قالت مجموعة حقوقية مكلفة من وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الإثنين: إنه يجب التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المسلمين الروهنجيا في ميانمار من قبل المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة أن تلك الجرائم ترقى لـ”إبادة جماعية”.
جاء ذلك بحسب تقرير صدر اليوم عن مجموعة “القانون الدولي العام والسياسة” (مقرها واشنطن) المكلفة من الخارجية الأمريكية، بعد أشهر من التحقيقات في الجرائم المرتكبة ضد الروهنجيا.
وذكر التقرير أن هناك أساسًا معقولًا للاعتقاد بأن جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم حرب، قد تم ارتكابها ضد أقلية الروهنجيا المسلمة في ميانمار.
وجمعت المجموعة الحقوقية الأمريكية فريقًا من 18 محققًا من 11 دولة وأجرت أكثر من 1000 مقابلة مع الروهنجيا في مخيمات لجوئهم.
وقامت خلال المقابلات بتوثيق “مصادرة الممتلكات والأراضي، وفرض قيود على الوصول إلى الغذاء والزواج والقيود العائلية والاضطهاد الديني والابتزاز والتهديد بالعنف والسخرة والضرب الدائم والاغتصاب والقتل.
ووفق التقرير، فإن كل شخص جرت مقابلته شهد أو تعرض لهجمات واسعة النطاق، أو حوادث، أو تدمير لممتلكاته، أو مضايقة، أو ازدراء لدينه، وأن 80% منهم شهد قتل أحد أفراد عائلته، أو أصدقائه أو معارفه.
ودعا التقرير لاتخاذ خيار سليم من الناحية السياسية ولتأسيس آلية للمحاسبة على نحو عاجل، أو إلى إحالة الوضع فورًا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ووجد المحققون أن لاجئي الروهنجيا وأثناء فرارهم إلى بنجلاديش المجاورة تم إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن.
وورد في التقرير أيضًا أن مروحيات الجيش (الميانماري) “اصطادت” وأطلقت النار على مجموعات من الروهنجيا الفارين، وأن الأسطول البحري الميانماري أطلق النار على الروهنجيا باستخدام مدافع مثبتة على قوارب أو قام على نحو متعمد بالاصطدام بقوارب مزدحمة لإغراق أولئك الذين على متنها أثناء محاولتهم الهروب إلى بنجلاديش عبر نهر ناف.
وكانت الخارجية الأمريكية استندت إلى تقرير المجموعة القانونية لإصدار تقرير لها في سبتمبر الماضي، عن الحملة العسكرية ضد الروهنجيا في ميانمار.
لكن الخارجية الأمريكية لم تصل إلى حد وصف الحملة على أنها إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية، وهي قضية قال مسؤولون أمريكيون: إنها كانت محور نقاش داخلي حاد أجّل إعداد التقرير.
ولو استخدمت واشنطن مصطلح الإبادة الجماعية لوصف الأعمال الوحشية بحق الروهنجيا، فإنها يمكن أن تلزم الولايات المتحدة بتطبيق إجراءات أكثر قسوة ضد ميانمار.
وقالت المجموعة الحقوقية الأمريكية: إن إطلاق وصف الإبادة الجماعية يبلسم جراحات الضحايا، ويستحضر حتمية أخلاقية بين الآخرين لاتخاذ إجراءات أكثر جدية.
ومنذ أغسطس 2017، أسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في إقليم آراكان، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف الروهنجيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء نحو 826 ألفاً إلى الجارة بنجلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار مسلمي الروهنجيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الدينية الأكثر تعرضاً للاضطهاد في العالم”.