استبعد تماماً لجوء الشباب بالسلاح، فهذا الشباب وقف أمام ترسانة أسلحة مبارك وقواته أعزل
•يجب أن نعلم أن يد الشعب المصري طوال الـ18 يوماً هي من صنعت ثورة يناير
•سيأتي هذا السيسي وباعتباره رئيس مشرحة ثم باعتباره رئيساً قائماً، وسيتحدث عن مرحلة انتقالية
•استبعد تماماً لجوء الشباب بالسلاح، فهذا الشباب وقف أمام ترسانة أسلحة مبارك وقواته أعزل
•إن النظام لا يملك أدنى شرعية، وما يصدر عنه من انتخابات ودستور هذا لا يساوي الحبر الذي كتبه به غير شرعي ولا قيمة له
في الحلقة السابقة تناول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذا العلوم السياسية بجامعة القاهرة العديد من الملفات الساخنة؛ حيث قدم تناولاً من وجهة نظره للرد عليها وهنا نكمل الجزء الثاني والأخير من حوارنا معه حول ما يدور في مصر منذ الانقلاب وإلى الآن:
تحدثت على أن القضاء كان لاعباً مهماً في مساندة الدولة العميقة.. فكيف يخرج الشعب من مأزق تأخر القصاص بالقانون؟
تأخر القصاص لشهداء 25 يناير وشهداء المجلس العسكري والشهداء الذين سقطوا إبان فترة “مرسي” وشهداء رابعة والنهضة بعد 30 يونيو، كل هؤلاء إنما يشكل حالة غاية في الأهمية يجب أن نقوم عليها لأخذ القصاص لهم في إطار إستراتجية للعدالة، والتي يجب أن تتبلور إلى ثلاثة أمور هي: العدالة الانتقالية في عملية القصاص، والعدالة الاجتماعية؛ لتحقيق قدر كبير من توزيع الدخل فيما يؤكد عملية العدالة والمشاركة، العدالة القضائية والتي بان فيها القضاء كذراع للاستبداد.
وسط عدم توافق بين التحالف والقوي الثورية ومرور الأشهر في مواجهة قوات الأمن، طرح البعض فكرة الكفاح المسلح واللجوء إلى لغة العنف لردع النظام الحالي وإسقاطه؟
محاولة النظام استدراج الشعب للعنف قضية خطيرة، لأن النظام هو الوحيد الذي يملك مشروعية لاستخدام السلاح، إذا حاول دفعه فهو مشروع حرب أهلية، وأستبعد تماماً لجوء الشباب بالسلاح، فهذا الشباب وقف أمام ترسانة أسلحة مبارك وقواته أعزل، ومازال الشباب في الشارع يرفع شعار “سلمية”.
** مازالت الفعاليات الاحتجاجية مستمرة.. وخارطة الطريق تسير في مسارها.. فكيف ترى حركة النظام لتنفيذ تلك الخارطة في هذه المرحلة الانتقالية؟
سيأتي هذا السيسي وباعتباره رئيس مشرحة ثم باعتباره رئيساً قائماً، وسيتحدث عن مرحلة انتقالية, وهذه المرحلة ستكون مليئة بأمور لا يمكن الموافقة عليها لأنها لم تأخذ مسارها الصحيح، فخريطة الطريق التي يتحدثون عنها, قامت على قاعدة قطع الطريق على مسار ديمقراطي, فخارطة الطريق تصل بنا إلى عصابة تحكم هذه البلد وتتحكم فيه ومقدراتها.. سواء تلك الخارطة محمية بأجهزة أمية أو غير ذلك.
** برأيك لماذا حدث تدخل خارجي وإقليمي في الوضع المصري بعد “30 يونيو”؟وهل سينجح في أداء دوره؟
يجب أن نعلم أن يد الشعب المصري طوال الـ18 يوماً هي من صنعت ثورة يناير، ولم تكن هناك يد خارجية أو إقليمية تسيطر على المشهد, على العكس فبعد الــ”30 يونيو” في المرحلة الانتقالية بدأ تدخل الأيدي الإقليمية والخارجية, مما يتطلب منا أن نقف موقفاً صلباً يستند على قاعدتين: الأولي:
إن الخارج لا يتمكن من الداخل إلا إذا مكن لها الداخل وهو “الشعب و القوي السياسية والمؤسسات التنفيذية”، لذلك فالزخم الثوري والملحمة الثورية التي تستمر حتي تحقق ثورة 25 يناير أهدافها, القاعدة الثانية: لا يمكن إطلاقاً مواجهة التحديات من خلال فصيل واحد أو مؤسسة واحدة حتى ولو أن المؤسسة تمتلك القوة أو تمارس العمل الدعوي فترة من الزمن, ومن ثم لا بد أن تقوم تلك القواعد على قاعدة التشارك السياسي في ضوء التحديات, وكل يقوم بدوره وعلى الجيش أن يعود إلى ثكناته.
إذن كيف ترى الدعم المالي المباشر للنظام الحالي من دول عربية؟
ذلك الدعم هو تمكين الخارج من الداخل وهي محاولة من النظام الحالي لتثبيت أركانه, ضد ثورة الشعب, بأموال الخارج, كذلك يحدث في الدول العربية الجميع يستجدي الخارج ليثبت أركانه لمواجهة الربيع العربي من أن يزحف إلى أراضيهم.
** كيف تري فكرة الحشد الإعلامي ضد المتظاهرين وعلى رأسهم جماعة الإخوان، وإلى أي حد يؤثر ذلك الحشد على الشارع المصري؟
هؤلاء السحرة الجدد من الإعلاميين الذين يستخدمون كأداة بتعليمات من قيادات الثورة المضادة في مواجهة الخصوم السياسيين الذين يعتقدون أنهم يقفون حجرة عثرة في طريق انقلابهم, فمثلاً: هجومهم الشديد على الإخوان نابع من قوة الجماعة كفصيل سياسي الأقوى في الساحة, فحينما طلب السيسي “تفويض” لمواجهة إرهاب “محتمل” – أي لم يكن قائمًا – حاول الإعلام تصوير ذلك بأنها معركة حقيقية مع الإرهاب, كما يصنع بطش المؤسسة العسكرية والأمنية بأنها حرب على الإرهاب.
** في ظل بقاء المظاهرات المتواصلة في الشارع .. بدأت أجراس انتخابات الرئاسة تدق على أبواب المرشحين.
إن النظام لا يملك أدني شرعية، وما يصدر عنه من انتخابات ودستور هذا لا يساوي الحبر الذي كتبه به غير شرعي ولا قيمة له, فهناك دستور 2012م وهناك رئيس شرعي جاء بانتخابات حرة نزيهة في ذات العام، (متسائلاً) فكيف تسير الدولة بدستورين و رئيس شرعي اختطف تحت تهديد السلاح و رئيس “طرطور” مؤقت وغير شرعي, ومرشح رئاسي سيأتي “من الزمرة العسكرية “، حَلم بالسيف المكتوب عليه باللون الأحمر والساعة “الأوميجا”.
** إذن.. كيف تري قرار ترشح حمدين صباحي والذي يعتبره البعض محسوباً على ثورة يناير؟
هذه الشخصيات التي تمثل القوة المدنية التي جاءت على ظهر الدبابات، لا يمكن إطلاقاً الوثوق فيها، ولا الوثوق في قراراتها، فما يحدث أقرب إلى “مسرحية هزلية” تدار في “شكل انتخابات” ودعوة للتصويت في صناديق الانقلاب, فلا نعترف باستحقاقات انتخابية غير التي حدثت قبل 30 يونيو وبعد ثورة يناير, والتي صدرت واعتقلت أصوات وطن بأسره, فهم يمررون صناديق “قرع” وليس اقتراع.
** تقول أنها صناديق انقلاب وليس انتخابات.. فهل تتوقع انسحاب حمدين صباحي من ذلك السباق الذي تراه “زائفاً”؟
يجب آلا نشغل أنفسنا بانسحابه أو دخوله, فالعملية برمتها “مهزلة”, وهذه مجرد أشخاص كرتونية، تحرك من جانب مخرجها من الدولة العميقة بمؤسساتها الأمنية، وهم يحاولون في الأساس شرعنه لوضع “غير شرعي”.
** كيف ترى أزمة المعتقلين في سجون النظام المصري؟، وإلى أي مدى وصلت؟
كل يوم يرتفع أعداد المعتقلين, والداخلية تتباهى بإعلان الأعداد كل يوم، وأري هناك تحرك حقوقي وتحرك دولي، فإن الفريق الحقوقي في لندن يقوم بمجهود متقدم لاستدعاء بعض المتورطين من النظام المصري إلى محاكم دولية لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوربي والأفريقي, فأستطيع أن أقول لك انتظر فإنه خلال شهرين ستجد أنه سيدعى أحد من في السلطة إلى التحقيق معه رئيساً كان أو غيره.
ختاماً.. رسالة أخيرة للمتظاهرين في الشارع المصري.. وأخرى للنظام الحالي في مصر؟
– أقول للمتظاهرين أنتم في ملحمة ثورية ممتدة ومعركة النفس الطويل، وليس هي بيوم أو اثنين, فأنتم صمدتم 8 أشهر وقدمتم للناس نموذجاً للمقاومة، تؤكدون فيه أن الصمود هو مع المبدأ، والقيمة، والعزة، ومع الثورة..
– أما من يشكلون المنظومة الانقلابية، فنقول لكم: إنكم مغتصبون, وستحاسبون على فعلتكم, فليس ما مافعلتموه هو اغتصاب سلطة, ولكنكم اغتصبتم إنساناً وانتهكت أعراضاً وقتلتم وقنصتم, وحسابكم لن يكون فيه أي قدر من المساومة, فالله عز وجل يقول: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” (صدق الله العظيم) .