لاقى قرار محكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين حالة من التفاؤل المشوب بالحذر من عائلات فلسطينية في قطاع غزة، كانت إحدى ضحايا الجرائم الصهيونية أثناء جولات التصعيد التي تشنها “إسرائيل” على القطاع.
وأعلنت رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، مساء الجمعة الموافق 20 ديسمبر 2019، عزمها فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية.
وقالت بنسودا: إن المحكمة ستفتح تحقيقاً كاملاً في الأراضي الفلسطينية، وتركز على “مزاعم” ارتكاب جرائم حرب في تلك المناطق.
وأبدى المواطن حمدان السواركة (أبو ملحوس)، عم العائلة التي استشهد معظم أفرادها، أمله في قرار الجنائية الدولية بمحاسبة قادة الاحتلال مرتكبي الجريمة بحق عائلته.
وقال السواركة: نحن مستمرون وماضون مع قرار المحكمة، ولدينا كل الشهادات التي تثبت ارتكاب الاحتلال جريمتهم بحق عائلتنا، مطالباً المجتمع الدولي وكل أحرار العالم بالضغط على الاحتلال لاستعادة حقوق العائلة وتعويضها.
ويُكمل ممثل العائلة ذاتها مصطفى السواركة أن “إسرائيل” اعتادت عدم الالتزام بأي قرار صادر من محكمة الجنايات الدولية، نتيجة للدعم الأمريكي و”الفيتو” الذي تستخدمه في المحاكم الدولية.
ولم يبدِ السواركة تفاؤله من قرار “الجنائية الدولية” سيمّا أن “إسرائيل” دولة محتلة وتستخدم نفوذها وداعميها في العالم، مضيفاً: حتى لو صدر قرار بإدانة الجريمة، نشك في تنفيذ القرار والتزام “إسرائيل” به.
وكان الاحتلال الصهيوني قد قصف منزل عائلة السواركة في نوفمبر عام 2019، ما أدى إلى ارتقاء تسعة من أفرادها غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 11 آخرين، بينهم 3 حالات خطيرة، لا تزال تتلقى العلاج في مستشفيات قطاع غزة.
وتابع السواركة: جريمة الاحتلال غير مبررة، ونساؤنا وأطفالها استشهدوا في ظل صمت دولي، إضافة إلى تباطؤ من جميع المؤسسات العربية والدولية في الضغط على الاحتلال ومحاسبة قادته.
وناشد كل الضمائر الحية في العالم بضرورة تحقيق العدالة للعائلة، وتوصيل رسالة بأن “إسرائيل” ارتكبت جريمة بحق عائلة بريئة، إضافة إلى تعويض الخسائر التي لحقت بهم “رغم أن الأرواح لا تعوّض” وفق قوله.
ملاحقة المجرمين
لم تختلف الحال كثيراً لدى عائلة بكر التي كان لها نصيب من جرائم الاحتلال حينما ارتقى أربعة من أطفالها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في 16 يوليو 2014، أثناء اللعب على شاطئ بحر غزة.
يقول عاهد بكر، والد الشهيد زكريا: منذ اللحظات الأولى لاستشهاد أطفالنا كنا نطالب بالعدالة الدولية، لكن حتى الآن لم نتلقَ أي ردود.
وأعرب عن أمله أن تنصفهم الجنائية الدولية في قضيتهم، وتُعيد لهم حقهم في محاسبة مرتكبي الجريمة من قادة الاحتلال.
وطالب الشعوب العربية ومنظمات حقوق الإنسان وكل أحرار العالم بالوقوف إلى جانب عائلته، وإنصافهم والخروج بمسيرات داعمه لهم ومنددة بجريمة الاحتلال.
وارتكب الاحتلال مجزرةً بحق عائلة بكر بعد أن استهدفت أطفالهم بقذيفة من بارجة حربية خلال عدوانها على قطاع غزة صيف عام 2014، وقتلت حينها 4 من أطفالها وأصابت 4 آخرين، أثناء لهوهم على شاطئ بحر مدينة غزة.
ولاقى قرار الجنائية الدولية ترحيباً فلسطينياً، حيث اعتبره مسؤولون وحقوقيون “خطوة مهمة” يجب البناء عليها، لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم في الأراضي الفلسطينية.
في المقابل، حظي الإعلان برفض صهيوني، حيث وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذلك اليوم بـ”الجمعة السوداء”.
تجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية طلبت منذ 5 سنوات إطلاق تحقيق رسمي في جرائم حرب يرتكبها مسؤولون إسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.