي؛ فنحن لسنا ملائكة ولن نتعامل مع ملائكة، ولا ترَهم شياطين أيضاً؛ فالرغبات والمصالح تتعارض بين الزملاء.
8- كن وسطاً، فلا تتعامل بحدة عند أي خلاف، فلن يتحملك أحد، ولا تتنازل عن مصالحك لإرضاء أحد؛ حتى لا يعتاد زملاؤك منك ذلك، وعندما تضيق وتعترض في وقت آخر فلن يروا اعتراضك حقاً، بل «تمرداً»، وسيرفضونه.
إجازات وشروط
9- خطط لإجازتك من العمل قبل الحصول عليها؛ لتستفيد منها، وأخبر القائمين على العمل قبلها بوقت كافٍ، ولا تترك أعمالاً دون إنجازها.
10- في الإجازة كن وسطاً؛ فلا تغلق هاتفك المحمول دائماً؛ فقد يحتاجون إليك بالعمل، ولا تقض أوقاتك بمتابعتهم؛ وكن حازماً بلا حدة مع محاولات البعض إغراقك بطلباتهم أثناء إجازتك.
11- عند تعرضك لمشكلة بعملك لا تطلب إجازة طويلة؛ فسيفسرونها بأنك تفرض شروطك؛ حتى لو كنت تحتاجها عندئذ لا تطلبها؛ فلن تستمتع بإجازتك لأنك ستفكر في مشكلتك، وستعود وتجدهم متحفزين ضدك، وستتضاعف مشكلتك.
12- لا تفرض شروطاً حتى تحب عملك؛ فالبعض يربط حبه للعمل بالترقية أو براتب أفضل أو صلاحيات أوسع، ويظلم نفسه بكراهية عمله حتى يحصل على ما يريد فيتعب نفسياً وربما جسدياً أيضاً، وتتراجع كفاءاته بالعمل، وتتأثر بالسلب علاقته بالجميع.
13- كثيرون يعتادون كراهية العمل حتى بعد الفوز بما رغبوا، ويرونه قليلاً أو جاء متأخراً، أعز نفسك وأحب نعمة العمل لتشكر الرحمن أولاً، ثم لتسعد نفسك، ولتنجزه بأقل جهد وأفضل نتائج.
14- لا تترك عملك أبداً وأنت غاضب أو بعد مشاجرة؛ انتظر لتهدأ حتى تحسن التفكير، ولا تندم بعد انتهاء فوران الغضب، ولا تجعلهم يعتادون غضبك، أو يعرفون كيف يثيرون غضبك حتى لا تخسر، ولو كنت عصبياً تدرب على تأجيل رد فعلك، وقم بتمثيل الهدوء ما استطعت.
15- لا تهدد أبداً بالاستقالة حتى لو كنت متميزاً جداً؛ فسيهتمون بك ويسعون لإرضائك بالبداية، وسيكرهون ضغطك عليهم، ومع تكرار التهديد سيقل اهتمامهم، وربما بحثوا عن بديل أقل تميزاً وأقل ضيقاً لهم.
16- لا تكتب لرئيسك أو لأحد زملائك وأنت غاضب رسالة أو مذكرة –كما يفعل البعض- عما تحس به أو تشكو مما يضايقك؛ فسيغلبك الغضب، وتكتب ما تندم عليه لاحقاً، أو يحاسبونك بسببه أو تضطر للاعتذار عنه.
17- لا تخبر زملاءك بما يضايقك من رئيسك أو من زملاء آخرين؛ فبعضهم سيسارع بإخبارهم، وآخرون سيفشون سرك ولو دون قصد، تكلم عن مشكلاتك بالعمل مع من لا يعرفون أحداً بعملك من أسرتك وأصحابك حتى تربح.
18- لا تقبل أي إهانات؛ فالكرامة أغلى ما في الحياة، ولا تبالغ بالحساسية أيضاً.
ليس عبئاً
19- استرح أثناء العمل ولو 5 دقائق كل ساعتين؛ غادر مكتبك وتحرك بالمكان أو تنفس بهدوء من الأنف فقط مع إغلاق الفم وستحس باسترخاء يجدد نشاطك، وإذا كان العمل كثيراً فقسّمه على فترات للتخلص من التوتر وللعودة للعمل بنشاط، وكافئ نفسك بعد الإنجاز ولو بكلمات طيبة ترددها لنفسك بحب واحترام.
20- يشعر البعض بالقهر والظلم لعدم حصولهم على ما يستحقون بالعمل، وقد يدفعهم للتعامل بعدوانية، ويتحملون أعباء نفسية هائلة تضاعف من تعبهم بالعمل، وتحرمهم من الراحة بعده، وتحول دون تحقيقهم للنجاح، والأفضل تهدئة النفس والرضا عنها حتى تخلص في العمل لتحقيق الربح الديني والدنيوي؛ فالربح الأول معروف، والثاني يتمثل في اكتساب خبرات وحماية النفس من التعرض لأضرار إهمال العمل المعنوية والمادية.
21- لا تتعامل مع العمل وكأنه عبء تود الانتهاء منه؛ فهو فرصة للحصول على مكاسب مادية ومعنوية وعملية أيضاً، وحماية من الفراغ وأضراره.
22- استمتع بإخلاصك، ولا تهتم بإهمال زملائك أحياناً، وتنافس فقط مع نفسك، وأتقن عملك طاعة للرزاق ثم لأنك تستحق ذلك.
23- إذا قصرت بعملك لأي أسباب فلا تجادل، واعترف بهدوء وبلا توسل، وقل: هذا غير مقصود، وستسعى بجدية لإصلاح الأمر، ولن يتكرر، والتزم بوعدك.
24- لا تحصر تفكيرك في أن العمل مجهد ومتعب؛ حتى تتمكن من أدائه بامتياز وبأقل جهد ممكن.
حذر ولطف
25- احذر التوقعات الكثيرة عن السعادة بالعمل والالتقاء بأصدقاء جدد وبدء حياة أجمل؛ حتى لا تصدم حينما تقابل بعض العلاقات غير الجيدة؛ فالعمل يجمع بين طباع متباينة، ورغبات مختلفة، ومن الطبيعي حدوث مشكلات؛ فكن حذراً في التعامل، واسعد بالعمل كوسيلة لتحقيق الذات، واشغل أوقاتك بما يفيدك دينياً ودنيوياً.
26- لا تحرم نفسك من متعة الإنجاز بالعمل، ولا تؤجله فيتراكم وتتعرض للتأنيب، ولا تتعجل أداءه فتخطئ.
27- انتبه؛ فبعض الزملاء يكثرون من الشكوى من العمل أو من الرؤساء؛ ومنهم من يتعمد ذلك للاستدراج ويحكي المستمع أيضاً وينقلونه، أو للفضول لمعرفة آراء الغير في زملائهم ورؤسائهم، فلا تقل شيئاً، ولا تهاجمهم، والزم الصمت تربح، والعكس صحيح.
28- في أغلب المؤسسات توجد صفحات للعاملين على وسائل التواصل الاجتماعي يكتبون فيها أخبارهم، بالإضافة إلى بعض المجاملات؛ تنبه ولا تكتب فيها أو على صفحاتك الشخصية أي شيء يمكن استخدامه ضدك في عملك، ولا تنحَز لأحد ضد الآخرين؛ فتجلب لنفسك عداوات.
29- لا تكثر من المجاملات أو المزاح في عملك حتى تحتفظ بمكانة تستحقها، ولا تكن جافاً في تعاملاتك حتى لا يكرهك الناس، وكن وسطاً.
30- أحسن الظن بالرحمن وتفاءل، واستمتع بعملك، وتعامل ببساطة ومرونة لتسعد نفسك أولاً وأخيراً، ولتحمي نفسك أيضاً من أي معاناة.
(*) كاتبة ونائبة رئيس تحرير «الأهرام».