أكد الأمين المساعد لشؤون القطاعات في جمعية الرحمة العالمية فهد الشامري، أن جمعية الرحمة العالمية لها دور ريادي في مجال بناء وتنمية الإنسان، مشيراً إلى أن مشروعات الكسب الحلال أو المشروعات التنموية الصغيرة التي تقوم بها جمعية الرحمة العالمية متنوعة، وتخدم الكثير من الأسر المتعففة.
وأضاف الشامري أن مشروعات الكسب الحلال أو المشروعات التنموية الصغيرة التي تقوم بها جمعية الرحمة العالمية متنوعة وتخدم الكثير من الأسر المتعففة، وتعمل الجمعية من خلالها على توفير فرص عمل للأسر المتعففة، والمساهمة في القضاء على الفقر، وتوفير حياة كريمة.
نريد نبذة عن مشروع “حياة كريمة”؟
– “حياة كريمة” مشروعات تنموية صغيرة تهدف إلى فتح باب رزق للأسر المتعففة، ويغنيها عن السؤال، ويحولها من الاحتياج إلى الإنتاج، ومن حالة القعود والتواكل إلى المنح والعطاء، فتحيي مجتمعات بكاملها؛ وتحوِّلها إلى مجتمعات عاملة منتجة، خالية من ذوي الحاجة، ونسعى من خلال تلك المشروعات إلى تحقيق الأهداف التنموية للأمم المتحدة في مكافحة الفقر، والحد من الجوع، حيث يعيش عُشر سكان العالم (700 مليون) في فقر مدقع على أقل من دولارين يومياً.
من أين تنبع أهمية المشروع؟
– تنبع أهمية المشروع من خلق إسلامي يؤكد ضرورة السعي للرزق للكسب الحلال، حين قال عبدالرحمن بن عوف لسعد بن الربيع حين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما: “دلني على السوق”، كما يهدف المشروع أيضاً إلى المساهمة في تحقيق الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، والمتمثل القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، وتوفير مصدر دخل، وخلق فرص عمل للأسر المنتجة والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية لتلك الأسر، والمساهمة في انتشار السلم واستقرار الوضع الأمني بالمجتمع، ودعم الجهود المبذولة في تنمية البلد للحد من النزوح والهجرة بحثاً عن مصادر دخل وفرص العمل.
أين ستقوم الجمعية بتنفيذ هذا المشروع؟
– سيتم تنفيذ المشروع في الدول الأكثر حاجة بجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك بحسب إحصاءات منظمة العمل الدولية، وهي السودان وتنزانيا والنيجر وكمبوديا والبوسنة وفلسطين واليمن.
ما النتائج المتوقعة من هذا المشروع؟
– رفع قدرة أسر الأيتام والأسر الفقيرة على مواجهة الفقر، وتحقيق دخل مستمر للمستفيدين وتوفير فرص عمل للأسر.
من أين تنطلق الرحمة العالمية في هذه المشروعات؟
– حين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن ربيع، فقال سعد لعبدالرحمن: “أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالاً، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها”، فقال عبدالرحمن: “بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق”، وهو شعار باقٍ، يحضُّ على السعي والعمل، ويجعله سبيلاً للتحوُّل من الاحتياج إلى الإنتاج، وتسعى هذه الوقفية لتحويل المحتاج من حالة القعود والتواكل، إلى المنح والعطاء، فتحيي مجتمعات بكاملها؛ وتحوِّلها إلى مجتمعات عاملة منتجة، خالية من ذوي الحاجة.
ما الذي دعا الجمعية إلى الاتجاه إلى المشروعات التنموية الصغيرة؟
– منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة أعلنت أن عدد العاطلين عن العمل في العالم عام 2018 نحو 172 مليون شخص، أي ما نسبته 5%، كما هناك من بين 1.3 مليار شخص ممن تم تصنيفهم كفقراء، هناك حوالي 663 مليوناً من أطفال دون سن 18 عاماً، وحوالي الثلث منهم، أي حوالي 428 مليون هم أطفال دون سن العاشرة.
الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال، أي حوالي 85%، يعيشون في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتنقسم أعدادهم بالتساوي تقريباً بين هاتين المنطقتين، حيث يعتبر 90% أو أكثر من الأطفال دون سن العاشرة ممن يتعرضون لنوع “الفقر متعدد الأبعاد” الذي يصفه المؤشر.
ما إنجازات الجمعية في هذا الجانب؟
– الرحمة العالمية استطاعت أن تساهم في توفير حياة كريمة لـ83500 فرد من خلال مشروعات متنوعة؛ ما بين ماكينة خياطة وقارب صيد وعربة طعام وجرار زراعي، ومنيحة غنم، ومنيحة بقر أو دراجة نارية أو كشك صغير أو بسطة خضار أو غيرها من المشروعات التي تنفذها بعد دراسة وافية للمكان الذي تتم فيه توزيع تلك المشروعات؛ بهدف تمكين العائل للأسرة من مورد دائم يوفر له دخلاً ثابتاً.
ماذا عن وقفية الكويت للكسب الحلال؟
– أطلقت الرحمة العالمية وقفية للكسب الحلال التي خصصتها لجنة سنابل الخير وذلك لتحقيق غايتين؛ الأولى التعبير الإيجابي عن حب الكويت والشكر على نعم الله بدعم الأعمال الخيرية الوقفية التي تكون باسم دولة الكويت الحبيبة، وهو ما يحقق الغاية الثانية المتمثلة في دعم الجهود التنموية في بلاد المسلمين التي تعاني من مشكلات اجتماعية كالبطالة وضعف الدخل والفقر، فالكويت عرفت بحبها للخير، وأصبحت درة ومنارة بشهادات دولية، آخرها تكريم الكويت ممثلة في سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كقائد إنساني من قبل الأمم المتحدة، وانطلاقاً من هذه المكانة فقد تم تأسيس وقفية الكويت للكسب الحلال لتكون هدية أهل الخير للمحتاجين والمستحقين بإعفافهم.
ما أهداف ومحاور تلك الوقفية؟
– من أهداف ومحاور تلك الوقفية حسن استثمار أموال الوقفية بحيث يحقق ريعاً سنوياً جيداً يمكن للوقفية القيام بدورها في تحويل الفقراء القادرين على العمل لاكتساب صنعة أو تجارة أو خدمة يحصل منها على قوته، ويهيئ من خلالها فرص عمل له وللآخرين، بعد دراسة جدوى للمشروع، وتحديد أسلوب سداد الأقساط، بجانب إيجاد مشاريع صناعية أو عقارية أو خدمية مركبة لاستثمار أموال الوقفية وتنميتها من جانب، وخلق فرص عمل للفقراء من جانب آخر، واستجلاب رؤوس أموال استثمارية لتلك المشاريع، ومن جانب ثالث بهدف توفير فرص الكسب الحلال من خلال العمل والإنتاج؛ الأمر الذي يغني الفقراء عن العوز والسؤال ويوفر لهم العيش الكريم.
هل هناك قصص واقعية يمكن الاستفادة منها؟
– “أسماء” قصة كفاح وعفة، تقول أسماء: «تحملنا مشقات كثيرة في حياتنا، فلدي أربعة أولاد، وكان زوجي لا يعمل، ولم نكن نجد قوت يومنا، إلى أن سمعت أن الرحمة العالمية فتحت مركزاً لتعليم الخياطة للمتدربات، فالتحقت بالمركز وكانت مدة الدورة ستة أشهر، وحصلت بعدها على ماكينة خياطة ومستلزماتها وشهادة من المركز بإجادة هذه المهنة، ثم بدأت بالعمل في بيتي بهذه المستلزمات، وبالتدرج بدأت أكسب في كل شهر أربعة آلاف تاكا (16 ديناراً كويتياً)، واستطعت توفير مبلغ لشراء ركشة (عربة صغيرة) لزوجي لكي يعمل بها؛ لأنه كان عاطلاً عن العمل، والآن أصبحت أنا وزوجي نكسب شهرياً ما يكفينا للعيش حياة كريمة وتحسنت أحوالنا.. أشكر مؤسسة الرحمة العالمية والمتبرعين، وأدعو لهم بالخير والعافية لأنهم كانوا سبباً في تحسن أحوالنا».
بهذه الكلمات القليلة عبرت أسماء عن قصتها التي عاشتها قبل وبعد أن استطاعت أن تؤهل نفسها وأهلها من خلال الدورة التدريبية التي حصلت عليها في مجمع الرحمة العالمية وتوفير ماكينة خياطة لها عبر المحسنين من أخل الخير.
«أسماء» قصة كفاح، حرصت على الالتحاق بمراكز الخياطة في الرحمة العالمية لتعلم مهنة تعف بها أهلها، وسعت الرحمة العالمية بتبرع كريم إلى توفير ماكينة خياطة لها، هكذا الرحمة العالمية تقوم على تنمية الأسر عبر توفير مشروعات الكسب الحلال لهم، وتنطلق الرحمة العالمية في هذا الأمر من خلال تمكين عائل الأسرة من مورد يوفر له دخلاً ثابتاً.
وهناك قصة أخرى وهي قصة أحد الطلاب في أحد الأسر كان دوماً يبحث عن عمل، ويسعى إلى الحصول على أي عمل بأي عائد مادي، بعد وفاة والده، ولما واجهته مصاعب الحياة، بدأ يعمل هنا وهناك مقابل قوت يومه، وبدأ التفكير في تعلم مهنة أو حرفة يستطيع أن يعيش حياه كريمة مع والدته وإخوته، فالتحق بالمعهد الفني الصناعي التابع لمجمع الرحمة العالمية في سريلانكا، والتحق بقسم الكهرباء، وبدأ التدريب في المعهد على تركيب كاميرات المراقبة، وبعد أن انتهى من الدراسة قام بافتتاح محل صغير في قريته لبيع كاميرات المراقبة وتركيبها، وبعد مرور عامين أصبح الآن لديه شركة يعمل بها 15 عاملاً.