يشعر الباكستانيون بالقلق من التوزيع غير العادل لقاح كورونا حول العالم، بالتزامن مع مواصلة العديد من الدول تنظيم حملات للتطعيم في إطار مكافحة فيروس كورونا.
ويتزامن تصاعد قلق الشارع الباكستاني مع عدم بدء أي حملات للتطعيم ضد وباء كورونا في البلاد رغم تجاوز عدد حالات الإصابة الـ545 ألفاً، فيما توفي أكثر من 11680 شخصاً بسبب الوباء.
بدورهم، أعلن مسؤولون حكوميون أن حملات التطعيم ضد كورونا سوف تبدأ اعتبارًا من يناير الماضي، إلا أن هذه التصريحات سرعان ما أثبتت عدم مصداقيتها بسبب عدم قدرة البلاد على توفير جرعات اللقاح اللازمة حتى الآن لبدء حملات التطعيم.
على “الصحة العالمية” بذل جهد إضافي
مطالبة منظمة الصحة العالمية بتوفير كميات من لقاح كورونا لباكستان
وقال حسن علي، الذي يعمل في مختبر لفحص العينات الخاصة بمرضى كورونا في العاصمة إسلام آباد، لمراسل “الأناضول”: إن منظمة الصحة العالمية لم تعمل على تنظيم التوزيع العادل للقاح حول العالم.
وأضاف علي أن باكستان لم تستطع حتى الآن شراء أي كمية من لقاح كورونا فيما تمكنت دول أخرى من فعل ذلك، مطالباً منظمة الصحة العالمية توفير كميات من لقاح كورونا لباكستان.
وبدوره، قال الممرض في أحد مشافي إسلام آباد، عثمان علي: إن دولاً مثل الولايات المتحدة، ذات الإصابات المرتفعة، بدأت تجري حملات محمومة للتطعيم ضد كورونا، ما انعكس على مؤشر تفشي الوباء سلباً في هذه البلدان.
وذكر عثمان علي أن بلاده لم تتلق حتى الآن كميات من لقاحات كورونا، مشددًا على ضرورة أن تبذل منظمة الصحة العالمية المزيد من الجهود لتوفير اللقاحات لباكستان.
وضع غير عادل وغير مريح
وأشار أمير ريشة، مدير إحدى الصيدليات في العاصمة إسلام آباد، إلى أن العديد من البلدان باستثناء باكستان وأفغانستان استطاعت الحصول على كميات من اللقاحات.
واتهم ريشة منظمة الصحة العالمية بتجاهل باكستان وعدم بذل الجهود اللازمة لتوفير كميات من اللقاح لهذا البلد، قائلاً: لقد تم إعطاء الأولوية في الحصول على اللقاح لدول أخرى، هذا وضع غير عادل، حيث تم توفير اللقاح لمعظم البلدان باستثناء باكستان وأفغانستان.
العديد من البلدان باستثناء باكستان وأفغانستان استطاعت الحصول على اللقاحات
فيما قال أمجد خان، أحد سكان إسلام آباد: إن حالات الإصابة بفيروس كورونا تتزايد عبر البلاد، في الوقت الذي يتم فيها توفير اللقاحات للولايات المتحدة و”إسرائيل” ودول أوروبية أخرى.
وتابع: يجب توفير لقاحات كورونا لباكستان أيضاً شأنها شأن الدول الأخرى، هذا من أبسط حقوق الإنسان، فالوباء يتزايد في بلادنا، وعلى منظمة الصحة العالمية توفير اللقاحات لدول مثل باكستان وأفغانستان من أجل تقليل حالات الإصابة والوفاة.
فيما انتقد طلحة عمر، أحد سكان العاصمة، عدم تمكن باكستان من الحصول على لقاح كورونا حتى اللحظة، في حين تسلمت الولايات المتحدة وبريطانيا كميات كبيرة من اللقاح.
وشدد عمر على ضرورة أن تتخذ “الصحة العالمية” إجراءات صارمة تضمن التوزيع العادل للقاحات كورونا حول العالم.
6 ملايين جرعة لقاح في طريقها للوصول
وفي 31 يناير الماضي، استلمت باكستان 500 ألف جرعة من لقاح كورونا الذي طورته شركة “سينوفارم”، وذلك بعد توقيع إسلام آباد اتفاقية مع الشركة الصينية لشراء 1.1 مليون جرعة من اللقاح، ومن المتوقع وصول الجرعات المتبقية خلال فبراير الجاري.
وقال أسد عمر، وزير التخطيط والتنمية في باكستان: إن بلاده سوف تستلم خلال العام الجاري 17 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” من بريطانيا.
وأضاف أن اللقاحات ستبدأ بالوصول إلى باكستان اعتبارًا من فبراير الجاري، وسيتم تسلم 6 ملايين جرعة أخرى من اللقاح بحلول مارس القادم.