قبل 3 أعوام، نشرت إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور لمدن فلسطين التاريخية جمعت بين التصميم الجميل ومعلومات مختصرة، بالإضافة إلى إحصاء بعدد أشهر الاحتلال حتى تاريخ النشر ما عدا غزة وصفت بالمحررة.
أعجبتني الصور، طبعتها وجمعتها في ألبوم لطيف حتى يتعرف أطفالي على بلادنا المحتلة وتاريخها العامر بأهلها، ونشرت دعوة لهذه الفكرة في حينه تحفيزاً للأصدقاء على تنفيذ الفكرة زيادة في الوعي والخير.
التضامن مع فلسطين في اليابان
منذ بداية العدوان على غزة والفعاليات التضامنية متواصلة في اليابان في نطاق واسع من الأنشطة بوصلتها واحدة نحو غزة.
فهذه وقفات احتجاجية أمام السفارات، وتلك مسيرات تجوب الشوارع يشارك فيها أحرار من اليابانيين وجنسيات أخرى صفاً واحداً مع الجالية الإسلامية.
مئات تصدح أصواتهم عالياً لعلها تُسمع أحياء القلوب والضمائر من الشعوب لتنضم إليهم، وإلى الحكومات لتقوم بواجبها في وقف العدوان.
وهناك فعاليات رمزيتها مهمة مثل الوقفة التضامنية أمام الشاهد على بشاعة القنبلة النووية في هيروشيما، وفعالية أخرى من أمام محطة قطارات رئيسة في طوكيو تدعو للمشاركة في رسم لوحة دموع حمراء تعبر عن ضحايا الحرب.
وهناك من يناضل بزيادة الوعي بالقضية والحق الفلسطيني في الإعلام الياباني المقروء والمسموع والمرئي، وندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات، ومعارض فنية تعبر بالرسم عن واقع أجهد الخيال.
من جديد مدن فلسطين التاريخية
ومع بداية فعاليات التضامن مع أهلنا في فلسطين، بعد السابع من أكتوبر، جاءت الدعوة ليوم فلسطين في اليابان، التي نظمها المركز الإسلامي في اليابان، بالتعاون مع جامع طوكيو «المسجد التركي»، ومعها أفكار للحديث عن القضية بجانب معرض المبيعات الخيرية، وكان منها:
- معرض مصور لتاريخ القضية في واجهة الفعالية.
- صور مفتاح العودة يحملها جميع المتطوعين على صدورهم.
- تسمية طاولات العرض بأسماء مدن فلسطين التاريخية؛ فهذه القدس وتلك غزة وهنا عكا وهناك الخليل وهكذا.
وتذكرت ألبوم صور مدن فلسطين، وشرعنا في تطوير الفكرة عن طريق تضمين إطار خشبي جميل، 4 صور تشمل مدينة أو اثنتين، وصورة للملابس التقليدية المحلية، وصورة تضم معلومة أخرى مثل الشال والكوفية ومعنى رموزها.
وقام أطفالي بإعداد وتنسيق نحو 10 إطارات/ لوحات، وتم استخدامها في الفعالية الأولى التي أقيمت في جامع طوكيو، والحقيقة أنها لم تحقق الأثر المتوقع، ولم ينتبه إليها كثيرون خلال الفعالية، ولكن في نهاية اليوم وقف عندها البعض وأبدى إعجاباً بها، وأنها لوحات فنية جميلة تستحق أن تُعرض منفردة.
ثم طلب صديق ناشط في حضور فعاليات التضامن التي ينظمها يابانيون من مسيرات ووقفات بأن يأخذ معه مجموعة إطارات مدن فلسطين، وهكذا تم عرضها في أكبر ميادين العاصمة اليابانية طوكيو.
ثم أصبح ذلك تقليداً متبعاً في الفعاليات التالية في جامع طوكيو؛ أعني تسمية طاولات العرض بأسماء مدن فلسطين التاريخية، ووضع الإطار الفني فوق الطاولات، وبعد الفعالية يأخذها الصديق ويعرضها في الوقفات التضامنية.
حتى جاءت الفعالية الثالثة في جامع طوكيو وهنا طلبت إحدى الأخوات من الفريق الإداري في جامع طوكيو أن تعرض المجموعة كلها فوق أحد أرفف المكتبات في القاعة الكبرى في الدور الأول في جامع طوكيو على يمين الداخل إلى القاعة بعد حجرة الإداريين.
وهكذا شاءت إرادة الله أن تستقر مدن فلسطين التاريخية بشكل دائم بإذن الله في جامع طوكيو، وتصبح من مقتنياته الجميلة بجانب مقتنياته التاريخية الفريدة.