يشهد اليمن موجة احتجاجات وإضرابات في عدة محافظات، تنديدا بارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي الناجم عن الهبوط الحاد للعملة المحلية.
ووصل سعر الدولار، السبت، نحو 1700 ريال يمني، فيما الريال السعودي يباع بـ 444 ريالا، وفق مصادر مصرفية للأناضول.
وبدأ التجار في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، السبت، إضرابا عن العمل احتجاجا على عجز السلطات الحكومية في وقف انهيار العملة.
وقال بيان صادر عن “تكتل تجار تعز” (كيان نقابي)، إن “الإضراب جاء بسبب تردي الوضع الاقتصادي للبلد وتدهور قيمة العملة الوطنية“.
وحذر البيان، من أن “استمرار انهيار العملة سيكون له تبعات على المواطن والوطن من سوء وضرر“.
وطالب السلطات الحكومية، “بإيجاد حلول عاجلة وتداركية للاقتصاد الوطني، ومنع تدهور العملة الوطنية واستعادة قيمتها“.
ودعا ناشطون، إلى الخروج في مظاهرات حاشدة يوم غد الأحد في مدينة تعز، احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي جراء انهيار العملة.
تعليق النشاط المصرفي
استمرار تدهور العملة دون حلول حكومية، أدى إلى تعليق النشاط المصرفي في عاصمة اليمن المؤقتة عدن.
وأعلنت جمعية الصرافين اليمنيين في عدن، أمس الجمعة، تعليق أعمال القطاع المصرفي لمدة يومين، احتجاجا على تدهور سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وناشدت الجمعية في بيان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي “اتخاذ قرارات عاجلة لوقف التدهور الحاد لسعر العملة المحلية“.
كما طالبت “الأشقاء في التحالف العربي بعمل ما يمليه الواجب وتستدعيه الأوضاع الإنسانية المتهالكة للخروج منها بما يعيد طبيعة الوضع الاقتصادي واستقرار العملة“.
جاء ذلك غداة مناشدة مماثلة للرئيس هادي من قبل الغرفة التجارية والصناعية في عدن“.
وقالت الغرفة في بيان، إن “الارتفاع المتسارع لأسعار صرف العملة الصعبة (الأجنبية) والانهيار الكبير للريال يؤديان إلى اضطراب خطير في التجارة والصناعة، ويعيقان استمراريتهما“.
وحذرت من أن” انهيار العملة سيؤدي في نهاية المطاف إلى شح المعروض السلعي الذي سيدفع البلد لحافة المجاعة“.
ارتفاع سعر الخبز
رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها معظم اليمنيين، عمقت أزمة الخبز مأساة السكان الذين لا يستطيعون توفير أدنى متطلبات الحياة.
ومساء الجمعة، أعلنت جمعية المخابز والأفران في عدن، رفع سعر الخبز بنسبة 50 في المئة جراء زيادة أسعار الدقيق.
وقالت الجمعية في بيان، إنها “قررت رفع سعر قرص الخبز (الرغيف) من 50 إلى 75 ريالا لكي يستمر في الاحتفاظ بجودته وقيمته الغذائية جراء ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الداخلة في صناعته“.
وأضاف البيان: “القرار جاء كي تستطيع المخابز والأفران الاستمرار وتفادي الخسائر والإفلاس والاستمرار في تأدية الخدمة المناسبة للمواطن تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار“.
وأدى هذا القرار إلى حالة سخط لدى السكان الذين خرج بعضهم إلى شوارع عدن للتظاهر احتجاجا على ارتفاع الأسعار، وسط احتجاجات مماثلة في محافظة لحج جنوبي البلاد، وفق إعلام محلي.
تعليق التعليم الجامعي
احتجاجا على أزمة الريال اليمني وضعف المرتبات، قررت جامعتا عدن وتعز الإضراب عن العمل اعتبارا من يوم غد الأحد.
وخاطبت نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز في بيان الجمعة، أعضاء هيئة التدريس قائلة: “ظلت نقابتكم إلى آخر لحظة تستبعد خيار الإضراب الشامل إلى أن فرض هذا الخيار نفسه في ظل ظروف أقل ما يمكن أن يطلق عليها بالمأساوية“.
وأعلن البيان “بدء الإضراب الشامل في جميع كليات جامعة تعز ومراكزها العلمية بدءا من صباح الأحد“.
وطالبت النقابة “بإعادة رواتب أعضاء هيئة التدريس إلى قيمتها أمام العملة الصعبة قبل عام 2015 وتسليمها بهذه العملة مع زيادة 50 بالمئة على المرتب الأساسي“.
وجامعة تعز التي أنشئت في أبريل 1993 تتكون من 8 كليات وعدد من المراكز العلمية، وتضم أكثر من 30 ألف طالب وطالبة.
والخميس، أعلن مجلس نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن (أحد أكبر جامعات اليمن) الإضراب الشامل عن العمل بدءا من الأحد القادم، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة.
ويرى مراقبون أن بقية جامعات اليمن الحكومية ستقرر الإضراب تباعا، قبل أن تلحق بها المدراس، نتيجة الغلاء وانهيار الوضع الإنساني الناجم عن تدهور العملة.
ارتفاع الأسعار بنسبة 90%
منذ بداية العام 2021، ارتفعت الأسعار في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة بنسبة 90%، وفق ما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الإثنين الماضي في حسابه على تويتر.
والخميس، قال البرنامج الأممي في بيان مقتضب إن “20 مليون يمني بحاجة حاليا إلى مساعدات إنسانية عاجلة”، محذرا من أن “عائلات اليمن تواجه حاليا مستويات غير مسبوقة من الجوع“.
وأضاف أنه “يحتاج إلى 1.98 مليار دولار في العام 2022 لإغاثة اليمنيين“.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وتقول الأمم المتحدة، إنه بنهاية العام 2021، ستكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألفا بشكل مباشر وغير مباشر.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.