عبدالعزيز الفضلي
المبادئ والقيم تتعاضد ولا تتعارض، وهي كل لا يتجزأ، وهي ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، وتنطبق على الجميع بغض النظر عن عقيدتهم أو ألوانهم أو ألسنتهم.
الإسلام من أعظم الأديان التي دعت إلى التزام المبادئ والقيم مع الجميع دون تمييز بين مسلم أو كافر.
فقد دعا إلى الصدق والأمانة مع الجميع، وحرّم الظلم، ودعا إلى نصرة المظلوم ولو لم يكن مسلمًا.
تحكي كتب السيرة والتراجم أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتصر لرجل قبطي مظلوم ضربه ابن والي مصر؛ لأنه سبقه في سباق للخيل، فحكم الخليفة بأن يضرب القبطيُ ابنَ الوالي، وقال كلمته المشهورة التي سطرها التاريخ: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!».
أتعجب من بعض الأفراد والأحزاب والتناقض في مواقفهم، فقد رفعوا شعار الدفاع عن المظلومين والإنسانية في غزة ضد العدوان الصهيوني، وهو موقف يشكرون عليه، لكننا في المقابل نراهم يؤيدون الظلم والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري الشقيق!
أليس هذا النظام هو من قتل الأبرياء المدنيين من رجال ونساء؟ أليس هو من اعتدى على الأعراض؟ أليس هو من ألقى الآلاف من الأبرياء في السجون؟ وأظهرت الصور بشاعة ما تعرضوا له من تعذيب، أفضت في الكثير من الحالات إلى وفاتهم؟
أليس هذا النظام هو من شرد الأسر والعوائل وجعلهم لاجئين مشتتين في أصقاع الأرض؟!
ومن العجب مهاجمة هؤلاء المتناقضين للشعب السوري المنتفض ضد الظلم، والمطالب بحقوقه، ويتهمونه بأنه مدعوم من الكيان الصهيوني، وخاصة بعد عملية «ردع العدوان»، وهي العملية التي قامت بها المعارضة السورية المسلحة لطرد قوات النظام والمليشيا الخارجية الداعمة له من الأراضي التي طردوا وهجروا أهلها منها كمدينتي حلب وحماة وغيرهما.
لو كان هؤلاء عملاء لبدؤوا عملياتهم العسكرية أثناء العدوان «الإسرائيلي» على لبنان وانشغال «حزب الله» في هذه الحرب.
العقل والمنطق والإنصاف والإنسانية تجعلنا ندعم المطالب المشروعة للشعب السوري، كما دعمنا وما نزال حقوق ومطالب إخواننا في غزة وفلسطين.
ازدواجية المعايير بين الموقفين، تناقضٌ يفضح صاحبه ويُدينه!
____________________
X: @abdulaziz2002