حرّم الإسلامُ الشذوذ، أو عمل قوم لوط، لأنه يمنع الزواج ويقطع النسل، وهذا فساد كبير، وعمل على غير مراد الله، الذي خلق الإنسانَ وأمره بعمارة الكوْن، حتى عُدَّ (حفظ النسل) من الضرورات الخمس في الإسلام، كما أمر الله –تعالى- بأن يكون الرجل للأنثى والأنثى للرجل، لا أن يتصل النوع بنوعه.
وحرَّم الإسلامُ الشذوذَ أيضًا لخبثه وقذارته، ولما فيه من أضرار نفسية وعلل جسدية عدّها الأطباء بالعشرات، على رأسها الإيدز والزهري والسيلان وغيرها.. من أجل ذلك ينكر الإسلام كل علاقة جنسية لا تقوم على نكاح صحيح؛ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون: 5، 6]، وقد خلق الله –تعالى- الناس على فطرة سوية، فمن طرأ عليه شذوذ من أي نوعٍ فذلك نتاج فعله وبيئته وشيطانه ونفسه الأمّارة بالسوء؛ (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) [الشعراء: 165، 166]، (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [النمل: 54، 55]، ويقول النبي ﷺ: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» [أبو داود].
تخريب أخلاقي مقصود
وقد دأب اليهودُ في كل عصر ومصر على تقويض الأديان، ونشر الإلحاد، وإشاعة الفواحش والآثام، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في أكثر من موضع في سياق حسدهم للمسلمين، وغدرهم وكفرهم؛ (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ..) [البقرة: 109]، وقد تعاهدوا جيلًا بعد جيل على إضلال الآخرين، وإبعادهم عن نعمة الهداية، وتوريطهم في الجرائم الأخلاقية ووحل الإباحية؛ كي يضمنوا لأنفسهم السيطرة عليهم، وذلك بإخراجهم عن فِطَرهم السوية، وجعلهم عبيدًا لرغباتهم الجنسية، فيتخلّوْن –من ثمَّ- عن قيمهم الدينية وأعرافهم المجتمعية، وما يتبعه ذلك من إلغاء الزواج، والقضاء على الأسرة، التي هي عمود خيمة المجتمع، ناهيك عما يسببه هذا التخريب الأخلاقي من تدمير المجتمعات صحيًّا ونفسيًّا واقتصاديًّا إلخ.
وقد وضح هذا الدور التخريبي للصهاينة مع ظهور العولمة؛ حيث علت أصوات المنادين بحقوق الشواذ، ودعّمتها وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة دؤوب لنشر الظاهرة بربطها بمعايير الحرية وحقوق الإنسان، وما يمثله ذلك من خطر عظيم على الشباب وحتى الصغار من روّاد هذه المواقع.
تزيين الفواحش
بأوامر وتوجيهات «الماسونية العالمية»، وهي منظمة صهيونية سرية تسعى لضمان سيطرة اليهود على العالم –تتوالى الخطط والتكاليف، لأعضائها المسئولين والمتنفّذين حول العالم، لنشر الرذيلة بجميع صورها، وتقديس الجنس، وأن تتم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة بدون عقد زواج، ودعم حرية تعاطي الشذوذ، ونبذ الخجل من العورات بتدشين ما يُعرف بـ«نوادي العراة»، حتى صار للشذوذ «لوبي» ضاغط في الغرب يقدّر بنحو (15%) من تعداد سكانه، من بينهم حكام ووزراء ومشاهير، فوفقًا للديمجرافي الأمريكي (جار جيتس، 2005): (قبل 30 عامًا، وإذا ما كنت أعيش في الوسط الغربي وكنت مثليًّا، كنت سأفكر في الانتقال إلى سان فرانسيسكو أو نيويورك، أما اليوم فيمكن لأي شخص أن يذهب إلى كنساس ليجد تجمعًا خاصًّا بالمثليين يكون منفتحًا ونشطًا).. وقد اعترفت كثير من حكوماتهم بزواج هؤلاء النتنى، بل تتم كثير من تلك الزيجات داخل كنائسهم وعلى يد قساوسة ومطارنة.
ومنذ زمن وهم يحاولون تصدير هذه المهلكات إلى مجتمعاتنا، ولا نبالغ إن قلنا إنهم حققوا، عن طريق القنوات الرسمية، كثيرًا من أهدافهم في هذا المخطط، بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، فمن أبناء جلدتنا من يجامل النظام العالمي بتبني بعض هذه الأفكار لإثبات ولائه لما يُعرف بـ«القانون الدولي» والإعلانات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان، ومنهم من يخضع بالضغوط فينفذ أجندتهم بقبول التمويل الأجنبي للجمعيات المنحرفة، أو بالمشاركة في المؤتمرات الأممية التي تقرّ هذا الشذوذ وتروّج لمصطلحاته، أو التعاطي مع الأعمال الفنية والدرامية التي تقحم الجنس المحرّم في أعمالها.
من يروّج لهذا المقت؟
تاريخ اليهود في الترويج للإباحية والشذوذ حاشد بالأدلة التي تؤكد أنهم مؤسسو هذه الجريمة حول العالم، ورعاتها، والمتكسبون من ورائها، ماديًّا وسياسيًّا ودينيًّا.. فأول فيلم يدافع عن الشواذ (في ألمانيا، عام 1919) كان من إنتاج وإخراج اليهودي (ريتشارد أوزوالد)، وأول فيلم يشير إلى السحاق (في هوليود، عام 1922) أخرجه اليهودي (سيسيل دي ميل)، وفي ستينيات القرن الماضي غدتِ اليهوديةُ (دوريس ويشمان) رائدة إخراج الأفلام العارية.
ومثّل هذا العِقدُ (عقدُ الستينيات) والعقدُ الذي يليه انتشارًا واسعًا لهذه النوعية من الأفلام بعد انتشار أجهزة العرض المرئي، وتزعّم اليهود هذا الانتشار، وكان الماسونيون منهم أصحاب المبادرات في الدعاية للشذوذ والانحرافات الجنسية، والترويج للاتصال الجنسي بالأطفال وزنى المحارم، وإزالة ومحو القيم التقليدية في التعليم والإعلام، ومن هؤلاء مفكرون يهود مشهورون مثل: (توماس جولي، وإريك فروم، ويورجن هابرماس، وماكس هوركهايمر) وغيرهم؛ وهو ما دعا الحاخام الأمريكي «دانييل لابين» إلى الاعتراف بأن أهم منظمات اللواط والسحاق والأخرى الداعية لحرية النسل هي منظمات يهودية، وقال: (إذًا العديدُ من المتحمسين للأجندة المثلية الراديكالية والفساد الأخلاقي المتزايد وحقوق الإجهاض الموسعة هم يهود).
إفساد يهودي
ليست صدفةً إذًا أن يكون رئيس أول جماعة عالمية للشذوذ هو اليهودي «ماجنوس هيرشفيلد»، وهو أول من طالب في ثلاثينيات القرن الماضي بسنّ قوانين تحمي حقوق الشواذ، وقد وجد في نشر هذه الجريمة أفضل مخطط لإفساد الأخلاق وتدمير قيم ومُثل المجتمعات.. كما ليست صدفةً أن يسيطر اليهود على صناعة الإباحية في العالم، وأن يكون كبار ممثلي هذا المجال صهاينة، وأن يخرج منهم من يدعو –علنًا- إلى فضِّ مؤسسة الأسرة وتغيير شكل العلاقة التقليدية في الزواج؛ فاليهوديةُ «ماشا غيسن» تقول: (سوف تتغير مؤسسة الزواج، وينبغي لها أن تتغير، ومرة أخرى لا أعتقد بأنه ينبغي أن تُوجد)، واليهودي «آلن يانج» يقول: (في مجتمع حر كل شخص سيكون شاذًّا).
في عام 1957 طُرد اليهودي الشاذ «فرانك كاميني» من الجيش الأمريكي لذات العلة، ولأنه من الداعين إلى ممارسة الشذوذ مع الحيوان، ومن العجيب أنه ضغط على «جمعية علم النفس الأمريكية» كي تصنف الشذوذ نشاطًا جنسيًّا طبيعيًّا، بل الأعجب أنه كان أحد مؤسسي أول منظمة للدفاع عن الشواذ في أمريكا (جمعية ماتاشين)، وهي التي تدعو أيضًا –يا للصدفة- إلى المذاهب الهدّامة مثل الماركسية والأناركية، وصار لها فروع في معظم دول العالم.
الشذوذ أداة لتبييض وجه الكيان الصهيوني
قد يطرح البعض سؤالًا: إذا سلّمنا بأن اليهود يتخذون من الشذوذ ستارًا لمخططهم بإفساد العالم وتدمير الآخرين، فلِمَ يسمحون بنشر هذه الفاحشة بينهم وقد غدا الكيان الصهيوني قبلة للشواذ ومركز التقائهم الأهم في قارة آسيا؟
يجيب عن هذا السؤال البروفيسور اليهودي «أيال غروس»، أستاذ القانون بجامعة «تل أبيب» بقوله: (إن حقوق المثليين أصبحت أداة للعلاقات العامة لإسرائيل)، وهذا كلام سليم ويؤكده الواقع؛ فاليهود الذين يتَّجرون دومًا بدين الله، ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، وقد غدروا بأنبيائهم لقاء متاع من الدنيا قليل –هم على استعداد لفعل أي شيء لتبييض وجه كيانهم الغاصب، ولإظهار دولة «إسرائيل» أمام العالم بأنها قبلة الحرية وملاذ الديمقراطية، وأن ما يُقال عنها فيما يخص استعمال العنف ضد الفلسطينيين هو محض افتراء، هذا من ناحية؛ ومن ناحية ثانية فإن القبول الرسمي بالشذوذ وسن القوانين بإباحته، إنما هو لدعم السياحة، وهو هدف تم إقراره منذ عقدين تقريبًا، وبدأ هذا الدعم باحتفال سنوي عُرف باسم: (مسيرة فخر المثليين)، التي تُقام في «تل أبيب» وتجذب عشرات الألوف من السياح الأجانب.
وفي رأي الكثيرين أن دعم الشذوذ من جانب دولة الكيان هو هدف مرحلي يخفي وراءه هدفًا أكبر، فكما دعّموا من قبل الشيوعية وغيرها لهدم الأنظمة ونشر الفوضى، فكذلك يدعمون الشواذ لتحقيق حلم اليهود في تدشين خرافة (إسرائيل الكبرى)، أو ما يسمونه (مملكة داود وسليمان)، فهناك مجموعات من هؤلاء الشواذ تدعو إلى بناء معابد خاصة بهم في مدينة القدس تحديدًا؛ تمهيدًا لمطالب أخرى أكبر من ذلك تخص الأقصى والمدينة المقدسة، بعد أن يكونوا قد غرروا بالجميع تحت ستار فكرة الشذوذ التي يكون قد اعتنقها وتحمّس لها الملايين حول العالم.