دعا رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبد الله معتوق المعتوق إلى ضرورة تضافر الجهود الخيرية والإنسانية العالمية للعمل على تلبية احتياجات الفئات الأشد ضعفًا والأكثر فقرًا في العالم، وبخاصة ضحايا النزاعات والحروب في فلسطين والسودان واليمن وماينمار وغيرها.
وثمّن د. المعتوق الذي يشغل منصب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في تصريح صحافي بمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري الذي يصادف الخامس من سبتمبر الجهود المتواصلة لمؤسسات العمل الخيري لما تضطلع به من أدوار حيوية في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، ومساندة الجهود الدولية في القضاء على الفقر والجوع، وإغاثة الشعوب المنكوبة جراء الحروب والكوارث الطبيعية.
حرمان ملايين الناس من حقوقهم الأساسية انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والشرائع السماوية
وشدد على خطورة استمرار حرمان الملايين من أصحاب الحاجة من حقوقهم الأساسية في الأمن والمأوى والتعليم والرعاية الصحة والغذاء والمياه النظيفة، والحق في الحياة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والشرائع السماوية.
وتابع د. المعتوق: في هذا اليوم الأممي لا يمكن تجاهل الوضع الإنساني المأساوي والكارثي، الذي يتعرض له سكان غزة من قتل وتشريد وتجويع وحصار وتدمير للبيوت والمدارس والمستشفيات والمزارع لأكثر من 11 شهرًا، مطالبًا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في إيقاف هذه الحرب المدمرة وتداعياتها المروعة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
ولفت إلى أن مؤسسات العمل الخيري الكويتي لم تدخر وسعًا مستمرًا في الاستجابة الإنسانية للنكبات والكوارث والنزاعات، والعمل على تخفيف معاناة الملايين من ضحايا الأزمات الإنسانية في شتى أنحاء العالم من منطلق التوجيهات السامية ورؤاها الاستراتيجية والمواقف الإنسانية الراسخة لدولة الكويت وشعبها المعطاء.
الهيئة الخيرية تعمل على تعزيز التدخُّل الإنساني الشامل للإسهام في تحسين جودة حياة الإنسان عبر مشاريع تنموية نوعية
وأضاف د. المعتوق إن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية منذ نشأتها قبل أربعة عقود وهي تعمل على بناء الإنسان وتمكينه اقتصاديًا وثقافيًا وتعليميًا وصحيًا واجتماعيًا عبر آلاف المشاريع والبرامج الإنسانية والتنموية النوعية، التي تلبي احتياجات ملايين الضعفاء في أكثر من 80 دولة من دون تمييز.
ونوه إلى أن الهيئة الخيرية تعمل على تعزيز التدخُّل الإنساني الشامل للإسهام في مكافحة الجوع والفقر بجميع أشكاله، وتوفير فرص التعليم الجيد والرعاية الصحية والمياه النظيفة للمحرومين والسعي إلى تحسين جودة حياتهم.
وحول الجرح النازف في غزة ودور الهيئة الخيرية في العمل على تضميده، قال د. المعتوق: منذ بداية العدوان الغاشم على القطاع لم تأل الهيئة جهدًا في إغاثة سكانه، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الخيرية الكويتية والمنظمات الفلسطينية، من أجل إيصال الدعم الإنساني لضحايا العدوان عبر الجسور الجوية والبرية والبحرية.
خصصنا أكثر من 10 ملايين دولار لدعم الوضع الإنساني في غزة وأطلقنا مبادرة سند لتعزيز التعافي المبكر بملياري دولار
وأشار إلى أن الهيئة اعتمدت منذ بدء العدوان أكثر من 10 ملايين دولار، ووجهت صرفها على 73 مشروعًا، ذات صلة بالاحتياجات اليومية لسكان القطاع، ومنها مشاريع الطرود الغذائية وسقيا الماء، دعم عمال النظافة، ترميم المراكز الصحية ودعم المستشفى الإندونيسي وكمال عدوان، مشروع تكية الهيئة لإطعام الطعام، إعادة تأهيل القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي، كفالة الطلبة وإقامة الخيم التعليمية، كفالة الأطباء والممرضين، مشروع دمج طلبة العلوم الصحية في الجامعات الفلسطينية في القطاع الطبي…إلخ
إلى جانب ذلك، ذكر د. المعتوق أن الهيئة أطلقت في شهر مايو الماضي مبادرة إنسانية دولية، تحت اسم “سند”، للإعلان عن البرامج الإنسانية، التي تعتزم المنظمات المحلية والإقليمية والدولية إنفاذها في غزة خلال العامين المقبلين، في شراكة جادة وفاعلة للإسهام في تعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في مجالات الإغاثة والايواء وإعادة الإعمار والصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي، مبينًا أن قيمة هذه البرامج تجاوزت المليارين من الدولار، وأن الهيئة تعمل على متابعة الجهات المعنية بالمبادرة لتوثيق مخرجاتها.