استنكرت جماعة الإخوان المسلمين قرار حكومة سيريلانكا حرق جثث موتى المسلمين المصابين بكورونا، وناشدت الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان المدنية والحقوقية بذل كل جهد لمنع هذا الإجراء المُجحف.
وقالت الجماعة في بيان لها، على لسان المتحدث الإعلامي باسمها الدكتور طلعت فهمي، نشر، اليوم السبت، على موقعه على الفيسبوك: “بينما ينشغل العالم بالبحث عن علاج مشترك لوباء كورونا، وتنطلق نداءات أممية متتالية بضرورة التعاون بين كافة الدول لتحجيم أخطار هذا الوباء، تنقل بعض وكالات الأنباء خبر قيام السلطات السيريلانكية بحرق جثث المسلمين المتوفين بسبب هذا الفيروس، ضمن من تحرقهم من أصحاب العقائد الأخرى، ظنا منها أن ذلك عمل ناجع للقضاء على الجائحة”.
ورفضت الجماعة هذا السلوك المستغرب –على حد وصفها- الذي لا يُراعي الخصوصيات الدينية ولا يحترم القيم الإنسانية، وليس له أي مبرر طبي أو علمي، مطالبة حكومة سيريلانكا بوقف هذا الإجراء فوراً إعمالاَ للمواثيق الدولية التي تكفل الحقوق الدينية للمواطنين، والتي من بينها بالنسبة للمسلم حقه في أن يُدفن بطريقة شرعية، خاصة أن الدستور السيريلانكي ينص على حرية الاعتقاد.
وأكدت الجماعة في بيانها أن الدفن وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية يُلبي شروط الصحة والسلامة والمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية، وليس فيه أدنى ضرر، وهو ما جعل دول العالم الأخرى، التي تتعرض لوباء كورونا، تسمح بدفن جثث المسلمين وفقاً للشريعة الإسلامية.
وطالبت الجماعة الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإثناء السلطات السريلانكية عن المضي قدما في ذلك، معتبرة إياه أنه يرقى إلى مستوى الجريمة غير المبررة شرعا ولا قانونا.
كما ناشدت كافة الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان المدنية والحقوقية بذل كل جهد لمنع هذا الإجراء المُجحف، قطعاً للطريق على إرساء سابقة يمكن أن تفتح المجال لمزيد من الانتهاكات لحقوق المسلمين في الممات فضلاً عنها في الحياة.
وكانت الحكومة السريلانكية قد أصرت على حرق جثث موتى المسلمين بسبب فيروس كورونا، حيث حرقت جثتين من ضحايا المسلمين هذا الأسبوع، رغم أن دفن الجثث وفقا لتعاليم الإسلام يلبي الشروط والمعايير العلمية والطبية التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وأوردت صحيفة “ديلي فايننشال تايمز” السريلانكية أن الحكومة أكدت إصرارها على حرق جثث المسلمين بغض النظر عن مطالبات القادة المسلمين الدينيين والسياسيين بالسماح بدفن موتاهم وفقا للشريعة الإسلامية وبناء على قانون حرية المعتقد الذي تضمنه الدستور السريلانكي.
وبلغ إجمالي الوفيات بسبب كورونا في سريلانكا 4 حالات، بينها مسلمان، والإصابات 151 حالة.
ويجري تطبيق حظر تجول في البلاد منذ 20 مارس الماضي، ضمن إطار التدابير الوقائية للحد من تفشي كورونا.