أمام الاختبارات تظهر المعادن وتنضج الأخلاق وتتمايز الخلائق فالقوي حقا هو الذي يضبط نفسه ويكبح جماحها ويتسامى في أخلاقه .. وفي هذه المواقف الثمانية تختبر الأخلاق:
- حال الخصومة
عند الخصومة تتمايز الأخلاق وتظهر المعادن فما يخفيه الناس يبدو على السطح مكرا وحيلة ودسائس إذا لزم الأمر أما النفوس المستقيمة فظاهرها كباطنها
- حال الغضب
عند استحكام الغضب يفقد الإنسان عقله فلا يدري ما يفعل ولذلك لم تقضي الشريعة بطلاق الغضبان إلا أنه من مكارم الأخلاق ألا يصل المسلم إلى هذه الحالة بداءة
- في الخلوات
عندما يخلو الإنسان بنفسه تسطو النفس على الجوارح وتسود وتطلب القيادة وعندها يبرز رادع الأخلاق ومراقبة الخالق فإما نفسا أبية وأما حيوانية متسافلة إلى الملذات والشهوات والرضوخ للنفس الخبيثة
- في ذروة الفرح أوالحزن
عندما يكون المرء في قمة فرحه أو في قمة حزنه تنتابه مشاعر مسكرة تخرجه عن اتزانه عندها يبرز ما هو مكنون دال الصدور وكأنما يفوق الرجل من تخدير
- في ذروة العسر أو اليسر
عند اليسار الدنيوي أو الإعسار يتقلب المؤمن في نعم الله إن كان خيرا شكر وإن كان شرا صبر ولكن مع غياب التدين يظن الرجل في حال الفرح أنه هو المنعم على نفسه لا ربه أو يظن المحزون أن الله أهانه ونبذه وقد نهانا الإسلام عن الحالين وهو مناف لخلق عظيم هو الامتنان والشكر لله فإنك إن ظننت في ربك كل هذا الشكوك كان منافيا للأدب
- حال الصحبة في السفر أو الإقامة
قالت العرب قديما أن الأخلاق تعرف في السفر فالشح والكرم والخوف والمكر وكذلك فإن هناك بعض الإخلاق التي تعرف بالصحبة حال الإقامة مثل احترام الآخرين وتعامله مع من حوله
- عند الغنى الشديد أو الفقر المدقع
لا شك أن هذين الحالتين من أبرز الحالات المعروفة أنها اختبار للأخلاق عند العامة وأن هذا الصورة النموذجية للمدح أو الذم على أخلاق صاحب المسألة
- في المنشط والمكره
لما كانت التكاليف هي الحمل الأثقل على الإنسان وهي الشق الذي تهابه النفس وتعافه فإن حال المنشط تختبر الطمع والجحود وحال المكره تختبر الشجاعة والوفاء بالوعود