قالت صحيفة “ لوفيغارو” الفرنسية، إن الانقلاب العسكري الذي شهدته بوركينا فاسو يقوض الوجود العسكري الفرنسي في الساحل، ويُحرج جنود عملية بَرْخان العسكرية الفرنسية ؛ مشيرة إلى أن انتشار شائعات طوال عطلة نهاية الأسبوع حول دور فرنسا في بوركينا فاسو، ونفي باريس أي تورط لها وخاصة حماية بول هنري داميبا في قاعدة Kamboinsin العسكرية الفرنسية في واغادوغو.
غير أن هذه التوضيحات لا تبدد الغموض، في وقت تفتح فيه الاضطرابات السياسية في بوركينا فاسو تفتح صفحة جديدة من عدم الاستقرار، بينما تنخرط عملية برخان في منطقة الساحل في إعادة تنظيم معقّدة بعد انسحابها الكامل من مالي في شهر أغسطس/ آب الماضي.
وتابعت “لوفيغارو” التوضيح أن بوركينا فاسو تحتل مكانةً مركزيةً غير معروفة ضمن ترتيبات برخان؛ موضحة أنه في حين أن القواعد الرئيسية للعملية الفرنسية لمحاربة الجماعات الجهادية تقع في العاصمة النيجرية نيامي، فإن معسكر Kamboinsin، ضمن قوة Sabre، التي تضم حوالي 400 جندي من القوات الخاصة، تلعب دورا حاسما في القتال ضد الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل، وهي المسؤولة عن العديد من العمليات الأكثر خطورة.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه تم إنشاء Sabre في واغادوغو منذ عام 2009، وقد سبقت عمليتي سَرْفال عام 2013، وبرخان في 2014، وتغير نظام في بوركينا فاسو يفتح باب الشكوك حول مستقبلها. فبينما تعمل فرنسا على تغيير شروط شراكاتها مع العديد من الدول، قال الكابتن تراوري، قائد الانقلاب الجديد، في مقابلة أمس الإثنين مع إذاعة فرنسا الدولية: “نريد أيضا مناقشة شروط الشراكة مع فرنسا. هناك أشياء يجب تحسينها، وربما هناك أشياء يجب التخلي عنها، ولكن كل ما يمكن تحسينه يجب القيام به”.
تأثير موسكو
وعبّر الانقلابيون يوم الأحد عن رغبتهم في التوجه “نحو شركاء آخرين” غير فرنسا، وإن كان الكابتن تراوري أظهر حذرا غداة ذلك في مقابلته مع RFI. لكن النفوذ المتزايد لموسكو، أو المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر يقلق باريس. على الرغم من بعض الإشارات الضعيفة الملحوظة في المظاهرات أو على الشبكات الاجتماعية، لم تراهن هيئة الأركان الفرنسية قبل أسابيع قليلة، على تقارب جنود بوركينا فاسو مع رعاة روس.
ومضت “لوفيغارو” إلى القول إنه في مالي، اقترب المجلس العسكري الحاكم من فاغنر لتأمين سلطته. بينما يتم في النيجر وتشاد استغلال المشاعر المعادية للفرنسيين من قبل المعارضة ويتم التلاعب بها إذا لزم الأمر من قبل شبكات النفوذ الموالية لروسيا. ويتزايد الاستياء بشكل أسرع من تمكن برخان من تغيير صورتها. ومع ذلك، فإن مشاركة فاغنر في أماكن أخرى من إفريقيا في الأشهر المقبلة، تظل مرهونة بسياق الحرب في أوكرانيا: لا يملك المرتزقة الوسائل لزيادة انتشارهم.
واعتبرت “لوفيغارو” أنه إذا تم إضعاف Sabre، فسيتعين على عملية برخان أن تتكيف بالكامل، حيث تحتل بوركينا فاسو موقعا جغرافيا مركزيا لا غنى عنه، في منتصف الطريق بين مسارح العمليات العسكرية في جميع أنحاء منطقة الساحل، والدول الساحلية لخليج غينيا، حيث تريد فرنسا توسيع شراكاتها.
ويمكن أيضا أن يمر جزء من القوافل اللوجستية المرتبطة بالوجود الفرنسي عبر بوركينا فاسو، حتى لو فضّلت قوة برخان طريق بنين منذ المظاهرات المناهضة لفرنسا في كايا العام الماضي. ولا يغفل الجيش عن مهمته الرئيسية: محاربة الجماعات الجهادية. في هذه الحالة، لطالما كانت بوركينا فاسو مصدر قلق لهيئة الأركان العامة الفرنسية.
وحذرت “لوفيغارو” من أنه إذا تم تقويض الشراكة بين واغادوغو وباريس، فإن زعزعة الاستقرار في المنطقة يمكن أن تزداد. وستجد عملية برخان صعوبة في تحريك “بيدق” sabre، لأن القوات الخاصة لديها معداتها الخاصة، والتي تتطلب لوجستيات كافية. ومع ذلك، فإن قاعدة نيامي وصلت بالفعل إلى نقطة التشبع.