من وائل الدحدوح، ومعتز عزايزة، إلى صالح الجعفراوي، وغيرهم.. صحفيون نقلوا للعالم الصورة الحقيقية للمجازر الصهيونية في قطاع غزة على مدار شهرين.
بالرغم من الألم والوجع الذي مر بهم منذ بدء العدوان على غزة، فإنهم يواصلون عملهم ليل نهار، ويوثقون كل لحظة من لحظات هذا العدوان وما يخلفه من دمار وقتل وتشريد، محاولين إيصال ما يستطيعون من مشاهد ليراها العالم.
صحفيو غزة ينشدون رغم الألم والحرب: سوف نبقى هنا كي يزول الألم#حرب_غزة pic.twitter.com/gZhYsTVNmW
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 4, 2023
في هذه السطور، نستعرض أبرز 3 صحفيين قاموا بتغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، مجازفين بحياتهم في ظروف مروعة لفضح ما تقوم به «إسرائيل» بحق المدنيين من أهل القطاع.
وائل الدحدوح:
ولد وائل الدحدوح (53 عاماً) في حي الزيتون أقدم أحياء مدينة غزة، واعتقل لمدة 7 سنوات في سجون الاحتلال عام 1988م؛ بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
حصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1998م، بعد أن منعه الاحتلال من السفر للدراسة في الخارج، ودرجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس أبو ديس عام 2007م.
بدأ الدحدوح حياته المهنية مراسلاً لعدة وسائل إعلام فلسطينية قبل أن يلتحق بمكتب «الجزيرة» في فلسطين مراسلاً ابتداء من عام 2004م، ثم أصبح مديراً لمكتب «الجزيرة» في غزة.
تعرضّت أسرته يوم 25 أكتوبر 2023م لقصفٍ جوّي «إسرائيلي» طالَ المنزل الذي نزحت له في مخيم النصيرات؛ ما تسبّب في استشهاد زوجته وابنه وابنته وحفيدته.
الزميل وائل الدحدوح عقب استشهاد زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزله: ما رأيتموه هذا دموع الإنسانية وليس دموع الانهيار والخوف والجبن وليخسأ جيش الاحتلال#الأخبار#حرب_غزة pic.twitter.com/gt7mwrZMai
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 25, 2023
على مدار السنين، شارك الدحدوح مع زملائه في تغطية كل الحروب التي شهدها هذا القطاع المحاصر، وخلال هذه الحروب فقد نحو 20 من أقاربه بينهم إخوته وأبناء عمومته، وفق موقع «الجزيرة.نت».
صالح الجعفراوي:
صحفي ومصور وصانع محتوى من غزة لا يتعدى سنه 26 عاماً، وضعه الاحتلال على قائمة أهدافه للاغتيال لمواصلته نقل صورة القصف الصهيوني المتواصل على القطاع بعدسته منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، مستخدماً حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ما يخلفه العدوان بحق المدنيين، وصار عدد كبير من المؤثرين الغرب يشاركون فيديوهاته.
— saleh eljafrawy … صالح الجعفراوي (@saleh_aljafarwy) December 2, 2023
ونشر الجعفراوي، عبر حسابه على «إنستجرام»، تفاصيل تعرضه للتهديد من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، وعلق عليها بالقول: «تفاجأت بانتشار هذا الخبر على الكثير من المجموعات والقنوات العربية والعبرية، مصحوباً بالكثير من التهديدات الأخرى، على ما يبدو أن الاحتلال موجوع جداً من فضحنا لحقيقة وجهه الدموي».
وأضاف: «أنا صالح الجعفراوي صحفي حر، ومن المفترض أن يحظى الصحفيون بحماية دولية، أُحمل مسؤولية سلامتي الشخصية للمجتمع الدولي، لن أتوقف عن نشر الجرائم بحق أبناء شعبي الفلسطيني».
عرف الجعفراوي بصوته العذب في قراءة القرآن والأناشيد، وله أنشودتان مصوّرتان على طريقة الفيديو كليب؛ الأولى بعنوان «روحي محمد»، والثانية «أهلاً رمضان».
يتابعه 3 ملايين و800 ألف على حسابه في «إنستجرام»، وله أكثر من 18 ألف متابع عبر قناته الخاصة على «يوتيوب».
معتز عزايزة:
مصور فوتوغرافي لا يتجاوز 24 عاماً، وُلد بمدينة دير البلح في قطاع غزة، وثق العدوان لحظة بلحظة، منذ 7 أكتوبر الماضي.
فقد عزايزة عدداً من أفراد عائلته خلال الأيام الأولى للعدوان، وخرج يكشف قدر معاناته بمقطع فيديو مؤثر نشره في حسابه على «إنستجرام» الذي يتابعه عليه أكثر من 15 مليون شخص.
حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الأزهر في غزة عام 2021م، وعمل لدى عدد من المؤسسات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة، كما عمل مصوراً لقناة «ABC News» الأمريكية.
كتب معتز عزايزة منشوراً مؤثراً عبر حسابه على «إنستجرام»، قال فيه: «انتهت مرحلة المخاطرة لنقل الصورة وبدأت مرحلة المحاولة للنجاة، لقد نقلت بما فيه الكفاية، وأشهد الله أنه كان عملي لوجهه الكريم وخدمة لوطني الحبيب، ونعيش الآن تحت بداية حصار داخلي، لا يُمكننا الخروج سواء باتجاه الشمال أو الجنوب، والدبابات تحاصر المنطقة الوسطى من الشمال والجنوب، ووضعنا أصبح مأساوياً لأبعد ما تتخيل، تذكروا أننا لسنا عبارة عن محتوى للمشاركة، نحن شعب يُقتل، وقضية نُحاول ألا تُمحى عن الوجود يا وحدنا!».
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء جراء العدوان على القطاع إلى 73.
وتعتقل «إسرائيل» في سجونها 44 صحفياً فلسطينياً، بينهم 29 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر الماضي، وفق نقابة الصحفيين الفلسطينيين.