يعد مسجد هونغ شوي تشوان أو مسجد السيل، أحد المساجد العريقة في مقاطعة تشينغهاي، يقع في قرية هونغ هونغ، بلدة هونغشوي تشيوان، منطقة بينغان، بمقاطعة تشينغهاي شمال غرب الصين.
تم بناؤه خلال عهد أسرة مينغ، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 6 آلاف متر مربع، وهو يجمع بين الطراز المعماري الصيني تقليدي والتبتي والإسلامي.
تشمل المكونات الرئيسة للمسجد الجدار الخارجي، والبوابة، ومبنى مشاهدة الهلال وقاعة الصلاة، وتتميز منحوتاتها المصنوعة من الطوب والمنحوتات الخشبية بأنماط عديدة وحرفية رائعة وهندسة معمارية فريدة من نوعها.
يبعد المسجد عن مدينة شينينغ حاضرة المقاطعة حوالي 30 كم، وتقع القرية ومسجدها في أعلى الجبل، لكن الوصول إلى هناك ليس بالأمر الصعب، فالطريق مُعَبّد لكنه عبارة عن منحنيات ومنحدرات شديدة الخطورة؛ لذا يتوخى من يذهب هناك الحذر الشديد سواء في الصعود أو الهبوط.
بني مسجد هونغ شوي تشوان قبل 600 عام في عهد أسرة مينغ، حيث جمع المسلمون المحليون الأموال اللازمة لبنائه، واستغرق إكماله 13 عامًا، وقد تم ترميمه وتوسيعه 5 مرات.
وهو مسجد غاية في الروعة والجمال، فقد بني بالخشب الأبيض وما زال يحتفظ برونقه وبهائه رغم ما طاله من إهمال.
يتكون المسجد من الجدار المواجه للبوابة، وهو فريد من نوعه في مساجد الصين، فقد نقشت عليه 280 زهرة لا تشبه الواحدة أختها في تناغم عجيب، هذا الجدار الحاجز له معنى عميق، فهو طراز معماري صيني نموذجي وأثر تمثيلي بالغ الأهمية، يبلغ طوله 10 أمتار، وارتفاعه 6 أمتار، وعرضه 0.86 متر، وهو مصنوع من الطوب الأخضر الشبيه بالخشب ويتكون من 3 أجزاء؛ قاعدة وجدار وسقف من القرميد.
وهناك قصة يرويها أبناء قرية هونغ شويه أنه: عندما كان العمال يبنون المسجد، كانت الجدة العجوز تعد لهم الخبز كل يوم، وكانت أشكال الخبز متنوعة، لا تشبه الواحدة أختها؛ وتخليداً لذكرى هذه الجدة الطيبة؛ نقش العمال صوراً تحمل أشكال الخبز المختلفة على الجدار حتى بدا بهذا الشكل.
إلى جانب الجدار الحاجز يضم المسجد البوابة وبرج مشاهدة الهلال وقاعة الصلاة وأماكن الوضوء، وغرف الدراسة.
وتتميز قاعة الصلاة باتساعها، وهي قائمة على أعمدة خشبية متينة، وفي مقدمتها مقصورة خاصة بالإمام له سقف من الخشب المطعم غاية في الجمال.
ويضم المسجد مجموعة لوحات منحوتة على حوائطه غاية في الروعة والمهابة، منها لوحة «التنينان المتعانقان»، «الفأر سارق العنب»، «وحيد القرن والصنوبر الأخضر».. إلخ.
وهي لوحات مستقاة من الثقافة الصينية التقليدية، توحي بالحب والود والتناغم والنماء والخير الوفير، وقد اشترك في نحتها هي وباقي لوحات المسجد أكثر من 300 فنان.
ورغم أن الزمن قد أثر على مباني المسجد، فإنه ما زال يحتفظ بهيئة وجمال وروعة لوحاته الحجرية وتصاميمه الرائعة التي تجمع ما بين الثقافات الثلاث الصينية والإسلامية والتبتية.
ويشهد المسجد بشكل شبه يومي زيارات من المسلمين وغير المسلمين باعتباره أحد أهم الآثار في مقاطعة تشينغهاي، كما تقصده رحلات مدرسية بهدف تعريف الطلاب بهذا الأثر العريق.
وقد وافق زيارتي للمسجد وجود رحلات مدرسية من مدرستين ابتدائية ومتوسطة كانتا في زيارة للمسجد، حيث استفاض المرشد الخاص بالمسجد بشرح مكونات المسجد، وكان الطلاب حريصين على تسجيل كل معلومة يسمعونها، وكانوا يناقشونه فيما يقدمه من معلومات.