كشف مصدر فلسطيني من داخل سجون الاحتلال عن عدد من الإجراءات قامت بها سلطات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، مما زاد من التكهنات حول فرص إتمام صفقة تبادل بين سلطات الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تأسر عدداً من الجنود في قطاع غزة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: إن مصلحة السجون جمعت معلومات عن أعداد الأسرى الإداريين الذين أمضوا في السجن أكثر من عام والمرضى والمسنين.
وأوضح المصدر أن ممثلي الأسرى داخل السجون هم من تولوا جمع الأسماء من الأقسام، مرجحاً أن تكون تلك الإجراءات جزءاً من استعداد الاحتلال لصفقة تبادل محتملة.
وكانت حركة “حماس” أعلنت قبل شهر على لسان رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار جاهزيتها لتقديم تنازل جزئي في قضية الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية، مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسرى من كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا.
ووفق أحدث معطيات نادي الأسير الفلسطيني، يقبع في سجون الاحتلال قرابة 5 آلاف أسير؛ بينهم 41 أسيرة، و180 طفلاً وقاصراً، و430 معتقلاً إدارياً، وقرابة 700 مريض؛ منهم 300 مصابون بحالات مرضية مزمنة وبحاجة لعلاج مستمر، وعلى الأقل عشرة حالات مصابين بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة.
صفقة واحدة
وكشف الناطق الإعلامي باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر أن العرض “الإسرائيلي” المقدم حتى الآن يشمل الأطفال والأسرى المرضى والإداريين وحتى الآلاف من ذوي الأحكام الخفيفة، وهو ما ترفضه حركة “حماس”.
وأضاف الأشقر في حديثه لـ”الجزيرة نت” أن الاحتلال يرفض حتى الآن أي إفراج عن الأسرى المحكومين بالمؤبد وعددهم 541 أسيراً ممن يصفهم بـ”الملطخة أيديهم بالدماء”.
وصادق الكنيست أواخر عام 2018 على قانون يحظر الإفراج المبكر أو تقصير محكومية الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية، ممن فرض عليهم السجن المؤبد أو لفترة أكثر من 20 عاماً بعد إدانتهم بقتل “إسرائيليين” أو الضلوع في عمليات قتل.
وحسب الأشقر، فإن أي إفراج عن أسرى المؤبد، كما تطلب “حماس”، يتطلب تعديل هذا القانون أو إلغاءه.
وأشار الناطق الإعلامي إلى أن المعلومات المؤكدة الآن هي توقف جميع الوساطات بعد أن شهدت حراكاً استكشافياً بُعيد إعلان السنوار، معتبراً أن ما يتناقله الإعلام العبري عن قرب إتمام الصفقة لا أساس له.
وكثفت وسائل إعلام عبرية مؤخراً الحديث عن تقدم في اتجاه إبرام صفقة تبادل الأسرى، وأشارت إلى اتصالات ولقاءات مع عائلات الجنود الأسرى وأخرى لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو مع اللجنة الوزارية الخاصة بشؤون الأسرى والمفقودين “الإسرائيليين”، لبحث احتمال إبرام صفقة التبادل.
ويوجد لدى “حماس” 4 صهاينة؛ هم الجنديان شاؤول آرون، وهادار غولدن، اللذان أسرتهما الحركة في الحرب التي اندلعت صيف العام 2014، وبينما تقول دولة الاحتلال: إنهما قتلا، لا تعطي “حماس” أي معلومات عن وضعهما، إضافة إلى كل من أفيرا منغيستو، وهو جندي يقول الاحتلال: إنه دخل قطاع غزة بالخطأ، وهشام السيد الذي أعلنت مصادر عبرية أنه دخل غزة عمداً، في حين قالت “كتائب القسام”: إنه من الجنود “الإسرائيليين” الأسرى لديها.