في 14 ديسمبر/كانون أول 1987، تأسست حركة “حماس” على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وتزامنت انطلاقة الحركة مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة باسم “انتفاضة الحجارة”، في 9 ديسمبر/ كانون أول 1987.
نفوذ الحركة انتشر بشكل كبير، بعد المشاركة، التي وصفها مراقبون سياسيون بالفاعلة والقوية، في مواجهة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحملت حركة حماس السلاح، عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”.
الميثاق الأول
أصدرت حركة “حماس” ميثاقها الأول عام 1988، حيث عرّفت نفسها بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.
وقالت في الميثاق الأول أنها تعتبر أن “منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها”.
كما عرّفت نفسها أنها “حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده”.
وتحمل “حماس”، شعارا نصّت عليه الوثيقة وهو “الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها”.
ومن أبرز أهداف الحركة التي ذكرتها الوثيقة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض وإقامة دولة الإسلام.
وعن ذلك، جاء في نص الوثيقة:” الهدف منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان”.
واعتبر ميثاق “حماس” أرض فلسطين “أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها”، وأن تحرير فلسطين هو “فرض عين على كل مسلم حيثما كان”.
وفي هذا الميثاق، لم تفرّق حركة “حماس” بين اليهود والصهيونية، حيث اعتبرت أن معركتهم مع “اليهود” بشكل عام.
العمل العسكري
أسست حركة “حماس” جناحها العسكري المسلّح، عز الدين القسّام، عام 1992، حيث أعلن عن اسم الكتائب في أول بيان صدر في 1 يناير/ كانون ثاني من ذلك العام.
لكن بذور هذه الكتائب تشكّلت قبيل الإعلان عنها في عام 1986؛ قبيل الانطلاقة الرسمية لحركة “حماس”،
حيث نفّذت الحركة عمليات مختلفة تحت عناوين مختلفة منذ ذلك الوقت وحتى عام 1992 (عام تأسيس القسّام”.
الجناح العسكري لحماس، قبل تأسيس “القسّام” كان يعمل باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، بقيادة الشيخ صلاح شحادة.
وبحسب مراجع تاريخية، تمكّن “المجاهدون الفلسطينيون” من اختطاف وقتل الرقيب الإسرائيلي “آفي ساسبورتس” في 3 فبراير/ شباط 1989، والجندي إيلان سعدون في 3 مايو/ أيار عام 1989.
وفي المقابل، شنّت إسرائيل في مايو/أيار 1989 حملة ضد “المجاهدون الفلسطينيون” ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقا لتشكيل كتائب “عز الدين القسّام” عام 1992.
ولذلك قال مراقبون سياسيون، إن “تأسيس القسّام ساهم في تغيير معادلة الصراع مع إسرائيل”.
المشاركة السياسية
انخرطت حركة “حماس” في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عقدت عام 2006، وفازت الحركة آنذاك بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني.
هذا النجاح لاقى رفضا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، كما رفضت حركة فتح (الخصم السياسي لحماس) وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.
شهدت تلك الفترة اختلافات ومشاكل داخلية بين الطرفين حول الحكومة وشرعيتها، تطورت في وقت لاحق إلى اشتباكات مسلّحة، انتهت بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007.
وكانت تلك الأحداث بداية رسمية للانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي “فتح” و”حماس”، والذي لا زال مستمراً حتّى اليوم؛ في ظل جهود “متعثّرة” لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
واتفقت حركتا فتح وحماس، مؤخرا، على عقد الانتخابات الفلسطينية العامة، التشريعية على أن تتبعها انتخابات رئاسية، في مدة أقصاها 3 شهور.
وأرسلت حركة “حماس”، موافقة خطية بذلك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يصدر عقب هذه الموافقة، المرسوم الرئاسي من أجل البدء الفعلي بالتوافق على إجراء الانتخابات، فيما لم يصدر هذا المرسوم حتى اللحظة.
الوثيقة الجديدة
في مايو/ أيار 2017، أصدرت حركة “حماس” وثيقة سياسية جديدة، تسعى من خلالها إلى الحصول على القبول الإقليمي والدولي، وإبعاد سمة “الإرهاب” عنها، بحسب آراء مراقبين.
وفي هذه الوثيقة، وافقت حماس على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، دون الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل.
واحتوت الوثيقة على العديد من البنود التي تؤكد رفض الحركة للتطرف، وتؤكد على “الوسطية والاعتدال”.
كما عرفت حماس نفسها في الوثيقة على أنها حركة فلسطينية، دون الإشارة إلى ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
وذكرت “حماس” في وثيقتها، أن صراعها مع اليهود، ليس دينيا، وأنها لا تعاديهم، بل تقاوم من احتل الأرض الفلسطينية.
مركزية قضية القدس
وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم، أنّ الحركة ستُنظّم مهرجانًا جماهيريًّا مركزيًّا في مدينة غزة لإحياء ذكرى الانطلاقة الخامسة والثلاثين.
وقال قاسم، إنّ المهرجان سيشمل كلمة مركزية للحركة للتأكيد على مواقفها المختلفة، بالإضافة لمجموعة من الفقرات الجديدة.
وأوضح أنّ المهرجان سيؤكد على مركزية قضية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وخطورة الأوضاع التي يمر بها المسجد الأقصى.
وأشار قاسم إلى أنّ المهرجان سيؤكد دعم وإسناد انتفاضة أهلنا في الضفة الغربية الثائرة، والنضال المشروع لأهلنا في الداخل المحتل، وحقّ شعبنا في الشتات بالعودة إلى أرضه التي هُجّر منها.
الصواريخ التي تمتلكها حماس
بعد ان كانت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس تعتمد على أنبوب معدني يُملأ بوقود مصنّع من البوتاسيوم والأسمدة، وأربعة أجنحة اتزان، ورأس حربي يحتوي على أي نوع من المتفجرات، أصبحت قيادة الجبهة الداخلية تصدر تعليماتها للمستوطنين بالنزول إلى الملاجئ بناء على تهديدات حماس وبياناتها، حتى بات السؤال الذي يُطرح: ” في هذه الحالة، من حق الجمهور الإسرائيلي أن يسأل نفسه ممن يتلقى التعليمات: من حماس أم قيادة الجبهة الداخلية؟ هذا الكابوس يجب ان يتوقف؟” على حد تعبير أحد المعلقين الإسرائيليين، فما هي الصواريخ التي بحوزة حماس؟
– صاروخ R160: فلسطيني الصنع، يصل مداه إلى 160 كلم، وقد سُمي بذلك تقديراً لقائد الحركة الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتالته “إسرائيل” عام 2004، وقد استخدم في ضرب حيفا.
– صاروخ M302: وهو صاروخ سوري الصنع، يبلغ مداه من 90إلى 150 كلم،
وقد وصل إلى أهداف بعيدة في مدينة الخضيرة، التي تقع بين حيفا وتل أبيب، وهو ابعد هدف يطاله صاروخ فلسطيني.
-صاروخ A120: يبلغ مداه 120 كلم، تيمنًا بالشهيد رائد العطار، أعلن عنه في 7/7/2015، وأدخل في الخدمة الفعلية في المواجهات التي تشهدها فلسطين هذه الفترة حيث استهدف مدينة القدس في خطوة تحذيرية لكيان الاحتلال.
-صاروخ SH85، أعلن عنه في 7/7/2015، ودخل في الخدمة الفعلية في المواجهات التي تشهدها فلسطين هذه الفترة، حيث استهدف مطار بن غوريون، يبلغ مداه 85 كلم، وسمي كذلك تيمنًا بالشهيد محمد أبو شمالة.
-صاروخJ80: من صنع محلي فلسطيني، يبلغ مداه 80 كلم، وأطلق عليه هذا الاسم تيمناً بالقائد الشهيد أحمد الجعبري الذي اغتالته “إسرائيل” عام 2012، وقد استهدف تل أبيب والخضيرة أكثر من مرة.
-صاروخ M75: سمي كذلك تيمنًا بالشهيد إبراهيم المقادمة، يبلغ مداه 75 كلم، وتم الإعلان عنه في 14/11/2013، ويعرف بصاروخ اللغز.
– صاروخ براق 70: فلسطيني الصنع، يصل مداه إلى 70 كلم، به تمكّنت الحركة من استهداف مطار بن غوريون لأول مرة.
– صاروخ فجر 5: إيراني الصنع وسمي بصاروخ المفاجأة، لان كيان الاحتلال لم يكن يتوقع امتلاك حماس لهذا النوع من الصواريخ، يحمل رأسًا متفجرا يزن 90 كلغ، ويتراوح مداه بين 68 و75 كلم، يصل إلى ضواحي القدس وتل أبيب.
-صاروخ s55: يبلغ مداه 55 كلم، وتم الإعلان عنه في 10/7/2014.
– صاروخ 107: وهو فلسطيني الصنع، مداه 40 كلم، ويطال بلدات بئر السبع التي باتت أسيرة هذا النوع من الصواريخ.
– غراد: روسي الصنع، تستخدمه الفصائل بكثرة، بعد التعديلات التي أدخلت عليه، ووصل مداه بعد مراحل تطويرية متعددة إلى أكثر من 20 كلم، ورغم حجم عياره الصغير إلا انه يقلق هذا الصاروخ بلدات عسقلان وسديروت.
– ناصر 5: فلسطيني الصنع وهو من الجيل الجديد، من سلسلة صواريخ ناصر.
– الهاون: وهي بريطانية الصنع، تعد من أقدم القذائف الصاروخية في غزة، ويصل مداها إلى 10 كلم، وتعد المناطق على تخوم قطاع غزة أهدافا لها.
-بندقية الغول: تيمنًا بالشهيد عدنان الغول، يبلغ مداها الفعال 2 كلم، وأعلن عنها في 4/8/2014