على أرض غزة المحاصرة، تتكشف فصول جديدة من جرائم الاحتلال الصهيوني، حيث تشير شهادات وتقارير ميدانية إلى استخدام أسلحة غير مسبوقة تؤدي إلى تبخر الأجساد وإخفاء الضحايا بالكامل.
مشاهد مروعة تثير الذهول والغضب، وتدفع العالم للتساؤل: كيف يُسمح لهذه الفظائع أن تستمر في ظل صمت دولي مخزٍ؟ وبينما يُباد المدنيون وسط هذا الدمار، تتعالى الدعوات لتشكيل لجان تحقيق دولية تكشف الحقيقة وتضع حدًا لهذه الانتهاكات الوحشية بحق الإنسانية.
شهادات مرعبة عن أسلحة مجهولة
أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن جيش الاحتلال يستخدم في شمال القطاع أسلحة مجهولة تؤدي إلى إذابة الجثث وتبخرها بالكامل.
وأوضح البرش، في تصريحات صحفية، أن هذه الأسلحة المحرمة دوليًا تُسبب اختفاء عائلات بأكملها، حيث تفشل طواقم الدفاع المدني في العثور على أي أثر لهم بعد القصف.
كما أشار إلى أن القنابل المستخدمة تُصدر أصواتًا مرعبة، ويؤدي الاقتراب منها لمسافة 200 – 300 متر إلى التبخر الفوري.
من جانبه، شدد الدفاع المدني في غزة على أن هذه الأسلحة، التي استُخدمت مرارًا خلال الأشهر الماضية، تسببت في إذابة جثامين الآلاف من الشهداء؛ ما يعقد جهود توثيق هويات الضحايا وإنقاذهم.
دعوات للتحقيق والمحاسبة الدولية
من جهتها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا.
وأكدت، في بيان رسمي، أن شهادات المواطنين والأطباء شمال القطاع، إضافة إلى المجازر التي تُرتكب ضد المدنيين، تشير بوضوح إلى استخدام ذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، في إطار حملة إبادة وحشية مستمرة منذ أسابيع.
كما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى إجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن طبيعة هذه الأسلحة وفضح الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وفي بيانه الختامي لاجتماعه الأخير في الدوحة، عبّر الاتحاد عن استنكاره الشديد لمواقف بعض الدول الإسلامية، مؤكدًا أن هذا الصمت سمح للاحتلال بالتمادي في ارتكاب جرائمه الوحشية.
تقارير حقوقية وتحذيرات من الكارثة
وأصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف) تقريرًا كشف فيه عن شهادات ميدانية توثق استخدام الاحتلال قنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخر أجساد الضحايا، مرجحًا استخدام «القنابل الفراغية» التي تُعرف بقدرتها التدميرية الهائلة.
وأوضح التقرير أن آلاف الضحايا ما يزالون في عداد المفقودين؛ إما بسبب صعوبة انتشالهم من تحت الأنقاض، أو لإخفائهم قسرًا من قبل الاحتلال.
وأشار المرصد إلى أن هذه الأسلحة تستخدم لإحداث دمار شامل في مناطق سكنية مكتظة؛ ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية.
إحصاءات مفزعة وضحايا مجهولون
في أغسطس الماضي، كشف جهاز الدفاع المدني في غزة أن جثث 1760 شهيدًا قد تبخرت بفعل استخدام الاحتلال لأسلحة محرمة دوليًا، في حين لم تتمكن السلطات من تسجيل بياناتهم أو العثور على أي أثر لهم بسبب شدة الدمار.
وفي ظل استمرار هذه الجرائم والانتهاكات، تتزايد الدعوات لتفعيل القانون الدولي وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.
كما تؤكد المؤسسات الحقوقية والإنسانية ضرورة تكثيف الجهود لدعم الشعب الفلسطيني، والكشف عن حقيقة الجرائم التي تُرتكب ضده، لضمان محاسبة الجناة ووضع حد لهذه الانتهاكات المروعة.