أثارت تصريحات د. هيفاء السنعوسي، التي حذرت فيها من أستاذ بجامعة الكويت يشكك في القرآن الكريم، أثارت استياء وغضباً شديدين في الكويت، وأججت دعوات لفتح تحقيق عاجل واتخاذ إجراءات قانونية جادة تجاه هذا الأستاذ.
فقد حذرت د. السنعوسي من سلوك يتجلى في تشكيك طلاب الجامعة في القرآن الكريم، وهو أمر يعتبر خطيراً للغاية، خاصة عندما يأتي من أحد الأساتذة في مؤسسة تعليمية مرموقة مثل جامعة الكويت، هذا السلوك يشكل تحدياً للقيم والمبادئ التي تقوم عليها المؤسسات التعليمية، ويثير تساؤلات حول الالتزام بالقيم الدينية والثوابت الشرعية.
من جهتها، تعكف الجامعة على التحقيق في هذه الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة، مع التأكيد على أهمية احترام الدين والقرآن الكريم، وعلى الجميع الالتزام بقوانين الدولة والقيم الإسلامية.
د. الظفيري: حرص الجامعة على صيانة المؤسسة الأكاديمية واحترام ديننا وقدسية قرآننا والذات الإلهية
وقالت د. السنعوسي: أحذر من أن أستاذاً في جامعة الكويت يشكك الطلبة في القرآن الكريم، حيث يقول لهم: «ما الذي يدل على أنه كلام الله عز وجل؟!»، وأضافت قائلة: الأستاذ طلب من طلبته بأن تكون أبحاثهم وتقاريرهم بلا كلمة «بسم الله الرحمن الرحيم»، وتابعت: طلبت من الملاحدة ومن يؤمنون بالفكر النسوي مناظرة، لكنهم عجزوا عن ذلك، وأوضحت قائلة: كان أستاذي في جامعة غلاسكو مُلحداً، ومع ذلك لم أتأثر به، لكن المشكلة تكمن في بعض الذين انبهروا من الغرب بعد سفرهم إليه للمرة الأولى.
هذا، وقد توالت ردود الفعل من أعضاء مجلس الأمة، حيث قال النائب د. فلاح الهاجري: الأخ وزير التعليم، سبق أن تحدثنا عن القيم وخطورة هدمها لدى الأجيال، وما يثار حول الأستاذ الجامعي وتشكيكه بالقرآن الكريم وغيره من الثوابت الشرعية، ويجب فتح تحقيق بلجنة محايدة خارج الجامعة، وسيكون بإذن الله هناك طلب في اللجنة التعليمية للتحقيق حول الحادثة.
وأضاف الهاجري: القيم وتعزيزها دور كل مسؤول في مؤسسات الدولة، وسيحاسَب كل من تسوّل له نفسه التشكيك بالثوابت والقيم المستمدة من الشريعة الغراء، فدين الدولة الإسلام، والشريعة مصدر رئيس من مصادر التشريع.
د. الهاجري: تعزيز القيم دور كل مسؤول بالدولة وسيحاسَب كل من تسوّل له نفسه التشكيك بالثوابت
ومن ناحيته، قال النائب أحمد مطيع العازمي: على وزير التعليم العالي فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات تشكيك وطعن أستاذ بجامعة الكويت في القرآن الكريم، وإثارة الشبهات في قلوب أبنائنا الطلاب، التجاوزات من بعض أساتذة الجامعة سببها غياب الرقابة والمحاسبة، مؤكداً أن حماية أبنائنا وبناتنا من هذه الأفكار الضالة مسؤولية الجامعة، ويجب عليها غرس الثوابت الإسلامية لتعظيم كتاب الله تعالى.
وفي السياق نفسه، قال النائب حمدان العازمي: من يشكك في القرآن الكريم، أو يفكر أن يطعن في ثوابتنا الشرعية؛ لا يستحق شرف تعليم أبنائنا؛ لذا يجب على وزير التربية التحقيق بشكل عاجل وفوري فيما يتداول حول واقعة هذا الأستاذ الذي يشكك أبناءنا في القرآن، وإذا ثبتت صحة الواقعة فليس أقل من العزل من منصبه ومحاكمته حتى يكون عبرة لغيره.
وأكد النائب محمد هايف المطيري أن التطاول على الشريعة والقرآن الكريم والسُّنة النبوية والثوابت الإسلامية من الكفر والزندقة، وما ذُكر عن الأستاذ الجامعي من التشكيك بكلام الله يجب أن يُقابَل بحزم من وزير التربية، ومدير الجامعة، وهذا المتوقع منهما، كما أن هذا التجاوز تُعاقِب عليه الشريعة الغراء، ومجرَّم في الدستور وقوانين الدولة، فيجب سرعة إيقافه عن العمل ومحاسبته إذا ثبت عنه هذا الانحراف ليكون عبرة لغيره.
العازمي: من يشكك في القرآن الكريم أو يطعن في ثوابتنا الشرعية لا يستحق شرف تعليم أبنائنا
وأكد أمين عام جامعة الكويت بالإنابة المتحدث الرسمي باسم الجامعة أ.د. فايز الظفيري أن جامعة الكويت تتابع بحرص شديد ما أثير في وسائل التواصل الاجتماعي من قيام أحد أعضاء الهيئة الأكاديمية بالتشكيك في القرآن الكريم، وستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة والعاجلة لاستيضاح الحقائق ووضع الأمور في نصابها الصحيح، مشدداً على حرص الجامعة على صيانة المؤسسة الأكاديمية، وضرورة احترام ديننا الحنيف وقدسية قرآننا الكريم والذات الإلهية والأنبياء والرسل والذات الأميرية والابتعاد عن كل ما يخالف القانون.
وأشار د. الظفيري إلى أن الإدارة الجامعية ملتزمة بتقصي الحقائق وتطبيق القانون بما يعزز مكانة جامعة الكويت وسمعتها الأكاديمية وسمعة منتسبيها.
وقال الأكاديمي د. محمد المطر: التشكيك بصحة القرآن الكريم والوحي شبهة قديمة مع بداية تاريخ الإسلام، ولكن دوافعها مختلفة عبر الأزمان، وأما من ناحية العرب الذين أنزل الله القرآن عليهم في بداية صدر الإسلام كانت قناعتهم محاولة التملص والإنكار لدافع الهوى وحب الزعامة، وكراهية الخضوع للدين الجديد فقط.
وأضاف: ولكن هذه الشبهة حديثاً تزعمها أكابر المنصِّرين، ثم رموز الاستشراق الحديث، مثل جولد تسيهر، ودي بور، ومونتغري وات، ثم تلقفها رموز الحداثة العربية المعاصرة، وقد قاموا بتفعيل مناهج عديدة، منها: المنهج النفسي؛ بمعنى ربط الآيات بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم النفسية، أو المنهج الإسقاطي بأن القرآن مأخوذ من أساطير الأمم السالفة، والمضحك أن بعضهم حاول التشكيك فيه لغوياً!
د. المطر: التشكيك بصحة القرآن والوحي شبهة قديمة مع بداية الإسلام ولكن دوافعها مختلفة عبر الأزمان
وتابع د. المطر: وترديد هذه الشبهة حديثاً يكشف الحاجة للوعي والعلم في مواجهة الشبهات والجهل ولو كانت من أكاديمي!
وقال د. سعد الحوفان: إذا ثبت ما قاله هذا الأستاذ فيجب إيقافه عن العمل وإحالته للتحقيق؛ لأن معتقداتنا وثوابتنا الدينية خط أحمر، ولا يجب تجاوزها أو التطاول عليها، خاصة وهي تطرح في صرح تعليمي وبين أبنائنا الطلبة الذين أنكروا هذا الكلام.