التأصيل الشرعي للقضية الفلسطينية هو الأوجب اليوم لمواجهة خيانة وكارثة التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل، وهذه بعض من الأحاديث التي تؤصل قضية فلسطين التأصيل الشرعي، وهي تصلح كخطاب نورّثه للأبناء والأحفاد والطلاب.
المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى:
روى الإمام مسلم بن الحجاج بسنده، أن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «صلينا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدسِ ستةَ عشرَ شهراً، أو سبعةَ عشرَ شهراً وصُرف إلى القبلةِ»(1)، فالمسجد الأقصى المبارك أول قبلة للمسلمين.
المسجد الأقصى وُجد في الأرض بعد المسجد الحرام:
روى الإمام البخاري بسنده، عن أبي ذر رضي الله عنه قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ»، قُلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى»، قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟ قالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قالَ: «حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، والأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ»(2).
المسجد الأقصى ثالث المساجد التي لا تُشد الرحال إلا إليها:
روى الإمام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: المسجدُ الحرامُ، ومسجدي هذا (المسجد النبوي الشريف)، والمسجدُ الأقصى»(3).
المسجد الأقصى رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة:
روى الإمام البخاري بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: «لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ، وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ»(4).
ملائكة الرحمن تبسط أجنحتها على أرض الشام:
روى الإمام أبو عيسى الترمذي بسنده عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلفُ القرآن من الرِّقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا طوبَى للشَّامِ، يا طوبَى للشَّامِ، يا طوبَى للشَّامِ!»، قالوا: يا رسولَ، وبم ذلك؟! قال: «تلك ملائكةُ اللهِ باسطو أجنحتِها على الشَّامِ»(5).
الطائفة المنصورة بأرض الشام لا يضرهم من خذلهم:
روى الإمام أبو داود الطيالسي بسنده قال: حدثنا معاوية بن قرة، عن أبيه قرة بن إياس المزني رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا فسدَ أَهْلُ الشَّامِ فلا خيرَ فيكم، لا تَزالُ طائفةٌ من أمَّتي منصورينَ لا يضرُّهم من خذلَهُم حتَّى تقومَ السَّاعةُ»(6).
الحجر والشجر ينصران المسلم على اليهودي:
روى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ، يا عبدَ اللهِ، هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه، إلا الغَرْقَدَ، فإنه من شجرِ اليهودِ»(7).
أفضل الرباط عسقلان:
روى الإمام الطبراني بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوَّلُ هذا الأمرِ نُبوَّةٌ ورحمةٌ، ثمَّ يكونُ خلافةً ورحمةً، ثمَّ يكونُ مُلكاً ورحمةً، ثمَّ يتكادمون عليه تكادُمَ الحُمُرِ، فعليكم بالجِهادِ، وإنَّ أفضلَ جهادِكم الرِّباطُ، وإنَّ أفضلَ رباطِكم عَسْقلانُ»(8).
________________________________
(*) الأحاديث الأربعون الفلسطينية، رواية وتخريج نايف منير نايف فارس (وقد اختصرت تخريج الأحاديث).
(1) رواه مسلم، والبخاري، والنسائي.
(2) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي.
(3) البخاري، ومسلم، وأبو داود.
(4) البخاري، ومسلم، والترمذي.
(5) الترمذي، وقال: حسن غريب، وراه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(6) الطيالسي، وأخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
(7) مسلم، والبخاري، وأحمد.
(8) الطبراني في الكبير.