أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أنّ القوات المسلحة تواصل تحمل مسؤولياتها وأداء مهامها شرقي البحر المتوسط، وأنها تؤيد الحوار في ذات الوقت.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أكار، الجمعة، خلال حفل تخريج الدورة الثانية من طلاب معهد القوات الحربية بجامعة الدفاع الوطنية، في إسطنبول.
وحضر الحفل كل من رئيس هيئة الأركان يشار غولر، وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية، إلى جانب وزير الدفاع الليبي صلاح الدين النمروش.
وشدد أكار على دعم القوات المسلحة لمبادرة البدء بمباحثات عسكرية، عقب محادثات الرئيس رجب طيب أردوغان مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.
وأشار إلى أنّ القوات المسلحة التركية تحارب الإرهاب من جهة، وتؤدي واجبها تجاه حماية حقوق ومصالح الدولة في بحري إيجة والمتوسط من جهة أخرى.
وأكد أنّ بلاده تلتزم بكافة الاتفاقيات الثنائية، وتؤيد الحوار، وليست مع الحرب، مشدداً على أنّ هذا الموقف يجب ألا يفسر على أنه ضعف بأي شكل من الأشكال، قائلاً: “نحترم الاتفاقيات والمعاهدات، وقرارات المحاكم”.
وأعرب أكار عن رغبته بأن ينعم الشعبين التركي واليوناني بعلاقات حسن الجوار في إطار القوانين الدولية.
وقال بهذا الخصوص: “هذا ما نريده، وما قمنا به في تعهداتنا عبر مئات السنين، إلا أنّ جيراننا اليوم لديهم مشكلة في استيعاب الأمر، يرون موقفنا هذا بأنه موقف الضعيف”.
وشدد أكار أنّ القوات المسلحة ستحمي حقوق ومصالح تركيا وفقًا للقوانين الدولية، مشيرًا إلى أنّ اليونان سلّحت 16 جزيرة (في بحر إيجة) في خطوة تعد انتهاكاً لاتفاقية لوزان.
وحول الوجود الفرنسي في شرق المتوسط، قال أكار: “لا توجد أي علاقة لفرنسا في المنطقة، ولا حدود لها، وليس لها أي تمثيل في الاتفاقيات المبرمة، وليس لها صلاحية لتمثيل الناتو أو الاتحاد الأوروبي”.
وتابع الوزير التركي: “جاءت (فرنسا) من مسافة آلاف الكيلومترات لتتحدث عن مبادئ ومزاعم في عدة قضايا”.
وأشار إلى أنّ فرنسا أحضرت عتادها العسكري إلى المنطقة وشاركت فيها في عدة مناورات.
وقال: “تفعل ذلك باسم (بذريعة) خفض التوتر، على العكس تماما، فهي تزيد من التوتر، وهم يعلمون أنّ ما يفعلونه خاطئ”.
وتابع: “إنّ التصريحات التي يدلون بها (الفرنسيون) واللغة والأسلوب والمواقف المستخدمة من قبلهم، ليست صائبة، ولا تخدم الحوار والسلام”.
وأضاف: “تعتقد فرنسا أنّ بإمكانها فعل ما يحلو لها، ليس في شرق المتوسط وحسب، بل تطلق التصريحات من العراق أيضاً”.
ونبه محذرًا: “هذه الأمور لا تخدم السلام والحوار، ولا تنسجم مع روح التحالف (الناتو)، بل هي تصرفات عاطفية، وللعلم فإنّ هذه الخطوات ليست لها أي نتيجة”.
ودعا وزير الدفاع إلى التأمل في السياسة ذات الوجهين لفرنسا وللرئيس إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى أن الأخير وصف في تصريحات سابقة حلف الناتو بأنه “ميت سريريا” ثم اختبأ وراء الحلف وخلف الاتحاد الأوروبي.
كما لفت إلى أن ماكرون يعتبر توجيه الإساءات لنبي الإسلام الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنها “حرية تعبير”، وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي لا يحتمل سؤالاً بريئاً من أحد الصحفيين.