فيما بدا أن باريس وبرلين تتمسكان بفتح قناة حوار مع روسيا، اتخذت الأخيرة ومجموعة الدول الصناعية السبع قرارات تصعيدية جديدة بشأن الغاز الروسي؛ ما يلقي مجددًا بسحب ضبابية على مستقبل أزمة الطاقة العالمية المتزايدة منذ 6 أشهر.
وأعلنت شركة “غازبروم” الروسية إغلاق خط “نورد ستريم 1” الذي ينقل الغاز من روسيا إلى أوروبا لأجل غير مسمى، ردًّا على اتفاق مجموعة السبع على وضع سقف لثمن الغاز الروسي.
وقد أكد خبراء أن التصعيد والتصعيد المتبادل بين الجانبين بملف الطاقة لم يحقق أهداف أي من الجانبين، وقد يطول، رغم تداعياته الاقتصادية على الجميع.
خسائر أوروبا
ويعدد البزركان خسائر أوروبا قائلاً: إن الخسائر تتمثل في تضاعف أسعار الغاز أكثر من 4 أضعاف، وارتفاع التضخم لدرجة غير مسبوقة منذ 30 عامًا، وهو ما يهدد بركود يصعب مواجهته حاليًّا كما كان الغاز الروسي يصل إلى ألمانيا بكلفة 6 دولارات لمليون وحدة حرارية، واليوم وصلت التكلفة لأكثر من 56 دولارًا.
هل تقدم أوروبا تنازلات؟
لا يرى اللواء الركن المتقاعد عماد علو، مدير مركز الاعتماد للدراسات الأمنية والإستراتيجية، ما يشير إلى تراجع الأوروبيين رغم ارتفاع أسعار الكهرباء لأكثر من 400%.
ويعدد العلي، أسباب عدم تنازل أوروبا بما يلي:
– أوروبا مقتنعة بأن العقوبات تردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، مستقبلًا.
– أوروبا لم تخرج عن السرب الأمريكي منذ عام 1945، وواشنطن تدفع باتجاه التصعيد؛ لذا ستواصل أوروبا موقفها.
التفاوض مع روسيا
رغم الاصطفاف الأوروبي ضد روسيا، فإن فرنسا وألمانيا لا تكفان عن السعي لمخرج دبلوماسي؛ فالعقوبات لم تردع بوتن بعد.
– ففي 19 أغسطس، هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بوتن حول محطة زابوريجيا النووية وتصدير الحبوب.
– في 1 سبتمبر، شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على المفاوضات مع بوتن.
– 2 سبتمبر، أكد ماكرون مجددًا أهمية التواصل مع بوتن وعودة المفاوضات.