دانت هيئة علماء فلسطين الزيارة التطبيعيّة لوزير الخارجيّة الصّهيونيّ للعاصمة السودانيّة الخرطوم ولقاءه عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، والعودة متبجّحًا أنّه جاء من عاصمة اللّاءات الثّلاث بثلاثة “نعم” بدلًا منها.
وقالت الهيئة في بيان صحفي اليوم السبت: إن “التطبيع مع العدو الصّهيونيّ بأيّ نوعٍ من أنواع وأشكال التطبيع جريمةٌ لا يفعلها إلّا من اختار موالاة أعداء الله تعالى وأعداء دينه ومظاهرتهم على أبناء أمته ومناصرتهم ضد شعبنا الفلسطينيّ المظلوم المرابط”.
وشددت على أنّ كلّ من مارس التطبيع مع هذا الكيان الغاصب أيًّا كانت صفته وموقعه فهو مندرج تحت قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.
وقالت الهيئة مشيرة للمطبعين: ” يحسبون أنّ العلاقة مع هذا الكيان الغاصب ستمنحهم الشرعيّة السياسيّة أو تثبّتهم في كراسيهم، فيسارعون إلى التطبيع وهم يظنون أنّهم بذلك يحمون أنفسهم وينالون رضا أمريكا والعالم الغربيّ، فعندما تحين ساعة الحقيقة وتقول الشعوب والأمة كلمتها سيكتشفون أوهامهم حين لا ينفعهم الندم”.
وحيت الهيئة الشّعب السوداني الشقيق الذي عبّر بفعالياته المختلفة من العلماء والمؤسسات الأهليّة إدانته لهذه الزيارة المشؤومة، وقالت: “هذا يؤكّد أنّ التطبيع مع الكيان الصهيونيّ هشّ غريب عن شعوب أمتنا الأصيلة”.
ودعت الأشقاء في السودان إلى مزيد من الفعاليات والحراك الرافض لهذه الخطوات التطبيعيّة التي تتهدد السودان والأمة كلها.
وكان مجلس السيادة في السودان قد أعلن أول أمس الخميس أن رئيسه عبد الفتاح البرهان، التقى وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية.
وأعلن كوهين، بعد عودته، أن توقيع اتفاقية التطبيع مع السودان سيتم في واشنطن خلال أشهر قليلة من العام الجاري. وفي مؤتمر صحفي من مطار “بن جوريون”، أكد كوهين أنه “قام بزيارة دبلوماسية إلى الخرطوم الخميس، والتقى مع البرهان”.
وعقب الزيارة، ذكرت الخارجية السودانية في بيان، أن الطرفين “اتفقا على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات بين الجانبين”.
جدير بالذكر أن التطبيع بين الكيان الصهيوني والخرطوم، سيكون السودان السادس بعد مصر (1978) والأردن (1994)، والإمارات والبحرين والمغرب (2020). وهو تطبيع توقعه الحكومات وترفضه الشعوب رغم أنه حدث منذ عشرات السنوات مع بعض الحكومات العربية.