مهما كان ما تنتظره.. فإن راحة البال، والقناعة، والنعمة، والوعي الداخلي لن يأتي بالتأكيد إلا إذا كنت على استعداد لاستقباله بامتنان وبقلب مفتوح.
وستتوافر لك راحة البال والاستمتاع بنفسك وبحياتك، وحتى الحصول على المزيد من النوم، والمزيد من الراحة، فقط عندما تعلم أن هذا عملك ومجهودك الذي قدمته مائة في المائة، وأنت المسؤول عن الفوز أو عن الخسارة.
والسعادة تقع ويقع السلام في مكان ما بين الحب في قلبك وبين الأفكار في عقلك.. ستجده عندما تبحث عنه على وجه السرعة في الأماكن التالية:
1- مؤسسة القبول:
الحياة عبارة عن سلسلة من الأحداث والتغييرات الطبيعية المستمرة.. لا تقاومها؛ فذلك يخلق التوتر الذي لا لزوم له، واسمح لحقيقة هذه الأحداث أن تحدث هي التغييرات.. اسمح لها بالتدفق، أو كما قال الشاعر «هنري ووردسورث» مرة: «إن أفضل شيء يمكن للمرء أن يفعله عند نزول المطر هو السماح له بالسقوط».
القبول هو السماح للأمور أن تسير وتتدفق على طبيعتها وعلى حقيقتها، وهذا لا يعني أنك لا تهتم بتحسين واقع الحياة، بل يعني أن تدرك أن الشيء الوحيد الذي يجب فعله حقاً هو السيطرة على نفسك.
هذا الفهم البسيط هو أساس القبول، وبالقبول فقط يمكن أن يكون هناك السلام والنمو.
2- مساحة من الصدق مع النفس:
لديك طريقتك الخاصة بك، وبالنسبة لك تعتبر هذه الطريقة في العيش هي طريق الحق المطلق.. احترمها وقدرها.
أحد أهم مصادر السلام الداخلي الأكثر تأثيراً هو ببساطة انسجامك مع ذاتك مع حقيقتك.. لا تبادلها بدور أي دور، ولا تستبدل حقيقتك بأي صنيع أو شيء غير حقيقي، وعدم التخلي عن حريتك الفكرية، أو مداراتها بأي قناع.
لا يمكن أن يكون هناك سلام في حياتك الخارجية حتى يكون هناك سلام داخل نفسك، وأن تكون أنت نفسك.
ولن يكون من السهل أبداً، وليس هناك ثمن أبداً أعلى من امتلاك روحك الداخلية.
3- عقلية التسامح والغفران:
عندما يقوم شخص ما بعمل قد يضر بك، فمن الصعب أن تكون مسالماً! ولكن يمكنك أن تفعل ذلك على أي حال؛ لأنك تعرف أن السلام هو الوحيد الذي يستحق شن معركة من أجله.. السلام شيء ثمين، بل هو مظهر من مظاهر حبك واحترامك لذاتك، وهو أفضل قرار تتخذه لمستقبل أكثر إشراقاً.
وأن تحيا في سلام مع ذاتك قد يكون من الصعوبة بمكان؛ أصعب بكثير من أن تكون غاضباً وانتقامياً.
إنه يتطلب منك التزام الهدوء وترك الألم.. إنه يتطلب منك أن تغفر وتنطلق.
وبطبيعة الحال، فأنت يجب ألا تفعل هذه الأشياء فقط من أجل الشخص الذي آذاك، ولكن أعمالك ينبغي أن تكون لمصلحتك النفسية والصحية.
4- الرضا بما لديك:
إذا كنت تعتقد أنك سوف تكون سعيداً لو كان لديك ضعف ما لديك من الأشياء بالفعل – الوقت، والمال، والأصدقاء، والسيارات، والأحذية، والأثواب الأنيقة، وما إلى ذلك – تكون مخطئاً بكل أسف؛ لأنه إذا لم تكن سعيداً مع ما لديك، فلن تكون أكثر سعادة عندما يكون لديك ضعف ما لديك الآن.
وكما قال «سقراط» ذات مرة: «القناعة هي الثروة الطبيعية، والترف هو الفقر المصطنع».. ليس من الصواب أن تضيع كل ما تتمتع به من السعادة بإغفال كل ما لديك من أجل ما تتمنى أن يكون لديك.. فإذا قمت بذلك، فلن يكون كافياً، وبدلاً من ذلك، قدّر الخير الذي تمتلكه بالفعل، وسوف تجد على الفور الكثير والكثير الذي سيرضيك.
5- لحظات من الخلوة الهادفة:
يحتاج المرء إلى وقفة أو خلوة واحدة على الأقل في اليوم، وقضاء بضع لحظات يتنفس فيها في صمت، استخدام هذه اللحظات في التفكير والتأمل والفصل بوعي بين الماضي والحاضر والمستقبل.
المسؤوليات والالتزامات، والأعمال التي لم تنتهِ، والأسرة والأصدقاء، كل هذه الأشياء يمكن أن تبقى على قيد الحياة بدونك في هذه اللحظات التي تخصصها لنفسك.
إنك ولا شك، تستحق هذا الوقت بعيداً عن كل المشاغل والمشكلات.. فأنت تستحق أن تفكر بطريقة سلمية وخالية من الضغط الخارجي، لا مشكلات لحلها، خالي الوفاض، لا تنشغل بإرضاء أو إغضاب أحد.. وفي بعض الأحيان تحتاج إلى تخصيص وقت لنفسك، بعيداً عن العالم الذي لن ينشغل بك.
6- علاقة حب متبادلة:
عندما تحب شخصاً تفهمه ويفهمك، أنت بالضرورة لا تفهم بالضبط ما يفكر فيه شخص ما، ولكن تفهم لماذا، وهو يفهم نفس الشيء عنك.. هذا الفهم المشترك شيء لا يقدر بثمن؛ لأن التعايش يكون أسهل بين المتفاهمين، الذين يفهم بعضهم بعضاً.
الفهم هو الذي يغذي الراحة العاطفية والانتماء.
عندما يشعر الذين تحبهم حقاً بأنك تفهمهم، فإنهم لا يترددون في إطلاق ثقتهم فيك، ومن ثم الاتصال الحقيقي والسلام الحقيقي بينكم.
7- همة عاطفية:
العاطفة قوة، وهي تقبع في أعماقنا وتحرك مشاعرنا، وخياراتنا، وأعمالنا بشكل آلي لا إرادي، ولذلك فإننا لا يمكن أن نتجاهلها، ولا يجب أن نتجاهلها.
ولسوف تصبح العاطفة هي المصدر الوحيد لأعظم إنجازاتك في أرقى وأعظم اللحظات التي تحياها.. في لحظات الحماس المفعم بالحب، عند استمتاعك بسير العمل بالطريقة التي تريدها، ووضوح الغرض الخاص بها، وعند الإحساس بنشوة الانطلاق إلى الأمام.. هذا ما تفعله العاطفة لك، وبدونها لن تكون هناك راحة البال، ولن تحس إلا بمجرد أحلام جوفاء لن تتحقق، وسيمضي العمر بدون أن تحياه.
8- قوة الأعمال الإيجابية:
في الحياة، لا تحصد إلا ما تزرع، فكل لحظة من حياتك ليست إلا لحظة ديناميكية، استجابة بشكل حصري لمدخلاتك أنت الخاصة.. فإذا أدخلت مدخلات إيجابية ومجهودات منتجة فستحصل بلا شك على نتائج مفيدة.. وهذه هي أعظم قوة لديك؛ قوة الاختيار وقوة العمل.
فبدلاً من محاولة الوصول إلى السلطة على الآخرين والمواقف الخارجية، مارس سلطة غير محدودة على ما لديك بالفعل وعلى نفسك.
قم بنسيان الماضي والمستقبل، ومواقع الآخرين من رحلاتهم الخاصة.
أرح عقلك، واسترح من المقلقات والشكاوى، وقم بالتركيز على الحياة.. حياتك، نفسك، وتنفسك الآن.
ركز على ما يمكن أن تفعله الآن لإحداث تغيير، لإحداث فرق، لتكن إيجابياً وكن منتجاً، وانشغل باختبار إمكانيات هذه اللحظة ووضعها على المحك.