اضطر عدد من الطلبة الفلسطينيين في غزة لمناقشة أبحاث تخرجهم لنيل درجة “البكالوريوس”، داخل منازلهم، عبر نظام التعليم عن بعد، في ظروفٍ استثنائية فرضتها جائحة كورونا.
وأعلنت الحكومية الفلسطينية، منذ نحو شهر، إغلاق المؤسسات التعليمية لأجل غير مُسمى، ضمن خطة الطوارئ التي أعلنها الرئيس محمود عباس، قبل أن يمددها لاحقا شهرًا إضافيًا، لمواجهة الفيروس.
الطالبتان لينا أبو هلال (23عامًا)، وزميلتها إيمان الغريب، من حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، من الطالبات اللاتي ناقشن أبحاثهن، الأربعاء، من المنزل، تحت إشراف مدرسيهم في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بـ”جامعة القدس المفتوحة” (حكومية).
وارتدت “لينا”، كمامة واقية على وجهها، فيما وفر شقيقها ياسر عددا من الكمامات لبقية أفراد أسرته، وصديقات شقيقته اللواتي حضرن لمشاركتها فرحة مناقشة البحث والإعلان عن تخرجها.
كما ارتدت الطالبة ملابس التخرج، وقامت عائلتها بتزيين المنزل وشراء الحلوى، بينما جلبت صديقاتها هدايا قدمنها لها في نهاية المناقشة التي امتدّت لنحو نصف ساعة عبر الإنترنت “أون لاين”، باستخدام تطبيق “فيسبوك”.
ووفرت أسرة “لينا”، إنترنت بسرعة عالية كي لا تنقطع عن المناقشة، ومكانا هادئا، وتيارا كهربائيا من أحد المولدات نظرًا لانقطاع التيار لثماني ساعات يوميًا عن الحي الذي تقطنه، بالإضافة إلى لافتة ورقية تحمل عنوان بحثها “دور الأرشفة الإلكترونية في تحسين الأداء الإداري في مستشفى غزة الأوروبي”، وأسماء الطالبتين والدكتور المشرف عليهما، وضعت خلف مقعد جلوسها.
وعبر شاشة حاسوبها الشخصي، ظهرت صورتها مع زميلتها “إيمان”، ومدرسها المشرف الدكتور سامي أبو طه، والمناقشين الآخرين في الجامعة الدكتورين محمد العكر ورشاد حماد، وألقى المشرف كلمةً ترحيبية، ثم ترك الطالبتان تتحدثان، وتجيبان بعدها عن أسئلة المشرفين.
وتصف “لينا”، أجواء المناقشة “بالسلسة والجيدة”، كونها تجربة جديدة.
المناقشة إلكترونيا
وقالت للأناضول: “مناقشتي كانت من المفترض أن تجري قبل أسبوع، بحضوري في الجامعة ومن حولي زملائي ومدرسي وأسرتي وصديقاتي، وكُنت أخطط للاحتفاء هناك، لكن بسبب الظروف واستمرار إغلاق الجامعة، قرر المدرس المشرف المناقشة إلكترونيًا من المنزل عن بُعد”.
وتشير إلى أن مدّة المناقشة كانت أقصر، رغم أنها عن بُعد، للحفاظ على الصحة العامة أيضًا لدى الجميع، مشيرةً إلى أنها ارتدت الكمامة ووزعتها على أفراد أسرتها، وأحضرت مُعقم للأيادي، حفاظًا على سلامة وصحة من هم حولها وقت المناقشة.
ولفتت إلى أنها اختصرت أشياء كُلفت فيها بالبحث، لعدم تمكنها من الذهاب للمكتبات الجامعية والعامة، كما ألغت الاستبيانات التي من المفترض أن تقوم بتوزيعها على الطلبة الجامعيين للإجابة عليها، خشية المخالطة، وللحفاظ على صحتها، فيما التمس الدكتور المشرف لها العذر.
وعمت منزل الطالبة “لينا” الفرحة بعد انتهاء المناقشة، وقام ذووها بالتقاط الصور معها وهي تحمل “هاشتاقا” ورقيا في يدها “لينا خريجة في زمن كورونا”، لافتةً إلى أنها سعيدة، لكن فرحتها منقوصة لعدم وجود زملائها من حولها ومدرسيها، بسبب كورونا.
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل 3 إصابات بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 291.