هذه القصة رواها الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، يقول فيها: كنت في جلسة مع أحد إخواننا من العلمانيين، وقد جرى الحديث معه حول الحياة الدنيا والآخرة والجنة والنار.
رد عليَّ بأن ما قلته له محل نظر، ولكنه يرى أن الإنسان يجب عليه أن يحترم أخاه الإنسان، وأن يعيش معه تعايشاً سلمياً، وأن بني الإنسان جنس من المخلوقات العامة يجب أن يعيش هذا الجنس عيشة سليمة كما تعيش المخلوقات الأخرى، بل زاد واشتد عليَّ هذا الأخ ووصفني بالرجعية والتأخر عن إدراك معنى الحياة والوجود.
فقلت له: يا أخي، هذا شيك بعشرة آلاف ريال في مقابل أن تقرأ كتاب الله -القرآن كاملاً- مرة واحدة بتأمل وتدبر كأنه رسالة مرسلة إليك من عزيز عليك، وأن تعاهدني على ذلك، وأن تحدد لي معك جلسة أخرى بعد انتهائك من القراءة.
أخذ الشيك وأعطاني عهداً ألا يصرفه إلا بعد القراءة.
وبعد أسبوع، اتصل بي وطلب تحديد وقت للجلسة الثانية حيث أتم قراءة القرآن، وعند الاجتماع به أعاد لي الشيك، وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال، وقال: أما شيكك فقد كان له أثر كبير في إخراجي من الظلمات إلى النور، ومن الحيرة والشك إلى الحقيقة واليقين، ما قادني إلى الأمل من الله أن أكون بعد الموت من فريق الجنة.
وأما الشيك الآخر المسحوب مني لك فهو جزاء إنقاذك إياي من ظلمات الشك والحيرة إلى أنوار اليقين.
فقلت: يا أخي، ما رأيك أن نغير الشيكين إلى شيك لصالح جمعية تحفيظ القرآن.
ثم قال: يا أخي، والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد.
إن في قراءة كتاب الله وتدبر آياته ما يشفي الصدور والنفوس، (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: 82).
_____________________________
نقلاً عن موقع «صيد الفوائد».