دخل الفلسطينيون عام 2022م، وما زالت الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس المحتلة متواصلة ما بين هدم للمنازل والمنشآت السكنية والتجارية، إضافة لعمليات الاعتقال التي تنفذها بحق المقدسين وعمليات القتل الممنهجة التي تمارسها بحق الشباب والأطفال.
وبحسب تقارير فلسطينية رسمية، فإن الاعتداءات الصهيونية ارتفعت بنحو 5% عن العام 2020م، وسجلت 3451 اعتداءً في مدينة القدس، كان أعلاها في مايو 2021م تزامناً مع أحداث الشيخ جراح ومواجهات باب العامود.
وكشفت التقارير أن ارتفاع معدل عمليات تصدي المقاومة الفلسطينية لاعتداءات الاحتلال الصهيوني بلغت خلال العام 2021م نحو 734 عملية مسلحة وشعبية، كما سجلت استشهاد 13 مقدسياً منذ بداية العام، واعتقال 1956 ناشطاً.
وبين التقرير أن عمليات المقاومة في القدس أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة أكثر من 240 آخرين بجراح متفاوتة، مشيراً إلى أن العمليات التي تم تسجيلها على مدار العام 12 عملية إطلاق نار تجاه جنود ومستوطني الاحتلال الصهيوني، و17 عملية طعن، و5 عمليات دهس، و687 عملية باستخدام الأكواع والزجاجات الحارقة والحجارة.
وذكر التقرير أن 189 عملية تصدٍّ نفذها المقدسيون للاقتحامات الصهيونية منها 3 عمليات تصدٍّ مسلحة.
189 عملية تصدٍّ نفذها المقدسيون للاقتحامات الصهيونية منها 3 عمليات مسلحة
العام الأسوأ
من جانبه، قال القيادي في حركة المبادرة الوطنية محمد جرادة، في تصريح لـ”المجتمع”: إن عام 2021م كان الأسوأ على مدينة القدس على كافة الصُّعُد؛ سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاعتداءات والانتهاكات “الإسرائيلية”، متمثلة بالاقتحامات والاعتقالات والهدم والاستيطان ومحاولات تقسيم باحات المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً.
وأضاف جرادة لـ”المجتمع” أن آليات وجرافات البلدية التابعة للاحتلال الصهيوني نفذت مجازر بحق بيوت ومباني الفلسطينيين في القدس، وكانت بحراسة من قوات الجيش، مبيناً أن أكثر المنازل التي تعرضت للهدم كانت في وادي حمص.
ومع زيادة وتيرة الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس بالقتل والهدم زادت عمليات المقاومة دفاعاً عن مدينتهم وأرضهم ووطنهم، وتنوعت العمليات ما بين طعن ودهس وإطلاق نار، كل ذلك، بحسب جرادة، يأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة بحق الفلسطينيين.
وأكد أن المقاومة ستتواصل وستستمر ما بقي الاحتلال جاثماً على الأراضي الفلسطينية وعلى القدس، مشدداً على أن كل محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية أو تقسيم القدس والمسجد الأقصى ستفشل أمام صمود المقدسين خاصة والفلسطينيين عامة الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل وطنهم.
ودعا إلى أوسع مشاركة وتصعيد المقاومة في مدينة القدس لإفشال كافة مخططات الاحتلال “الإسرائيلي” بالسيطرة عليها وتفريغها من سكانها الأصليين، مناشداً كافة أحرار العالم دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في معركته مع الاحتلال، خاصة أن الشعب الفلسطيني آخر شعب يرزح تحت نير الاحتلال.
جرادة: كل محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية أو تقسيم القدس و”الأقصى” ستفشل أمام صمود المقدسيين
وأوضح جرادة أن عمليات المقاومة التي نفذها الفلسطينيون كان لها الأثر البالغ على التصدي للاحتلال الذي كان يرضخ ويتراجع في عملياته أمام مقاومة الفلسطينيين، مؤكداً أن عزيمة الشعب الفلسطيني لن تنكسر ولن تنهزم؛ لأنه صاحب الحق، وسيبقى يدافع عن وطنه حتى تحرير أرضه بالكامل.
وتوقع أن يشهد العام 2022م مزيداً من العمليات والمقاومة إذا استمر الاحتلال في اعتداءاته ومخططاته الرامية للسيطرة على مدينة القدس، مؤكداً أنه لن يفلح بذلك، وكما أفشل الشعب الفلسطيني “صفقة القرن” ومخطط الضم سيُفشل كافة المخططات الصهيونية الجديدة.
ودعا إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود الفلسطينية للدفاع عن أرضهم ووطنهم في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.